أكد الضابط في وحدة سلاح المدفعية في حزب الله الحاج محمد علي، ان عمل 17 عاماً لم يظهر منه الا اليسير اليسير، من ناحية كم النار ودقة النار ومدايات النار ينتظر العدو مفاجآت كبرى على مستوى المعركة البرية، باستخدام الاسلحة التي ظهرت في الحلقة وعبر اسلحة لم تكشف حتى الان كما ونوعا..
واكد الضابط في وحدة سلاح المدفعية، اننا الان في مرحلة من المعركة قد تتوسع الى حرب وقد تبقى ضمن هذه الضوابط والظروف حتى انتهائها، والمقاومة بالنسبة لها تقف الحرب بغزة تقف عندنا بناء لتوجيه القيادة..
وخلال حلقة “ولكن الله رمى” على قناة المنار، جزم الحاج محمد بأن لو أن المعركة كانت بلا سقوف لكان المشهد مختلفاً، من ناحية أنواع الأسلحة والذخائر التي سيزج بها في المعركة لناحية التدمير ومديات الضربات.
وكشف في الحلقة عن صاروخ جديد جرى إدخاله الخدمة خلال معركة إسناد “طوفان الاقصى”، وهو من عائلة البركان الثقيل ويحمل اسم صاروخ “جهاد”، وكان هناك حكمة لدى قيادة المقاومة بعدم الكشف عن تسميته لهذا السلاح، الذي هو من تصميم مهندسي المقاومة فنياً وبكامل تفاصيله، وقد دخل هذا السلاح “لضرب المواقع الأمامية من ناحية مزارع شبعا، ومن ثم ثكنة هونين أو ثكنة راميم كما يطلق عليها،حيث حققنا إصابة مباشرة، وآخر رمية رميت على مقر اللواء الشرقي في كريات شمونة (اسم القاعدة كيبور)، وقد رمينا صاروخين على نفس الهدف، وكانت الإصابة دقيقة والتدمير كان عالياً، وحقيقة فإن التصوير من الداخل بهواتف المستوطنين أظهر الدمار الذي لحق، إن كان في نفس القاعدة أو في مواقف الآليات حول القاعدة، وهذا السلاح هناك استخدمناه، وأعود أؤكد هو من تصميم المقاومة، والمقاومة لديها خطوط إنتاج لهذا السلاح، وهناك قيود وضوابط لاستخدامه، فكيف لو قمنا باستخدام هذا السلاح، نفس الطراز أو نفس الشكل على المستوطنات والمدن بالشمال، كيف سيكون المشهد؟ إن كان على مستوى التدمير أو على المستوى النفسي؟ إن كان عند الجنود أو عند المستوطنين؟ فهذا العدو يضع بباله أن كيف لو نحن استخدمناه، مع العلم هو يعرف أن هذا السلاح استخدمناه على أطراف مستوطنة كريات شمونة، ولو أردنا وجّهنا السبطانات إلى وسط كريات شمونة ورمينا، والأكيد وصلت الرسالة إليه”.
الحلقة الخاصة أسهبت بشكل تفصيلي عن وحدة سلاح المدفعية في المقاومة الإسلامية، والأسلحة والذخائر المستخدمة من قبل الوحدة في معركة “إسناد غزة” عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، كما تطرقت إلى مراحل رافقت سلاح المدفعية لناحية الإعداد والتجهيز والتصنيع ربطاً بما مرت به تاريخياً المقاومة الإسلامية في لبنان.
وعرضت الحلقة الخاصة مشاهد عن غرفة إدارة النار لوحدة سلاح المدفعية، ومهمة الرصد المدفعي حيث ظهر “مرصد الشهيد عماد”، و”مرصد الشهيد سمير مطوط”، ومقاطع لعرض عسكري للوحدة، ومناورة تأهيل وتجارب على أسلحة وذخائر تمهيداً لوضعها بالخدمة في سلاح المدفعية التابع للمقاومة الإسلامية.
وذكّر الضابط في وحدة سلاح المدفعية بأن هذا السلاح دخل منذ صباح الثامن من تشرين الأول في معركة “إسناد غزة” إنطلاقاً من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ليكمل لنحو 9 أشهر في حرب غير متماثلة من ناحية فارق القوة بين المقاومة الإسلامية والعدو، وأضاف أن المقاومة استطاعت منذ بداية انطلاقة عمليات الإسناد ابتداع أساليب وطرق لتشغيل أسلحة المدفعية حتى تعطي جدواها ومن بينها السلاح الثقيل والعمل عليه في بعض الأماكن بشكل يناسب قتال المقاومة وأساليبها بمنازلة العدو، منوهاً إلى معنويات العنصر البشري القادر على تشغّيل هذه الأسلحة في ظل التفوق الجوي والناري للعدو.
وتناول الحج محمد علي المسار التاريخي للوحدة، الذي يمكن تقسيمه إلى 3 مراحل وفقاً لدوره: مرحلة 1993 لتأمين الردع مقابل غارات العدو الجوية، ومرحلة 1996 لتثبيت معادلة الردع السابقة من جديد، والمرحلة اللاحقة حتى تحرير 2000، حيث واجهت المقاومة أسلوب “العقاب يطارد الأفعى” الذي طبقه العدو ضد المقاومة، فبدأت الوحدة بتطويع الأسلحة من أسلحة ثابتة إلى أسلحة ذات استخدام تكتيكي مناسب لهذه المعركة، ولتواجه أسلوب “العقاب يطارد الأفعى” عملت المقاومة على الرمي من مرابض، يتم إخلاؤها بوقت قصير نسبياً، بواسطة منصات محمولة على آليات، تنفذ الرمية وتنسحب.
وعلى مستوى الأسلحة والذخائر، كشف الضابط في وحدة سلاح المدفعية عن وجود 3 أنواع من صاروخ بركان، الذي صممه مهندسو المقاومة الإسلامية في لبنان، وهي خفيفة ومتوسطة وثقيلة، ولفت إلى أن الهدف الرئيسي لسلاح البركان هو معركة الجليل، لتدمير مواقع العدو الأمامية بشكل كامل حتى لا يبقى مواقع يستقر فيها العدو إن كانت مواقع أمامية أو مقرات قيادية، كما انه مخصص للقتال ضمن البيئة العمرانية، حيث علينا تقديم دعم ناري من خلاله للقوة المناورة التي تريد القتال في العمران، حيث انه يمتلك اثر تدميري كبير واثر نفسي على عسكر العدو وجنوده في قلب المواقع من خلال ضخامة الصوت ورعب الصوت، بحيث انه يوازي ما يقوم به العدو من خلال غاراته علينا وتاثيرات هذه الغارات على قرانا واهلنا.
وتحدث الحج محمد علي عن صواريخ فلق 1 (114 كلغ) وفلق 2 (250 كلغ) التدميرية النظامية، التي دخلت المعركة تبعاً لمستوى الردود التي فرضتها قيادة المقاومة، وتصل إلى أهداف حتى عمق 11 كيلومتراً، ونوه إلى أن هذه الصواريخ ضُربت فيها قاعدة إدارة العمليات الجوية الجوية في جبل ميرون (جبل الجرمق)، وأشار إلى أن كل صاروخ من هذه الصواريخ يمثل غارة جوية، وإطلاق راجمة فلق يوازي حزاماً نارياً بسلاح الجو، وهذه الراجمة هي من تصنيع مهندسي المقاومة الإسلامية.
ورداً على سؤال عما اذا كان هناك ما هو اكثر من فلق 1 و2، قال الضابط في وحدة سلاح المدفعية في المقاومة: ” نحنا ارتقينا من فلق 1 الى فلق 2 بناء لأمر، ووفق قيود هذه المعركة حتماً سوف نرتقي ووقتها ببين”.
أما سلاح الكاتيوشا، فقد كشف الضابط في وحدة سلاح المدفعية عن انطلاق الرماية به في البدايات من دون وسائط، عبر عوارض خشبية، ثم ارتقى تدريجياً عبر قواذف إفرادية وثنائية، وصولاً إلى “السفينة”، وهي عبارة عن منصة صاروخية مصبوبة بالإسمنت، ومتعددة الفوهات بين 7 و10 و15 سبطانة، وصولاً إلى المرحلة الحالية حيث أصبحت المقاومة تصنع منصات ثابتة متعددة الفوهات لحدود المئة فوهة، وأيضاً منصات مدولبة إن بواسطة “جيب” أو “بيك آب” عسكريين، وأضاف أن الكاتيوشا من عياري 122 ملم و107 ملم، مع انها تستخدم نظامياً على راجمة من 40 فوهة، وانتاج المقاومة يضاهي تصنيع الجيشين الروسي والكوري الشمالي.
وبحسب الحاج محمد علي، فقد استخدمت الكاتيوشا في هذه المعركة وفق 3 طرق، الأولى ضرب مباشر لأهداف ومواقع وثكنات في العمق، والثانية عبر الاستخدام المركب مع صنوف ثانية من السلاح، أي مع المسيّرات والصواريخ الموجهة، والثالثة عبر ضرب المستوطنات مقابل أي اعتداء على البلدات والقرى في لبنان.
كما استخدم هذا السلاح بضرب القبة الحديدية، كما يشرح الضابط في وحدة سلاح المدفعية الذي لفت إلى إعتماد تكتيك الرمي على ذات بطارية القبة الحديدية لإفراغها من صواريخها، وبعد الافراغ تكمل صواريخ الكاتيوشا الأخيرة إلى هذه البطاريات كما حصل في كفربلوم شمال فلسطين المحتلة وقاعدتي كيلع ويوآف في الجولان السوري المحتل، ووفق سياسة الإغراق، تكشف الكاتيوشا الأماكن المستحدثة للقبة الحديدية بالتعاون مع سلاح الطيران المسيّر، وقد كان ضرب القبة وإفشال عملها سبباً أساسياً بتهجير أغلب المستوطنين بالشمال، الذين كانوا يعتبرونها الملاذ الآمن النهائي.
ولم ينس الحج محمد علي التذكير بالعنصر البشري في وحدة سلاح المدفعية الذي يجب أن يتمتع بمؤهلات علمية لازمة للعمل مع آلية ثقيلة، والتمتع بالتركيز العقلي والنفسي والفني في قلب الميدان مع الشجاعة والإقدام، منوهاً إلى أن المقاتلين هم أكثر من مميزين على المستوى الجسدي والمعنوي والذهني والفني، الحاضر حتى تحقيق هذا السلاح النتائج المرجوة.
وختم الضابط في المدفعية حديثه بتوجيه التحية إلى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤكداً أن المجاهدين ما زالوا على عهدهم الذي قطعوه معه، قائلاً: “ما زال السلاح بأيدينا، ومدافعنا وراجماتنا وفوهاتنا جاهزة للمعركة منذ انطلاقة المقاومة وحتى الآن، وأي أوامر تعطى لسلاح المدفعية سوف نلبيها على أكمل وجه وبأعلى كفاءة ممكنة ونحن بانتظار أوامره للاستمرار بهذه المعركة”.