يلحظ اللبنانيون بوتيرة متفاوتة اضطراباً في عمل الخرائط الإلكترونية على غرار ”غوغل” المستخدم على نطاق واسع.
منذ بدء التصعيد على حدود لبنان الجنوبية بين العدو الإسرائيلي و”حزب الله”، بعد يوم من شنّ حركة “حماس” الفلسطينية هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
يعود الاضطراب في تحديد المواقع عبر تطبيقات النقل على غرار “أوبر” و”غوغل مابس”، إلى تشويش إشارات نظام تحديد المواقع العالمي المعروف اختصاراً بالأحرف الثلاثة: “جي بي إس”.
ويتهم لبنان العدو بالتسبّب به عمداً على خلفية التصعيد مع “حزب الله”.
ولعلّ أبرز المتضررين من هذا التشويش في البلاد سائقو الأجرة وعاملو التوصيل الذين يرتكز عملهم بشكل أساسي على خريطة غوغل للوصول إلى الزبائن، خاصة أن هذه الميزة قد سهّلت عملهم كثيراً منذ سنوات.
ويقول سائق الأجرة في مكتب “شربل تاكسي”، جورج دكاش، لـ”النهار”: “من الأكيد أن هناك تشويشاً، ولكن بحسب ما لاحظته خلال دوام العمل أنه في منطقة كسروان وبيروت ليس هناك تشويش حيث تعمل خريطة غوغل بشكل طبيعي”.
ويضيف: “ولكن عندما أجتاز طريق المطار، هناك تشويش مرتفع، منطقة الجنوب كلها مشوّشة”، مشيراً الى أنه عند ذهابه نحو الجنوب “نتّصل بالزبون ويدلنا على الطريق حتى نصل الى المكان”.
وأكد: “نعاني كثيراً كي نصل الى المكان المقصود، لأن التطبيق يسهّل عملنا كثيراً… أما الآن فنسأل المارة في الطريق أو متاجر كي نستدل على الطريق أو الموقع، وكأننا عدنا الى العصر الحجري”.
قبل أسابيع، كان محمد سباط، عامل التوصيل في شركة “أراميكس” يقود مركبته ليفاجأ بأن “غوغل مابس” اقتادته الى الغينة في فتوح كسروان بينما كان متجهاً الى بلدة فتري في قضاء جبيل. والغينة بلدة بعيدة نسبياً عن الجهة المقصودة.
وقال سباط: “قادتني خريطة غوغل مرات عديدة على موقع مختلف تماماً من الموقع الذي يرسله لي الزبائن”.
من جراء ذلك، بات يتجاهل الخريطة الإلكترونية التي لم تعد تظهر المواقع بدقّة، ويستعيض عن ذلك بالاتصال مباشرةً بالزبون لمعرفة مكانه.
وأكد: “ما من علاج لهذا الموضوع… فأتواصل مع الزبون مجدداً لأستدل على بيته من جديد، ويأخد الأمر نصف ساعة إضافية كي أصل الى منزله”.
وفي السياق، يقول رئيس مكتب “شربل تاكسي” إيلي خليل لـ”النهار”: “نعاني من هذه المشكلة كثيراً منذ شهر تقريباً… حيث هناك تشويش على الأجهزة”، مشيراً إلى أن الخسارة الكبيرة يتكبّدها السائقون، خاصة أن هذا الموسم هو “موسم الذروة بالنسبة لسائقي الأجرة”.
وقال خليل: “مكتبنا الأساسي موجود في زوق مصبح، وهوائي المكتب أيضاً في زوق مصبح، وهي منطقة كاشفة على كل مناطق لبنان، ومنذ شهر تقريباً، هناك تشويش على الأجهزة”.
وأضاف: “مكتبنا يوظف حوالي 250 سائق تاكسي، وفي المكتب، يوجد موظفون يتواصلون مع السائقين لتوزيع الطلبيات.
وفي المدة الأخيرة، حين يتواصل الموظف مع السائق، لا يسمعه الأخير ويظن أنه أطفا جهازه في السيارة، وحين يتصل به، يتضح أن جهاز اللاسلكي عند السائق قيد التشغيل ولكن لم يسمعه بسبب التشويش، فيغيّر السائق موقعه حتى يستطيع أن يتواصل مع الموظف في المكتب”.
وشدد خليل على أن هذا يعرقل العمل كثيراً، كما يسبّب أذى وضرراً للسائقين، لأن هؤلاء يعيشون في نهاية المطاف ويعملون من خلال هذا الجهاز، ولفت إلى أن :الضرر أكبر خلال فصل الصيف لأن ضغط العمل أكبر”.
وقال: “نحاول أن نتأقلم مع الوضع من خلال الهدوء والتواصل عبر الواتساب”.
لعلّ أكثر ما يقلق لبنان هو تأثير التشويش على الملاحة الجوية، ما دفعه إلى رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي في 22 آذار (مارس)، ندّد فيها بـ”اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على أنظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي… منذ بدء الحرب على غزة”.