حلّ عدد من أبناء البلدات الجنوبية الحدودية في المراتب الأولى في نتائج امتحانات الامتياز المهني التي صدرت أمس. وحلّت في المرتبة الأولى على صعيد لبنان في اختصاص «الرقابة الصحية وسلامة الغذاء» الطالبة حنان حمدان (من بلدة حومين التحتا ومقيمة في حولا)، وفي المرتبة الثانية في الاختصاص نفسه، حلّت الطالبة مريم شيت ابنة كفركلا، وفي اختصاص علوم مختبرات الأسنان، حلّت في المرتبة الأولى على صعيد لبنان ابنة عيتا الشعب نور جواد.في منزل العائلة البديل في معروب، جلست نور مع والديها جهاد جواد وهلا حسيني يتقبّلون التهاني. تختنق بغصتها كلما استذكرت مجريات العام الدراسي المنصرم الذي بدأ العدوان مع بدايته ولم ينته بنهايته. بسبب العدوان وعدم توافر اختصاص «علوم مختبرات الأسنان» في مهنيات الجنوب، تابعت دراستها في مهنية بئر حسن في ضاحية بيروت الجنوبية وأقامت لدى خالتها. في الأشهر الثلاثة الأولى للعدوان الإسرائيلي، نزحت عائلتها وعدد من أقربائها إلى الضاحية. «أقمنا مع عدد كبير من الأشخاص في منزل من غرفتين. ولم يكن الجو مناسباً للتركيز في الدراسة مع انقطاع في شبكة الإنترنت والتوتر بسبب ما يحل بعيتا».
لاحقاً، عادت العائلة إلى الجنوب، وسكنت في معروب (قضاء صور)، فيما اضطرت نور للبقاء في بيروت. تشتّت العائلة أدى إلى تشتّت ذهنها وتركيزها أحياناً كثيرة. «كنت أفكر في احتمالات سيئة لمجرد تأخر أهلي عن الرد على رسائلي. الخطر قائم في أي مكان، في عيتا وفي معروب». كالكثير من أهل عيتا، تضرر منزل آل جواد وتبعثرت أغراضهم. مناحل والدها جهاد تضررت بفعل القصف والغارات. بعد انتهاء العدوان، ستبدأ العائلة من الصفر وهو ما فعلته في الاعتداءات الإسرائيلية السابقة وآخرها في عدوان تموز 2006. نور أيضاً تحدّت الظروف، «حاولت أن أركّز على طموحي ومستقبلي لأنتصر لتضحيات الشهداء»، مستحضرة المعاناة التي تكبّدها زملاؤها الطلاب من أبناء المنطقة الحدودية من انقطاع الإنترنت والكهرباء إلى فقدان أغراضهم وكتبهم تحت ركام منازلهم المتضررة.