اعلنت حركة” النصر عمل” عن انطلاقتها في حفل اقيم في مدينة صيدا، شارك فيه مواطنون وممثلون عن هيئات ثقافية واجتماعية. وضمت الحركة رئيسها النائب ملحم الحجيري،نائب الرئيس الدكتورعلي الحر و الأعضاء: الصحافي خالد الغربي، محمد حمزه البزري، ومحمد البتكجي
وافتتح الحفل بكلمة لعضو الهيئة التأسيسية الصحافي خالد الغربي، مؤكدا ان “حركة “النصر عمل” تأتي لأن صدر الديمقراطية يجب ان يكون رحبا، و استكمالا لمشروعنا الوطني التحرري بإطار جديد.
ولأن الزمن زمن فلسطين كان علينا ان نختار بين شرف طوفان الأقصى وعار طوفان النفط، ولا منطقة رمادية في هذا الصراع، فاخترنا بملء الإرادة والعزيمة ان نلتحق بركب معسكر المعادين للصهيونية والامبريالية الأميركية والغرب المستعمر ونتلمس طريقنا الى ميدان المواجهة وندرك ان ثمن الحرية باهظ، لافتا” ان في طول البلاد وعرضها ثمة من يتآمر وتعود طروحات الفدرلة والكنتنة والتقسيم”.
الحجيري
وتحدث الحجيري فقال: “إن الحركةَ الناصرية بقواها المختلفةِ بدأت بعد رحيل جمال عبد الناصر مشرذمة ولم تكن مُوحدةً يوماً برغم رفعها منذ عصر عبد الناصر شعارَ الحركة العربية الواحدة.معتبراً ” أن محاولاتَ توحيد القوى الناصرية العديدة باءت بالفشلِ في النهاية.
ولكننا بقينا مستمرين في ظلِ قيادة المناضل الأخ مصطفى معروف سعد رحمه الله، في ساحاتِ النضالِ والمقاومة ضد العدو الصهيوني وعملائهِ وفي صفوفِ جيش التحرير الشعبي قوات الشهيد معروف سعد”.
واضاف: ” بعد عقدِ اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، انكفأت كل القوى السياسية الوطنية اللبنانية والقومية والتقدمية واليسارية، ولم تعد تمتلك قدرة التأثير في الواقع السياسي.
إلا من انخرطَ واستمرَ منها في مشروع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي الذي كان يحتل مناطق واسعة من الوطن.
وبالتأكيد كانت لنا لُبنَتُنا وبصمتُنا في مجال المقاومة، وفيما بعد انحصر العمل المقاوم في إطار المقاومة الإسلامية حزب الله” .
وتابع :”وفي سياق النضال الوطني المقاوم بإطارِ المقاومةِ الوطنيةِ والمقاومة الإسلامية تنادت أصواتٌ كثيرة من الداخل اللبناني ضد سلاح المقاومة تُدين هؤلاء المقاومين المغامرين مراراً وتكراراً إلى أن وصل بها الأمر إلى المطالبة بسحب سلاح المقاومة، ومازالت.
وهي أصواتٌ معروفة الإنتماء والولاء، وأرقى ما توصل له الإجتماع اللبناني في طاولةِ الحوار حول هذا الموضوع هو مشروعُ الإستراتيجية الدفاعية، إلا ان هذا المشروع يعتبر كلمة حق يراد بها باطل ويهدف إلى سحب سلاح المقاومة.
هذا مايريده اليمين اللبناني وحلفاؤه المتعامل مع اسرائيل وبالعلن خلال الحرب الأهلية اللبنانية وأثناء وبعد إجتياح اسرائيل للبنان. يريدون وضع سلاح المقاومة تحت سيطرة الدولة دون السعي الفعلي للتسليح الفعال للجيش اللبناني”.
وقال: ” إن الوضعَ الداخلي اللبناني وبعد سرقةِ القرن لأموالِ المودعين اللبنانيين وماتبِعها من إنهيارٍ اقتصاديٍ وماليٍ وسياسيٍ وانهيار مؤسسات الدولة سببه الأول سياسة الإستدانة وبلا حدود بعد اتفاق الطائف وسببه الثاني الفساد السياسي والمالي لدى شريحة واسعة من الطبقة السياسية اللبنانية”.
معتبراً ان “محاربةَ الفسادِ واجبٌ وطني، والقوى والشخصيات التي تمارس هذا الفساد وتنشره هي بمثابةِ العدو الداخلي- الرديف للعدو الخارجي الإسرائيلي الأميركي. ولذا فإن التصدي لهذين العدوين هو واجبٌ على كلِ مناضلٍ وطنيٍ شريف مع ضرورةِ التمييزِ في الأولويات حسب كل مرحلة”.
واعلن ان “حركةَ النصر عمل” الوليدة تؤكد التزامَها بخيارِ المقاومة في لبنان وفي كل أرضٍ عربية ، فقد أثبت خيارُ الحل السلمي فشلهٌ، وفوقَ ذلكَ، مهدَ الطريقَ للمطبعينَ العرب مع العدو الإسرائيلي.إن المقاومة وُجدت لتبقى وستبقى طالما يُوجد محتلٌ ويوجد معتدين.”
واردف: “نحن مع كافة القوى الوطنية والعربية والإسلامية المقاومة في مواجهة عدو واحد صهيوني : إسرائيلي – أميركي- أوروبي- عربي- اسلامي.
فالصهيونية حركة عنصرية أممية – انتماء وولاء لها متعدد القوميات والأديان.
وهذا يتطلب وحدةُ قوى المقاومة العربية والإسلامية ( والمسيحية إذا وُجدت) في كل الساحات في مواجهة حركة صهيونية إسرائيلية متعددة القوى والساحات.
أن نواجه موحدين خير من أن نواجه منفردين. وهذا ما أثبتته معركة طوفان الأقصى وتداعياتها على الأمةِ والعالم”.
اضاف: ” إن المقاومة هي شرفُ الأمةِ وكرامتُها ومصيرُها الحتمي، لأن أمتَنا أمةٌ حية برغم محاولات الإبادةِ في فلسطين والتي قد تتكرر مشاهدُها في ساحات أخرى مقاومة، لا قدر الله.
إن المقاومةَ التي تُضحي في سبيلِ شرفِ وكرامةِ وعزةِ الوطن والمواطن لا يمكن أن تقبل الفساد في الداخل، وهو الذي يؤدي إلى اذلالِ المواطن وامتهان كرامته الإنسانية. ولكن المعركةَ مع العدو الخارجي والعدو الداخلي في آن معاً تتطلب تحديد الأولويات في كل مرحلة، حتى لا تتبدد قوى المقاومة سدى بين المعركتين”.
واوضح انه ” لا بد لنا ، أن نقوم بدورِنا وواجبِنا الوطني في المعركتينِ الخارجية والداخلية على ضوءِ معطياتِ كل مرحلةٍ نمرُ بها متحالفين مع قوى المقاومة وفصائلِها غير مختلفين وغير معادين لها، هذا في المعركة الخارجية.
وفي المعركة السياسية الداخلية مطلوبٌ أحياناً المهادنة منعاً للوصول إلى حرب أهلية يسعى لوقوعها العدو الإسرائيلي وحلفاؤه وعملاؤه، تحت شعارات قد تتنوع ولكن الهدف واحد عنده حربٌ أهليةط.
وقال:”ان الصراعَ مع الخصومِ الداخليين – اليمين اللبناني الإنعزالي ومع قوى الفساد مفتوحٌ دائماً ولكن حدودَه هو الخط الأحمر عدم الوقوع في الحرب الأهلية.
وإن اللقاء والتلاقي مع بعضِ الخصوم السياسيين الداخليين في معركةِ مواجهةِ الفساد وتحقيق العدالة واستعادة أموال المودعين لا تعني بتاتاً التسليم لهؤلاء الخصوم في مواجهتهم وعدائهم للمقاومة وقواها والتآمر عليها.
عند هذا الحد ينفصم التلاقي وينقطع اللقاء صوناً للمقاومةِ وقِواها”.
وختم الحجيري: “كلنا مدعوون للإنخراط في صفوفِ المقاومة في ميادينها المختلفة السياسيةِ والإجتماعيةِ والإقتصاديةِ والأمنيةِ والعسكريةِ، كلٌّ حسب موقعه، لأن هذا واجبٌ عينيٌّ على كل فرد من أفراد الشعب والأمة.”
ثم تلا نائب رئيس الحركة الدكتور الحر الإعلان السياسي لانطلاق الحركة ” وقال:”في ظل واقع لبناني سياسي اقتصادي اجتماعي مرير مع انهيار لمؤسسات الدولة وتناحر القوى السياسية في حين يعيش الناس بؤس اقتصادي واجتماعي وتتفاقم حالة البطالة والعوز وفي ظل واقع عربي واسلامي أكثر مرارة، والهمجية الإسرائيلية تبيد شعب فلسطين في غزة وتعربد في اعتداءاتها على لبنان وسوريا واليمن وإيران.
مذكرا بمقولات الزعيم العربي جمال عبد الناصر في الحرية والكرامة والعدالة والتحرر والتنمية وقتال العدو”.
واشار الى ان” حالنا في لبنان ان هناك ثورة تحرر وطني ضد عدو اسرائيلي محتل غاشم، تتطلب وحدة الصف، وثورة اجتماعية شعارها محاربة الفساد بين طبقة سياسية فاسدة مسيطرة اقتصاديا وماليا من جهة، وطبقتين واحدة كادحة، وثانية وسطى أو ميسورة سرقت اموالها في المصارف، من جهة أخرى”.
واضاف: ” ان صراعنا في الداخل اللبناني هو مع الطبقة السياسية الفاسدة والمتحالفة مع رأس المال التجاري والمصرفي حيث يتبادلان المصالح والمنافع ويحافظان على بعضهما وعلى النظام الطائفي الذي يشكل أزمة بنيوية للبنان. وصراعنا في الداخل مع القوى السياسية التي تريد نزع سلاح المقاومة دون الإقدام قبل ذلك على تسليح الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وزيادة عديده وعتاده ليستطيع إقامة توازن الرعب مع العدو الاسرائيلي كما فعلت المقاومة “.
وتابع:” لا يمكن ان نتخلى عن عنصر قوة لبنان في مقاومته وتسليم قضية تسليح الجيش اللبناني للأميركي والأوروبي حليفي الكيان الغاصب الرافضين لتسليحه كما يلزم .
واكد انه ” ولولا المقاومة واسنادها لشعب فلسطين ولغزة لكان العدو الصهيوني دخل لبنان ولا شيء يردعه .مضيفاً ان هذه القوى التي لا تفتأ تطالب بنزع سلاح المقاومة كانت متعاونة ومتحالفة مع العدو الاسرائيلي خلال الحرب الاهلية اللبنانية وهي المتهمة باغتيال القائد الناصري الشهيد معروف سعد والمتهمة بمشاركة محاولة اغتيال المناضل مصطفى معروف سعد رمز المقاومة الوطنية اللبنانية ولايمكن لنا التحالف معها تحت اي مبرر او مسوغ، وتحت اي ظرف ضاغط طالما زالت في الضفة ذاتها ولم تنتقل فعليا إلى ضفة العروبة والمقاومة .”
وطالب الاعلان” بالأنخراط مع كل القوى المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وسوريا وإيران للمساهمة بكل اشكال النضال المتاحة”.
و دعا إلى “قيام جبهة وطنية وقومية عربية تقدمية يقع على عاتقها تغيير الأوضاع في الأقطار العربية المختلفة للإنخراط في المشروع المقاوم”.
وختم :”ان حركتنا لا تعادي أحداً ولا تستعدي أحداً وغير تابعة لأحدٍ وغير مدعومة من أحدٍ وليس وراء انطلاقتها الا أعضاؤها المؤسسون مهما حاول الآخرون سامحهم الله ، إشاعة غير ذلك على وسائل التواصل الإجتماعي.
نحن لن نرد على ماقيل وكتب ونعتبر ان المستائين الذين يحاولون تشويه السمعة، سمعة حركتنا واعضائها، هم أخوتنا أولاً وأخيراً، سامحهم الله، بيننا وبينهم عِشرة سنوات وعقود من النضال من صغيرهم إلى كبيرهم.
إن الخلاف في الرأي لا ينبغي أن يفسد في الود قضية، والوفاء للأشخاص مهم ولكن الأهم هو الوفاء للمبادىء والقيم. ما اسهل ان تخاطب غرائز الناس وما أصعب ان تخاطب عقولهم.”