ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ هجوم جيش الاحتلال متعدد الأطراف على المقاومين في الضفة الغربية، يسلّط الضوء على مدى تعقيد الظروف المتدهورة في الأراضي المحتلة، والمتطلبات الجديدة لجيش منهك أصلًا؛ بسبب الحرب على قطاع غزة، والتصعيد على الحدود مع لبنان.
وأوضحت، في تقرير نقلًا عن محللين صهاينة أنّ “القتال المتجدد في الضفة الغربية، أثار شبح القتال المطوّل على جبهات متعددة”.
وقال الباحث في شؤون حماس والضابط الصهيوني السابق غاي أفياد: “الجيش اليوم منهك، في نهاية المطاف لدينا مجموعة محدودة للغاية من جنود الاحتياط الذين يحملون ثقل القتال، إنهم الأشخاص نفسهم طوال الوقت”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفصائل الأحدث والأصغر سنًا، تصاعدت في السنوات الأخيرة، رغم استخدام حكومة الاحتلال والجيش كل الوسائل للضغط عليها، فيما تضم الحكومة بعض قادة المستوطنين البارزين الذين عملوا على توسيع المستوطنات، وشن عدوان على المدن الفلسطينية.
وتطرّقت إلى استشهاد قائد كتيبة جنين في سرايا القدس في طولكرم، محمد جابر “أبي شجاع”، وقالت إنّه رمز لجيل جديد من “القادة المسلّحين في الضفة الغربية، واستحوذ على خيال بعض الشباب الفلسطيني في وقت سابق، بعد شيوع أنباء عن اغتياله”.
وقالت الصحيفة، إنّه حتى قبل العدوان على غزة، كانت الضفة تنحدر إلى حالة من الاضطراب مع تصاعد التوغلات العسكرية، والهجمات العنيفة على الفلسطينيين من قبل المستوطنين، و”صبت الحرب على غزة الوقود على الوضع في الضفة”، مشيرة إلى استشهاد 622 فلسطينيًا، منذ 7 تشرين أول/أكتوبر، في حين نفذ المستوطنون 1200 هجوم.
ويقول محللون عسكريون إنّ “العملية الحالية تشكل مخاطر إستراتيجية لـ”إسرائيل”، فقد تعرضت قواتها المسلحة لضغوط بسبب القتال الذي استمر قرابة 11 شهرًا في غزة والصراع المتصاعد مع حزب الله، ويعتمد الجيش بشكل كبير على جنود احتياطيين بدوام جزئي يقولون؛ إنهم منهكون من أطول حرب خاضتها “إسرائيل” منذ عقود”.
وقال شلومو موفاز، وهو مسؤول كبير سابق في الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية”، إنّ العملية في الضفة الغربية تشمل مئات الجنود، بما في ذلك القوات التي تم نقلها إلى الميدان من دورات تدريبية وقوات احتياطية كتعزيزات، وأضاف: “يحتاج الجيش إلى تعلم كيفية الانتشار عبر عدة ساحات، ليس لديه خيار”.