أحيت حركة “أمل” إقليم الجنوب شعبة الصرفند، الليلة التاسعة من ليالي عاشوراء، بمجلس عزاء حسيني حاشد، أقيم في الباحة الخارجية للنادي الحسيني في البلدة، في حضور رئيس الهيئة التنفيذية للحركة مصطفى الفوعاني، ممثل المرجع السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف، عضو الهيئة التنفيذية في الحركة مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في الحركة بسام طليس، وفد من قيادة اقليم الجنوب في الحركة وقيادة المنطقة السادسة في الاقليم، لفيف من العلماء، فاعليات بلدية واختيارية وحشود غصت بهم الباحة المخصصة للمجلس والشوارع المؤدية اليها .
الفوعاني
وألقى الفوعاني كلمة حركة “أمل” استهلها بالقول: “مجرّح بوحُ المدى. من علّم هذه الأرض أن تُرتّل الحزن في وضح القهر. من علّمها أن تتضوّع بعبق الدّماء شموخًا وتصحو من بعد النّحر أكثر صلابةً أكثر قدرة على الحياة. من علّمها أنّ تُحيل الرماح شهبًا والأجساد أنجما وأن تطوّع نور الشمس أسرابا تسجد عند الرياحين الطاهرة”؟
أضاف: “نتيمم بالرّماد ونخط على جبين الكون شهادتنا بالنار في خصب الثرى. ينهزم الرّدى .يسبل عينيه بين الكّفين المقطوعين. لسنا نموتُ نحن الذين نعجن بالدموع أيامنا ونبقى نتّشح بالصّبر حدادًا ونبقى نذرف الثّبات وجعًا، ونبقى نحن الذين كلما سقطنا ارتفعت هامات النصر فنبقى. نحن الذين تأبى علينا الأرض أن ننكسر فتُنبت أغراس النهج حقولَ نهارات لنبقى. ما كنا يوما الا ألوية معلقة في صدر الكون، وما كان خطنا الا سبيلا للتعريج نحو السّماء”.
تابع: “حسينيون ونبقى. رسالة موسى الصدر ملءَ الآفاق ولبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، الحسينية مدرسة لا تربي أذلاء الحسينية تخرج أبطالاً يواجهون همجية العدو. جراحنا شهادة ترتقي إلى الحياة في عين البنية وفي ربى وتلال عاملة وعلى مساحة دماء شهدائنا الذين اثبتوا دومًا وأبدًا ان الوصية ليست شعارات بل هي عروج إلى محراب أمل”.
وقال: “ثورة كربلاء لم تقتصر على إصلاح ديني فحسب، بل تعدته إلى إصلاح اجتماعي واقتصادي وتربوي وسياسي، وهذا ما ثبّته التاريخ ولهجت به ألسنُ الحقيقة، هذا ما تريده حركة أمل في الوطن النهائي لجميع أبنائه، هذا ما يؤكده يوميًا حامل الأمانة الأخ الرئيس نبيه بري”.
أضاف: “من هنا نشدد على العناوين الأساسية:عشية الذكرى الثامنة عشرة لعدوان تموز والتي تصادف هذا العام مع مواصلة الكيان الصهيوني على مدى زاد عن تسعة أشهر لعدوانه الغاشم على لبنان ومدنه وقراه، فحوّل لبنان إلى ما يشبه حقل ألغام ورماية وتجربة لأسلحة محرَّمة دوليًا في محاولة يائسة لتحقيق ولو انتصار وهمي، بعد أن مُنيَ بفضائح يندى لها جبين الانسانية وليس آخرها مجزرة الأمس، حيث ارتقى عشرات الشهداء ومئات الجرحى، والعالم لا يحرك ساكنًا وما يصرف بالدبلوماسية لا يكفي لوقف حمام الدماء”.
تابع: “إننا في حركة أمل نؤكد ان الشهداء والجرحى وكل المقاومين الشرفاء أحبطوا اهداف العدو، وهم وفي نفس العزيمة والثبات والتضحية بتحمّل المسؤولية والواجب الوطني، ونؤكد التزامنا وتمسكنا بالقرار الأممي 1701 حيث خَرقه ويخرقه في كثر من 33 الف برًا وجوًا وبحرًا، ونحن في حركة أمل نرفض إنشاء مناطق عازلة فوق أي بقعة من التراب اللبناني، لا في جنوب الليطاني ولا في شماله”.
وختم: “تؤكد الحركة أننا لا نُعير اهتمامًا لحفلة التجني والافتراء التي تطاول الدور الوطني المتوازن لرئيس المجلس دولة الأخ نبيه بري وهذه الحملات ممجوجة ومكشوفة الأهداف، ونأسف لإصرار هذا البعض على رفض أي شكل من أشكال الحوار والتفاهم والتشاور، ونحن نأمل أن يصحو هذا البعض ويتخلى عن شعبوياته الفارغة التي لم تبن وطنًا في السابق ولا في الغد. وليتواضع هؤلاء أمام وجع الناس وآلامهم. فكفى مراهنات ومراهقات، وتعالوا نتشاور ونتحاور بمناخ منتج وعقل وقَّاد لانتخاب رئيس للبلاد، وبعدها السعي إلى انتظام عمل المؤسسات، وما زالت دعوة الرئيس بري مفتوحة لنحفظ وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه”.
اختتم المجلس بالسيرة الحسينية للمقرئ الشيخ حسن خليفة.