اقتصاد

متاجر تبيع كيلو البامية بـ 450 ألفاً وأخرى بـ 300 … أين الرقابة ؟

تُعتبر البامية واحدة من الكنوز الغذائية التي تُخفى في ظل الأطعمة الأخرى الأكثر شهرة، رغم أنها قد تبدو بسيطة وغير لافتة للانتباه، إلا أنها تحمل في جعبتها فوائد صحية لا تُحصى تجعلها تستحق مكانة مرموقة على موائدنا.

هذه الخضر الخضراء الصغيرة، التي تُزين الأراضي الزراعية ليست مجرد مكون إضافي، بل هي مصدر غني بالألياف، الفيتامينات، والمعادن، مع فوائد تتجاوز بكثير حجمها المتواضع.

وبالرغم من أن البامية تعتبر من الكنوز الغذائية الخفية التي يجب أن تكون في متناول الجميع، فإن ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر يحرم الكثيرين من الاستفادة من فوائدها الصحية.

ففي الأيام القليلة الماضية، رصدت “الديار” التفاوت الكبير في أسعار الخضر والفاكهة ما بين متجر وآخر، بحيث ان بعض محال السوبرماركت تسعّر كيلو البامية بـ 450 ل. ل. في حين أخرى تبيعه بنحو 150 الفا أي بفارق 300 ألف ليرة لبنانية.

والسؤال الذي يطرحه المواطن من يقف وراء هذا التلاعب؟

“المافيا” تستحكم بالسوق والعوض على الله!

فوق ذلك، تحولت اكثرية أسواق الخضر إلى ما يشبه سوق المافيا، حيث تتحكم قلة من التجار في الأسعار عبر احتكار كميات كبيرة من المنتجات وفرض أسعار مبالغ فيها.

هذا التفرّد من البديهي ان يؤدي إلى اضطرار المستهلكين الى دفع أسعار أعلى من القيمة الفعلية للسلع، مما يؤثر سلباً في القدرة الشرائية للأسر، خاصةً في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

بالمقابل، يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها نقص الرقابة الحكومية على الأسعار، واستغلال بعض التجار للطلب العالي على الخضار والفواكه الطازجة لزيادة أرباحهم بشكل غير عادل؛ ويتمسك هؤلاء بحجة زيادة تكاليف الإنتاج والتوزيع وارتفاع درجات الحرارة وغيرها من الذرائع الواهية.

الموسم بدأ!

توضح السيدة اميرة سلامة لـ “الديار” كيفية الاستفادة القصوى من البامية سواء في موسمها أو خارج موسمها، بحيث يمكن طهيها بعدة طرق، مثل القلي، السلق، أو الشواء، او استخدامها في أطباق متنوعة مثل اليخنات، والحساء والسلطات والبعض يأكلها مع الزيتون لتعزيز القيمة الغذائية”.

كيف يمكن حفظها واستخدامها خارج وقتها؟ تجيب من “خلال التجميد وذلك من بعد غسلها جيدًا، وتجفيفها تماما، وتقطيع الأطراف وأي جزء غير مرغوب فيه.

بعد ذلك، يمكن وضعها في أكياس محكمة الإغلاق أو اواني محكمة الغلق.

واشارت الى ان البعض يطبخها ويحفظها في عبوات زجاجية وتحفظ من عام الى عام.

وتكون طريقة تجفيف البامية عبر وضعها في الشمس بحيث تصبح يابسة تماما. كما يمكن صفها في مرطبانات باستخدام طرق التعليب المناسبة، سواء بالخل أو بالضغط”.

وشددت على “التأكد من تخزين البامية المجمدة أو اليابسة في أماكن جافة وباردة لضمان بقائها طازجة وصالحة للاستخدام لفترة طويلة”.

“خارقة” تحمي من الامراض المزمنة!

من جانبه قال اختصاصي التغذية طه مريود لـ “الديار” “تتمتع البامية بقيمة غذائية عالية وفوائد صحية عديدة تجعلها خيارا ممتازا لنظام غذائي متوازن؛ نظرا لثراها بالألياف التي تحسن صحة الجهاز الهضمي، وتقلل مستويات الكوليسترول، وتعزز الشعور بالشبع، مما يساعد في إدارة الوزن.

وهي لذلك تعتبر خيارا ممتازا لمن يتبعون حمية غذائية منخفضة السعرات الحرارية”.

من جهتها، اشارت اختصاصية التغذية العلاجية والمشرفة على السلامة الغذائية لين الياس سبانخ لـ “الديار” الى “ان البامية غنية بفيتامينات (A) و (C)، وهي تساهم في حماية الجسم من السرطان كما تساعد في الوقاية من امراض القلب والسكتة القلبية.

والاهم ان هذا النوع من الخضراوات مفيد للوقاية من مرض السكري وتحتوي أيضا على المغنسيوم. وتشتمل على عنصر “الفولات” النافع للمرأة الحامل والضروري لمنع العيوب في الانبوب العصبي لدى الجنين”.

تحصين صحة القلب

وتابع مريود “تساهم الألياف القابلة للذوبان الموجودة في البامية في تخفيف مستويات الكوليسترول الضار، مما يدعم صحة القلب؛ وتعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال إبطاء امتصاص السكر في الأمعاء، مما يمكن أن يكون مفيدا لمرضى السكري.

بالإضافة الى انها ثرية بمضادات الأكسدة مثل، الفلافونويدات، التي تساعد في محاربة الجذور الحرة وتمنع الالتهابات، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. وبفضل محتواها من فيتامين C ومضادات الأكسدة، تساهم البامية في تقوية الجهاز المناعي والحماية من الادواء”.

ولفت الى “ان لفيتامينات والمعادن الموجودة في البامية، كفيتامين A وC، تساهم في اصلاح الجلد ومنع ظهور التجاعيد، وهي مفعمة بالحديد، الذي يقي من فقر الدم من خلال تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء.

ومع ذلك يجب تناولها بطرق صحية مثل السلق أو الشواء، وتجنب قليها بزيت عميق، للحفاظ على قيمتها الغذائية العالية وللاستفادة من فوائدها”.

تسميات للدلالة على قيمتها

واستكمل “البامية معروفة بألقاب عديدة في مختلف الثقافات، تعكس قيمتها الغذائية والصحية ومنزلتها التقليدية التي تشير إلى اهميتها مثل:

“سيدة الخضروات”: نظرا لسماتها الصحية المتعددة وتفنّن استخدامها في الطهي.

“صديقة القلب”: في إشارة الى منافعها المهمة لصحة القلب، مثل قدرتها في القضاء على الكوليسترول الضار وتوطيد صحة القلب بشكل عام.

“الدواء الأخضر”: يرمز هذا اللقب إلى القدرات الطبية للبامية وفوائدها الصحية العديدة، مما يجعلها تُعتبر كنوع من العلاج الطبيعي.

وأردف “رغم الخصائص الصحية الكثيرة للبامية، هناك فئات قد تكون بحاجة الى الحذر وبالتالي تجنب استهلاكها أو التقليل منها، مثل الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكلى او الذين يتناولون أدوية معينة لان بعض العقاقير قد تتفاعل مع محتوى البامية العالي من فيتامين K، مثل الأدوية المضادة لتخثر الدم (الوارفارين)، الذي يؤدي دورا في تجلط الدم، وقد يؤثر في فعالية هذه الأدوية، أيضا الزمرة التي لديها متلازمة القولون العصبي (IBS)”.

دراسات تؤكد أهمية البامية

وتطرق الى ” دراسة نشرت في مجلة “التغذية” حيث أظهرت “أن الألياف القابلة للذوبان في البامية تساهم في إنقاص معدلات الكوليسترول الضار في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب”.

ودراسة ثانية نشرتها مجلة “علوم الأغذية والزراعة” حيث بينت “أن البامية تحوي مركبات مضادة للأكسدة، مثل الفلافونويدات والبوليفينولات، التي تكافح الالتهابات وتخفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة”.

ودراسة ثالثة في مجلة “أبحاث الغذاء والتغذية” حيث كشفت عن “أن تناول البامية يمكن ان يضبط مستويات السكر في الدم، مما يجعلها نافعة للأشخاص المصابين بداء السكري أو المعرضين للإصابة به”.

المصدر: الديار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى