تستمر سراً الزيارات الدولية الى لبنان، وحركة الديبلوماسيين المكوكية في الداخل، لمحاولة التحذير من الانجرار الى حرب واسعة، وفي ظل تأكيد كل الرسائل أن “اسرائيل” لا تريد الحرب، وتريد محاولة تخفيف حدة الصراع بالوسائل الديبلوماسية، وهو ما تراه مصادر مقربة من المقاومة محاولة متأخرة من “المجتمع الدولي”، كان يجب أن تؤثر في العدو قبل ضربة الضاحية الجنوبية.
يقرأ حزب الله بعناية كل الرسائل التي تحضر إليه، وهو الذي لم يُطلق أو يعطي موقفاً واحداً بخصوص الرد الذي ينوي القيام به، علماً أنه بحسب المصادر فإن الأسئلة التي يسألها ديبلوماسيون في لبنان تتعلق بأكملها بالرد وطبيعته، فهم يحاولون الحصول على أي معلومة بهذا الخصوص، حتى لو كانت معلومة ثانوية.
وتكشف المصادر أن النافذة الزمنية التي منحتها إيران ومعها حزب الله الى “العالم”، من اجل محاولة التوصل الى إنهاء الحرب على غزة ليست مفتوحة، فالرد الاتي يتعلق بتحديد الهدف أولاً، وثانياً إتاحة المجال أمام بعض التحركات الدولية، مشيرة الى أنه حتى اللحظة لم يتلمس حزب الله نيات حقيقية لإنهاء الحرب، وهو الأمر الوحيد الذي قد يغير من طبيعة الردود المنتظرة وحجمها.
إذا، بحسب المصادر فإن شيئاً لن يغير بطبيعة الرد على “اسرائيل” سوى وقف الحرب، وبالتالي كل الضغوطات التي تمارس اليوم، والتهويل الذي يحصل، لن يغير شيئاً من الواقع، علماً أن هناك رسائل وصلت الى لبنان خلال الساعات الماضية، تتحدث عن نية “اسرائيل” الرد على الهجوم عليها بشكل فوري، إنما طبيعة الرد ومكانه، يتحددان بناء على الضربة التي ستتعرض لها والخسائر التي ستمنى بها.
في إيران يتم الاستعداد لمرحلة صعبة بعد الرد الإيراني، وكان لنا في مقال يوم أمس حديث طويل عن ذلك وكيفية تعاون ايران مع روسيا تحسباً للمرحلة المقبلة، وهذه الاستعدادات تحصل في لبنان أيضاً، إذ تكشف المصادر أن حزب الله، ورغم كل التقارير التي تتحدث عن صعوبة اندلاع حرب واسعة، وآخرها ما ينقله الاعلام “الاسرائيلي” نفسه عن عدم قدرة الجيش “الاسرائيلي” المنهك في غزة على خوض حرب واسعة في لبنان أو المنطقة، اتخذ اجراءات أساسية خلال الأيام الماضية، منها قرار منع السفر، على أبواب “زيارة الأربعين الى العراق”، وقرار التعبئة الجزئي، وقرار إخلاء عدد من المراكز، أبرزها في قرى جنوبية لم تكن قد دخلت “الحرب” سابقاً، كما في بيروت والبقاع، بالإضافة الى إعادة انتشار في أماكن أخرى.
في الساعات الماضية استهدفت “اسرائيل” منطقة الدوير في الجنوب ودمرت منزلاً خالياً، وبحسب توقعات المصادر فإن استهدافات “اسرائيل” لمراكز أو نقاط أو مكاتب تابعة للحزب في القرى الجنوبية البعيدة نسبياً عن ساحة الحرب، سترتفع وتيرتها خلال المرحلة المقبلة.
وتُشير المصادر الى أن حزب الله الذي لم يكن واثقاً بكل التطمينات الغربية التي نُقلت الى لبنان قبل استهداف الضاحية، لن يثق بأي رسالة غربية تتحدث عن نيات “اسرائيل”، لأنه يعلم أن هذا العدو يحترف الغدر، وبالتالي لا بد من اتخاذ اجراءات تواكب مرحلة التصعيد الحالية، والتي قد تحصل في الأيام المقبلة.