انتهت رحلة السوريون مع مسار استانا بعد ست سنوات من المباحثات والمشاورات، كانت الاطراف الرئيسية فيها إيران وروسيا وتركيا كدول ضامنة للدولة السورية من جهة، والجماعات المسلحة من جهة اخرى.
هذا المسار تمكن عبر جولاته الكثيرة والعديدة المحاولة في تقريب وجهات النظر الى حد كبير بين الدولة السورية وتركيا، وانشاء جسر تعبر عن طريقه العلاقات بين الجانبين، رغم هشاشته الا انه يمكن اعتباره اختراقا سياسيا مهما في العلاقات بين البلدين، ولأن اللقاءات السورية التركية باتت مباشرة والحوار بينهما بات اكثر وضوحا انتهى العمل بمسار استانا، فهي بالاساس كانت صيغة للحوار ضمن حرب داخلية في البلاد، وروسيا وايران تمثلان الدولة السورية، وتركيا تمثل المسلحين، ولكن مع تطور الحوار بين دمشق وانقرة بات من الضروري وجود صيغة وساطة جديدة بين دولتين وليس الدولة والمعارضة المسلحة المدعومة من تركيا وبالتالي البديل المناسب هو ما يمكن تسميته بمسار موسكو.
استانا قدمت العديد من النقاط الايجابية ابرزها كبح التوغل الغربي في الملف السوري وكانت منافسا كبيرا لمسار جنيف على سبيل المثال، وبالتالي كان للدولة السورية وحلفاءها الراي الاول والاخير في التفاصيل الاساسية في البلاد من خلال استانا ومخرجاتها.
بالاضافة الى انها اخراج مناطق عديدة من دائرة الصراع في سوريا مثل الغوطة الشرقية والمنطقة الوسطى مثل الرستن وريف حمص، بالاضافة الى درعا وارياف حلب وحماة وادلب، لان منصة استانا عملت على خفض التصعيد خصوصا التركي في سوريا، بالاضافة الى انها عملت على الفصل بين الجماعات المسلحة وتفكيك بعضها.
استانا استطاعت الانهاء على اي فكرة لانشاء مشروع انفصالي في سوريا وذلك من خلال تأكيد الحاضرين فيها على الالتزام الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية.
والاتفاق على تحقيق الأمن والاستقرار في شمال شرق سورية بما يضمن الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض محاولات خلق حقائق جديدة بما فيها المبادرات غير القانونية بشأن الحكم الذاتي بحجة مكافحة الإرهاب.. ويرى المراقبون ان الملف السوري شهد العديد من المنصات والمؤتمرات السياسية والتدخلات الخارجية، لكنه في النهاية يوجد حقيقة واحدة وهي ان الدولة السورية هي الوحيدة القادرة على حفظ الامن والاستقرار في البلاد والاقليم واي محاولة لتغيير هذه الحقيقة ستكون نتيجتها الفشل.