مقالات

أربعون عامًا من المقاومة والنضال .. ومع العهد باقون 

قبل أربعين عامًا ولدت العهد، وفق رؤية لا تقتصر على الإعلام فحسب، بل تلهم وتثقّف وتوحّد المسار والمسيرة. 

وفي الذكرى الأربعين لصدور العدد الأول من جريدة العهد، لا زال صدورها يشكّل نبراس المقاومة، ويرسم شراكتها في النضال حتى بلوغ التحرير والنصر الكاملين. 

رحلة عبر الزمن

منذ نشأتها، عملت العهد على الالتزام الثابت بالنزاهة والتميزّ والسعي لترسيخ الثوابت في نقل الحقائق، فشكّل مسارها ركيزة أساسية للصحافة المسؤولة.

وفي عالم مليء بالتحدّيات ودائم التغيّر، ظلت صامدة في مهمتها المتمثّلة في تقديم محتوى دقيق وثاقب وهادف.

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، قامت صفحاتها بتأريخ الأحداث الهامّة، والتحولات المجتمعية واللحظات التحويلية التي شكلت أمتنا والعالم.

غرس القيم الإنسانية

سعت العهد ولا زالت، انطلاقًا من مهمتها الصحفية إلى التأكيد على القضايا المصيرية وعلى الثوابت الإنسانية، من خلال غرس القيم الحقيقة المرتكزة على العدل والرحمة والإنصاف والتحرّر من القيود الآسرة.

لقد مثّلت هذه القيم الحجر الأساس لفلسفة العهد التحريرية، إذ سعى القيّمون على إصدارها من خلال عكس هذه المبادىء في كل بُعد، وقصّة، وفي كل مقال افتتاحي بهدف تعزيز الواقع النضالي والحس الإنساني المشترك بين المتابعين والقرّاء.

الدفاع عن الحقيقة والمساءلة

وفي عصر التدفّق الإعلامي الذي نعيش، حيث غالبًا ما تطغى المعلومات المضلّلة والإثارة، على التقارير المستندة إلى الحقائق، دأبت صحيفة العهد على الدفاع عن الحقيقة وإرساء ركائز المساءلة، إذ التزم صحفيّوها بأعلى معايير الأخلاقيات الصحفية، ما يضمن الدقّة في البحث والتحقّق من كل معلومة.

لقد أكسب هذا التفاني في قول الحقيقة ثقة القرّاء و احترامهم، ما جعلها مصدرًا موثوقًا للأخبار وصوتًا موثوقًا به في الحضور الوطني.

تعزيز التغيير الاجتماعي

وبعيدًا عن نقل الأخبار، لعبت صحيفة العهد دورًا نشطًا في تعزيز التغيير الاجتماعي.

ومن خلال الصحافة الاستقصائية، عملت على تسليط الضوء على القضايا الإنسانية، بالدفاع عن المهمّشين، وتبيان الحقائق ونقلها إلى المعنيين والمسؤولين.

لقد تركت مقالاتها الصحفية، ومقالاتها الافتتاحية أثرًا مهمًا، متحدّيةً بذلك الصور النمطية الظالمة والمضلّلة، وألهمت العمل الجماعي السير قدمًا نحو مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا.

احتضان التنوّع والشمول

التنوّع والشمول هما جوهر هويّة العهد، التي آمنت بأنّ الصحيفة التمثيلية الحقيقية يجب أن تعكس أصوات وتجارب شرائح المجتمع كافّة.

فعلى مر السنين، شهدنا جهودًا متضافرة لعرض وجهات نظر متنوّعة، فسلّطت الضوء على قصص من خلفيات ثقافية واجتماعية واقتصادية مختلفة.

ولم تعمل هذه الشمولية على إثراء المحتوى الخاص بالعهد فحسب، بل أوجدت جسر تواصل وعبور إلى فكر وقلب قرّائها.

التكيّف مع التغيير

شهد المشهد الإعلامي تغيّرات عميقة في الأربعين عامًا الماضية، مدفوعة بالتقدّم التكنولوجي وتبدّلاً في سلوكيات المستهلكين.

وقد تبنت العهد هذه التغييرات، وعملت على التطوّر المستمر لتلبية احتياجات جمهورها في ظل تحدّيات العالم الحديث المعقّدة والمتعدّدة الأوجه، فانتقلت إلى المنصات الرقمية مستفيدة من التطوّر التكنولوجي لتعزيز وصولها وتأثيرها مع الحفاظ على وفائها لمنطلقاتها ولقيمها الأساسية.

أثبتت العهد بعد أربعة عقود بأنّها ليست مجرد وسيلة إعلامية ذات صبغة مُقاوِمة، مؤكّدة بأنّها تحمل قضايا أُمّة كاملة تجسّدت من خلالها، بحيث تنقل وتبث قضايا المواجهة والنضال في مواجهة كل أشكال الإحتلال والخنوع والتبعيّة والإذلال.

ومع كل جولةٍ من جولات النّصر المُقدّس، نستحضر قوّة الكلمة التي كانت ولا زالت تتشكّل عبر صحيفة العهد، لتكون بذلك مُستحقة شرف ولقب صحيفة “الإعلام المُقاوِم”.

صحيح أنّنا شهدنا مع العهد أربعون عاماً من النشر، لكن يبدو بأنّها البداية فقط، وتمنياتنا أن تظل العهد منارة هادية، ومنبراً للخطاب المدافع عن قضايا الأمّة ونضالاتها، وحافزاً للتغيير الإيجابي.

وننتظر الأربعين سنة القادمة وما بعدها، ونحن على يقين بأنّكم ستواصلون السعي من أجل تحقيق النصر، والتوصّل إلى عالم تسود فيه الحقيقة والعدالة المحمّلة بالقيم الإنسانية التي ننشد وتنشدون.

عماد جابر مدير موقع صدى الضّاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى