أخبار لبنان

رموز دعائية تستفز المواطنين …حملات هجومية ضد شركة بيبسي في لبنان

في ظل الحصار الذي يعاني منه الفلسطينيون وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية مثل الغذاء والماء والكهرباء، شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملات لمقاطعة المنتجات والعلامات التجارية التي تدعم إسرائيل أو التي تحمل علامة يلمح من خلالها الى إسرائيل، خصوصا وأن بعض الشركات دعمها المعنوي والمالي للجيش الإسرائيلي، مما أثار غضبًا واسعًا.

استجابة لهذه الدعوات، أطلق لبنانيون حملة لمنع شركة بيبسي من توزيع منتجاتها في عدة بلدات، تضامنًا مع غزة ودعمًا لحملة مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل. ووفقًا لوسائل الإعلام اللبنانية، تم إرجاع أول شاحنة توزيع تابعة لشركة بيبسي من منطقة القصر في قضاء الهرمل، حيث طلب الأهالي من السائق إبلاغ الشركة بعدم إرسال أي منتجات لهم مرة أخرى.

كما وأصدرت عدة قرى وبلدات لبنانية بيانات تعلن منع توزيع مشروبات شركة بيبسي ومشتقاتها.

ثلاث أسباب لمقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل، خاصةً بيبسي وكوكا كولا:

دعمها المالي لإسرائيل

الشركات العالمية مثل بيبسي وكوكاكولا معروفة بدعمها المالي لإسرائيل، مما يجعلها متورطة بشكل غير مباشر في النزاع الدائر في المنطقة واستهلاك منتجات هذه الشركات يعني دعمًا اقتصاديًا لكيان يشارك في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.

الخسائر المالية الناتجة عن المقاطعة

المقاطعات الاقتصادية ضد الشركات الداعمة لإسرائيل أثبتت فعالية كبيرة في تكبيدها خسائر مالية كبيرة. على سبيل المثال، شركة بيبسي خسرت أكثر من 600 مليون دولار بسبب حملات المقاطعة، بينما سجلت Quaker Oats التابعة لها خسائر بحوالي 50 مليون دولار بعد أن كانت أرباحها 188 مليون دولار في العام السابق. وبالمثل، شركة كوكاكولا تراجعت أرباحها بنسبة 4% بسبب هذه المقاطعات.

الرموز الدعائية المستفزة

تستخدم هذه الشركات رموزًا ودعايات تتحدى مشاعر المقاطعين بشكل واضح. ففي الوقت الذي يُقتل فيه الأبرياء في النزاع، يُشاهد حاخام إسرائيلي يتراقص وهو يحمل عبوة بيبسي، وتم إطلاق عبوات تحمل ألوان علم الكيان في الأسواق كنوع من التسويق الاستفزازي.

نتائج المقاطعة

وفقًا لإفادات الشركات المصنعة، انخفضت مبيعات عبوات بيبسي وكوكاكولا بنسبة 11% بسبب حملات المقاطعة. هذا التأثير ليس مقتصرًا على الأفراد فقط بل يشمل أيضًا المحلات التجارية والمطاعم التي لا تزال تبيع هذه المنتجات، مما يثير التساؤلات حول التناقض بين دعم القضية الفلسطينية واستمرار بيع منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل.

أهمية سلاح المقاطعة

المقاطعة ليست فقط وسيلة اقتصادية بل هي أيضًا تعبير عن المواقف السياسية والأخلاقية. هي رصاصة المقاومة ضد الظلم وتغيير السلوك الاستهلاكي يُعتبر اليوم من أكثر الوسائل فعالية للتضامن الإنساني. في حين أن هناك بعض الأفراد والمؤسسات لم ينضموا بعد إلى حملات المقاطعة، فإن التأثير الكبير للمقاطعة يشير إلى إمكانية تحقيق تغييرات ملموسة على مستوى الشركات الكبرى والدول الداعمة لها.

وقد أصدرت الشركة العصرية اللبنانية للتجارة، صاحبة امتياز تعبئة “بيبسي” في لبنان، بيانًا نفت فيه بشكل قاطع الاتهامات التي وجهت إليها بشأن دعم إسرائيل. وأكدت الشركة أن هذه الاتهامات “باطلة ولا أساس لها من الصحة”. كما أوضح البيان أن الشركة لبنانية بامتياز، وواحدة من أولى الشركات التي ساهمت في نهضة الصناعة الوطنية، إذ توظف أكثر من ألف عائلة لبنانية من مختلف المناطق، وتعتبر اتهامها بالخيانة أمرًا غير مقبول.
ورفضت الشركة الاتهامات جملة وتفصيلًا، معتبرة أن ما يُثار ضدها هو محاولات لتشويه سمعتها وتأليب الرأي العام ضدها بدون أي دليل. وأكدت الشركة أن العاملين فيها لا يقبلون مثل هذه الاتهامات التي تمس شرفهم الوطني.

وقد أثارت حملة “بيبسي” الأخيرة غضبًا شعبيًا كبيرًا، وسرعان ما ستظهر تداعيات هذا الغضب في نتائج غير متوقعة، إذ يبدو أن الحملة الترويجية لم تحقق أهدافها المرجوة، خلافًا لما كان يتوقعه المشرفون عليها. ومن اللافت أن “بيبسي” ربما لم تتوقع حجم الهجوم المضاد، مما دفع القائمين على قناتها في “يوتيوب” إلى إغلاق ميزة التعليقات، لتجنب الانتقادات العنيفة التي تواصلت من الجماهير العربية في الفترة الماضية.

وعلى صعيد آخر، كانت للحملة نتائج عكسية بشكل كبير، حيث ساهمت في تذكير الشعوب العربية بمسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، مما أدى إلى تعزيز وعيهم بأهمية المقاطعة كأداة للمواجهة والمقاومة. وقد هيمنت هذه المشروبات الغازية على الأسواق العربية لسنوات، مما جعل تأثير المقاطعة مضاعفًا ويشكل ضربة قوية للشركة.

تمثل قضية شركة “بيبسي” إحدى الأمثلة البارزة التي أفرزتها معركة “طوفان الأقصى”، وتعكس مدى وعي شعوب العالم عمومًا والشعوب العربية خصوصًا بحقيقة هذا الكيان المحتل وكل الجهات والدول الداعمة له. كما تظهر إرادة الشعوب العربية ومطالبها الحقيقية التي تتناقض تمامًا مع سياسات أنظمتها التي تؤيد في معظمها هذا الكيان المجرم.

بقلم ناريمان مرعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى