كتب الزميل جوزف أبي شاهين مدير النشرة الرياضية بالقسم العربي في وكالة “فرانس برس”، تقريراً ميدانياً من مطار شارل ديغول بالعاصمة الفرنسية باريس، عن وصول البعثة الفلسطينية للمشاركة في دورة الأعلاب الأولمبية التني تفتتح رسمساً غداً.
وجاء في التقرير: “على وقع هتافات تحيا تحيا فلسطين ومن باريس إلى غزة مقاومة مقاومة، وصلت البعثة الفلسطينية صباح الخميس الى العاصمة الفرنسية للمشاركة في أولمبياد باريس الصيفي، بعد أيام من مطالبتها بإقصاء إسرائيل من الألعاب بسبب خرقها الهدنة الأولمبية جراء الحرب الدائرة في غزة.
الساعة 6.17 صباحاً بتوقيت باريس (بزيادة ساعة بتوقيت بيروت) حطّت طائرة تقل معظم أفراد الوفد الفلسطيني القادم من رام الله، عبر العاصمة الأردنية عمان، في مطار شارل ديغول في رواسي، تقدّمه رئيس اللجنة الأولمبية الفسلطينية جبريل الرجوب الذي سيمثل الرئيس محمود عباس في حفل الافتتاح الرسمي الجمعة على نهر السين.
انضم اليها في المطار رياضيون تواجدوا في باريس قبل فترة للخضوع لمعسكر تدريبي، فيما حضر نحو مئة شخص للترحيب بالبعثة أطلقوا الهتافات وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، يضعون الكوفيات ويوزعون الحلويات والتمور على الحاضرين.
وفيما كان لاعب الجودو فارس بدوي يوزع الكوفيات، قالت ريبيكا، طالبة نيوزيلندية بعمر الخامسة والعشرين جاءت لتدعم الفلسطينيين: أنا إنسان، لدي قلب، لدي تعاطف، أرى أن ما يحدث في غزة الآن هو إبادة جماعية.
أما ربة المنزل عواطف المولودة في فرنسا لوالد تونسي، فأضافت: نحن حساسون للغاية لما يحدث ونريد أن نظهر دعمنا، حتى لو كانت حكوماتنا لا تفعل الشيء الصحيح، حتى لو لم نعترف بالدولة الفلسطينية رغم أنها دولة أصلية.
-“بطاقة حمراء”
بدوره، قال الرجوب لفرانس برس: يدرك العالم بأن أكبر خطر على السلم العالمي واستقرار منطقة الشرق الأوسط مرتبط بإنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ما يحصل في غزة والقدس وفي كل الأراضي الفلسطينية هو نموذج مشوه لما حصل في أربعينات القرن الماضي من النازيين. آن الأوان لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ورفع البطاقة الحمراء في وجه اسرائيل.
ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي والهجوم غير المسبوق الذي شنته (حركة) حماس على جنوب إسرائيل، ردّت إسرائيل متوعّدة “بالقضاء” على الحركة، وهي تنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وهجمات برية.
وعن رفض اللجنة الأولمبية الدولية طلب نظيرتها الفلسطينية إقصاء إسرائيل بسبب خرق الهدنة الأولمبية ووقوفها على الحياد، قال الرجوب: أعتقد بأن هذا ظلم لفلسطين.
وهذا يؤكد أن هناك مؤسسات دولية تصر أنها تكيل بمكيالين، وتصر على عدم الالتزام بالميثاق الأولمبي ولا بالقوانين والأنظمة ولا بأخلاق الرياضة.
وكان المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم خاض مباراته الأولى أمام مالي على ملعب “بارك دي برانس” الأربعاء في باريسو انتهت بالتعادل 1-1، قبل يومين من حفل الافتتاح.
وتولى أكثر من ألف شرطي ضمان أمن المباراة، بعد تصنيف قوى الأمن المباراة بـ”عالية المخاطر”.
“توفي الكثير منهم”
توركّزت الأنظار على فاليري طرزي المولودة في الولايات المتحدة والتي نشأت بالقرب من نجمات المنتخب الأميركي للسباحة.
قالت ابنة الرابعة والعشرين التي ستشارك في سباق 200 متر متنوعة لفرانس برس: وُلد جدي ونشأ في غزة.
غادر وعندما أراد العودة لم يستطع. لا يزال لدي الكثيرين من العائلة هناك. ولسوء الحظ، توفي الكثير منهم. إنه أمر صعب للغاية، ولكنه السبب الأهم وراء رفعنا العلم.
أما زميلها السباح يزن البواب (100 متر ظهرا) الذي يخوض مشاركته الثانية في الألعاب وخاض معسكرا لأسبوعين في ضاحية نانتير الباريسية حيث المسبح الأولمبي، فقال: لا يوجد أي ضغط علينا.
الضغط على الفلسطينيين في فلسطين… من فضلكم عاملونا كبشر، نستحق نفس الحقوق التي يتمتع بها الجميع.
علينا أن نكون أقوياء وإلا سيدوس علينا الناس… على رغم معاناتنا، يمكننا التأهل إلى الألعاب الأولمبية دون وجود حوض سباحة واحد في فلسطين.
وأردف الرياضي المولود في السعودية والمقيم في دبي بعد العيش في كندا وهولندا وإيطاليا التي يحمل جنسيتها أيضا: من المؤسف أن رياضيا مثلي، بدلا من الحديث عن مشاركتي، أتحدث عن أطفال يُقتلون…
بعض المتظاهرين تقبض عليهم الشرطة إذا رفعوا العلم الفلسطيني، لكن أنا لا يستطيع أحد منعي من ذلك.
بدورها، تحدثت السفيرة الفلسطينية في باريس هالة أبو حصيرة عن ضرورة إنهاء جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة، وضرورة إنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري ضد أهلنا في جميع الأرض الفلسطينية المحتلة.
“مستحيل”
وعمّا إذا كان الرياضيون الفلسطينيون سينسحبون بحال وقوعهم مع خصوم إسرائيليين، قال الرجوب “هذا لن يحصل (المواجهة المحتملة)، ونحن لا يمكن حتى بالمعنى النفسي وبالمعنى الإنساني وبالمعنى الأخلاقي، هذا الشيء مستحيل. نحن ضحية وهؤلاء مجرمون.
ونحن نتمنى مرة ثانية من اللجنة الأولمبية أن تقوم بمراجعة وتعيد النظر في قرارها.
ووجه الرجوب رسالة الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال أخيراً ان الوفد الإسرائيلي مرحّب به في باريس بعد طلب من نائب يساري بإبعادهم: الرئيس ماكرون يجب أن يعبر عن تاريخ فرنسا والثورة الفرنسية والذي قامت به فرنسا في أوروبا قبل قرنين ويعلن اعترافه بالدولة الفلسطينية المستقلة حسب قرارات الأمم المتحدة”.