قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية “ناصر كنعاني” ان الادارة الامريكية تدعم الارهاب الذي يرتكبه الكيان الصهيوني جهرا وفي واقع مؤسف على مرأى ومسمع العالم اجمع.
وبمناسبة اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب واجلالهم، الذي يصادف اليوم 21 آب/أغسطس، نظمت جمعية الدفاع عن ضحايا الإرهاب المؤتمر الثامن “اسوة بالصابرين”، القى خلاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية “ناصر كنعاني” كلمة بهذا الصدد.
وجاءت كلمة المتحدث باسم وزارة الخارجية في النص الاتي:
بسم الله الرحمن الرحیم
يسعدني أن اشارك بمؤتمر اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب واجلالهم، وان اتواجد برفقة أهالي شهداء الوطن الكرام والناجين الأعزاء من الحوادث الإرهابية المريرة والدموية، واسمحوا لي ان اعرب عن تقدير واعجابي بصبركم وشجاعتكم، سائلا الله عز وجل بان يكرم الأرواح الطاهرة لجميع الشهداء وضحايا الإرهاب وأبطال الكفاح ضد هذه الظاهرة الشريرة بالدرجات العليا.
وتم اختيار شعار اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب واجلالهم هذا العام تحت عنوان “أصوات من أجل السلام”، معتمدا على دور الناجين من الحوادث الإرهابية ومؤكدا على واجبهم كمدربين للسلام.
ويتحقق السلام الحقيقي في ظل العدالة وتطبيقها على المجرمين والظالمين، لكنه ومن المؤسف للغاية أن الإرهاب المنظم متجذر في الدعم المنظم لبعض الأنظمة والكيانات والمتشدقين بالإنسانية وحقوقها.
وفي هذا العام، نحيي اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الارهاب واجلالهم في ظل ارتكاب الراعي الاول عالميا للارهاب الكيان الصهيوني قاتل الاطفال وبدعم كامل وغير محدود من بعض المتشدقين بحقوق الإنسان، امثال الولايات المتحدة وبريطانيا، الجرائم الافظع والابادة الجماعية الابشع بتاريخ البشرية في أرض الأديان السماوية المقدسة، فلسطين العزيزة.
إن الحديث عن احترام ضحايا الإرهاب يعد مجرد شعار فارغ عندما يستشهد 4 أطفال فلسطينيين كل ساعة وعندما يفقد حوالي 40 طفلا فلسطينيا أمهاتهم كل يوم في الهجمات الإرهابية لقوات الكيان الإسرائيلي الغاشم والإرهابي وخاصة أن المؤسسات الدولية والحكومات الغربية قد أغمضت أعينها عن هذه الجريمة غير المسبوقة ضد الإنسانية، وامتنعت عن اتخاذ أدنى إجراء لإنهاء هذه الجريمة المستمرة منذ 80 عاما.
وبالمقابل تدعي بعض الدول الغربية، وخاصة الادارة الامريكية، أنها تحارب الإرهاب. وفي الوقت نفسه قامت الادارة الامريكية بايجاد أخطر هوية إرهابية في العالم وهي الكيان الصهيوني، ودعمه بشكل شامل غير محدود. وفي الحقيقة نتساءل هنا، من الذي أنشأ تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية الخطيرة وادخلها الى حياة الشعوب وخاصة الشعوب والبلدان الإسلامية؟ ومن الذي يوفر الأسلحة الفتاكة للكيان الإسرائيلي الإرهابي وقنابله المحظورة؟
وتتوالى الاسئلة في هذا السياق، من يوفر الموارد المالية والأسلحة للجماعات الإرهابية الخطيرة؟ من الذي دعم ومازال يدعم ويستضيف الان زمرة خلق الارهابية التي تلطخت أيديها القذرة بدماء أكثر من 17 ألف شهيد إيراني، بما في ذلك قادة الحكومة وأعضاء البرلمان والقوات العسكرية وقوات الشرطة، وخاصة المواطنين الإيرانيين رجالاً ونساءً وأطفالا؟
الإرهابيون الذين قتلوا الآلاف من الشعب الإيراني بلا رحمة في الثمانينات بما في ذلك التفجير الإرهابي في حزيران/يونيو 1981 الذي استهدف مقر الحزب الجمهوري الاسلامي في طهران وادى الى استشهاد رئيس السلطة القضائية الأسبق آية الله محمد حسين بهشتي و 72 شخصية قيادية و نخب علمية و سياسية، وفي عمل إرهابي آخر في اب/اغسطس 1981 استشهد رئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر، هم الآن يعيشون تحت دعم نفس الادارات في أمريكا وأوروبا.
زد على ذلك، وفي إطار الجهود التي يبذلها الشعب الإيراني لتحقيق القوة النووية العلمية والتقنية لاستخدامها في الأغراض السلمية، الا ان الإرهاب المنظم ورمزه الواضح الكيان الصهيوني الغاصب قام باغتيال عدد من العلماء النوويين البارزين في ايران.
كما ان عملية اغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني الذي يتصدر جبهة مكافحة الإرهاب ولتي جاءت في مطار بغداد بينما كان يتمتع بالحصانة الدبلوماسية وكان متوجها في مهمة سياسية وسلمية، ستبقى وصمة عار على جبين الادارة الأمريكية للابد.
وفي الاونة الاخيرة خطا الكيان الصهيوني الغاصب، باعتباره حليفا محميا و استراتيجيا للولايات المتحدة وبطريقة مشابهة للعمل الامريكي الدنيء باغتيال القائد الشهيد سليماني، خطوة حقيرة في عمل شرير منتهكا جميع القوانين ذات الصلة والأنظمة الدولية العرفية، وقام باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية في طهران أثناء تواجده ضيفا على الحكومة الإيرانية.
وما اذا اردنا تعداد الجرائم الامريكية في المنطقة نجد القائمة طويلة جدا ولايمكن ان تمحى من ذاكرة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، فهناك العديد من الهجمات الامريكية القاتلة على السكان العزل في دول المنطقة، ومنها هجمات على التجمعات العامة والاحتفالات والأعراس، مجزرة ساحة النسور في بغداد والتي نفذها مرتزقة شركة بلاك ووتر الامريكية، اغتيال علماء نوويين في إيران بالتعاون مع الموساد، هجمات على المزارات والأماكن المقدسة في ايران، إسقاط طائرة ركاب إيرانية في الخليج الفارسي، وغيرها الكثير الكثير من الجرائم الفظيعة.
ولا يخفى انه ومنذ زمن طويل سقط القناع عن وجوه المدعين الغربيين، وعلى رأسهم الادارة الأمريكية الداعم الأكبر للإرهاب، وخاصة العصابة الإجرامية التي تعيش في تل أبيب وهي الكيان الوحيد في العالم الذي يستخدم القنابل الذرية ضد المواطنين.
وها نحن اليوم امام واقع مؤسف على مرأى ومسمع العالم اجمع المتمثل بدعم الادارة الامريكية الارهاب الذي يرتكبه الكيان الصهيوني جهرا بحق كل شريحة وفئة من الشعوب المعذبة في غرب آسيا وشمال أفريقيا إلى طلاب أوروبا وأمريكا.
وتزامنا مع اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب واجلالهم، ينبغي على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية اتخاذ إجراءات فورية وفعالة في أقرب وقت ممكن لوقف الإبادة الجماعية، ومحاكمة مرتكبيها ومؤيديها ومساعدة الشعب الفلسطيني وإعادة بناء غزة المضطهدة.
وعلى الرغم من كون الشعب الإيراني الأبي والعزيز أحد أكبر ضحايا الارهاب المنظم، فقد اصبح الصوت الأعلى الذي يدعو الى السلام المبني على العدالة والقوة الأقوى في الحرب ضد الإرهاب، كما ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسير على هذا الطريق المشرف في مكافحة الإرهاب بكل انواعه جنبا الى جنب مع جميع الحكومات والدول التي وقعت ضحية للإرهاب أو التي ترغب بصدق في محاربة هذه الظاهرة الشريرة.
وباعتبارها دولة كانت دائما هدفا للإرهاب السياسي والاقتصادي والعنف المسلح وكانت دائما نذير السلام في العالم، فإن ايران وبخبرتها الثمينة تقف الى جانب جميع ضحايا الإرهاب والمعارضين الصادقين والحقيقيين لمكافحة الإرهاب.
ومما لا شك فيه انه سيتم استخدام كافة القدرات السياسية والقانونية والقضائية للنظام الجمهوري الاسلامي على المستوى الوطني والدولي، في طريق إحقاق حقوق الشعب الإيراني وإيفاء حقوق ضحايا الإرهاب وأسرهم العزيزة والمعذبة، وتحقيق العدالة ضد الإرهابيين وداعميهم.
ومن حسن الحظ أنه تماشيا مع السياسة المحددة للجمهورية الاسلامية الايرانية واستنادا إلى إرادة الشعب وأسر الضحايا، أصبح التعاون التكاملي والتآزري بين القوى الثلاث، وخاصة التعاون بين القضاء ووزارة الخارجية في أفضل حالاته من اجل المحاكمة وإصدار الأحكام الإنسانية وتنفيذ العدالة القانونية ضد المجرمين والإرهابيين ومن يدعمهم، وإن شاء الله سيستمر هذا النهج بشكل جدي ايضا.
وفي الختام، أود مرة أخرى أن أشكر جمعية الدفاع عن ضحايا الإرهاب، التي هي بحد ذاتها أحد أبناء وأسر الشهداء وضحايا الإرهاب الاعزاء ولها موقف استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، كما اشكركم على عقد هذا المؤتمر.
أيها الأعزاء الكرام، اطلب منكم وكل من يستطيع أن ترفعوا صوت وصرخة ظلم أطفال ونساء غزة المضطهدين الى العالم، لفضح الصهاينة المتعطشين للدماء ومناصريهم أكثر فاكثر.