كتبت صحيفة “الديار”: لا يزال التصعيد سيّد الموقف على جبهة جنوب لبنان منذ اكثر من 48 ساعة، فبمقابل تكثيف العدو الاسرائيلي قصفه للقرى والبلدات اللبنانية صعّد حزب الله عملياته العسكرية باتجاه الاراضي المحتلة كمًّا ونوعا.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «رفع الحزب وتيرة عملياته يأتي ردا على تصعيد اسرائيلي مقابل وللقول بأنه ممنوع تجاوز الخطوط الحمراء وبخاصة لجهة استهداف المدنيين»، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «التصعيد يندرج ايضا في سياق الضغوط العسكرية المتزايدة بهدف وقف الحرب في غزة خاصة مع استشعار محور المقاومة انه بات قاب قوسين او ادنى من فرض وقف العدوان بشروط المقاومة».
عمليات مكثفة لحزب الله
فأفيد عن شنه هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة يردن في الجولان المحتل، حيث استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة، مما أدى إلى تدمير الرادار وتعطيله وإيقاع الضباط والجنود بين قتيلٍ وجريح». كما أَعدَّ مجاهدو «المقاومة الإسلامية» كميناً مُحكماً لِحركة آليات العدو الإسرائيلي في موقع العباد وعند وصول الآليات إلى بوابة الموقع استهدفوا إحداها بالأسلحة الصاروخية المباشرة، مما أدى إلى تدميرها واحتراقها بِمن فيها. وطالت عمليات المقاومة موقع حدب يارون وانتشار جنود العدو الإسرائيلي في محيطه، كما مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا وكريات شمونة (مدينة الخالصة) ومستعمرة المطلة.
وبعد ظهر الاحد، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بدويِّ صافرات إنذار في جديدة المكر وعكا وشمال حيفا على الساحل الشمالي الحدودي مع لبنان، كما في الجولان، وتحدثت عن نزول نحو 100 ألف إسرائيلي إلى الملاجئ. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن 4 مسيّرات اقتحمت أجواء إسرائيل من جهة لبنان، وقد جرى إسقاط إحداها بمنطقة المطلة والأخريات بالجولان.
حزب الله استخدم 5% من اسلحته
بالمقابل، قصف العدو اطراف الناقورة والضهيرة ويارين وبلدة حولا وسقطت عدة قذائف مدفعية على تلة العويضة لجهة الطيبة، كما انفجرت عدة صواريخ اعتراضية فوق ميس الجبل وحولا والعديسة. هذا واستهدف القصف المدفعي والفوسفوري بلدة الخيام.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن تقديرات للجيش الاسرائيلي وأجهزة الأمن بان حزب الله استخدم 5% فقط من أسلحته خلال الأشهر الماضية. كما قالت ان حزب الله استخدم أسلحته اختبارا للجيش واستعدادا لحرب واسعة.
هدنة قريبة؟
في هذا الوقت، يفترض ان يكون هذا الاسبوع حاسما بما يتعلق بموضوع هدنة غزة بعد الخطة التي طرحها الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف الحرب.
وتعتبر مصادر معنية بالملف ان «رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بات محشورا اكثر من اي وقت مضى وهو محاصر من كل الاتجاهات، فلا هو قادر على رفض المقترح الاميركي ما يؤدي لشرخ كبير مع الادارة الاميركية لا يمكنه ان يواصل القتال في ظله كما انه لا يستطيع ان يسد اذنيه عن الضجيج والانقسامات الداخلية التي تهدد حكومته كما مستقبله السياسي». وتضيف المصادر لـ»الديار»:»لكن يمكن القول اليوم اننا بتنا اقرب من اي وقت مضى من هدنة في القطاع قد لا تنسحب على لبنان اذا شعر نتنياهو ان وقف القتال على كل الجبهات سيؤثر سلبا عليه في الداخل».
وبالامس، اعتبر أوفير فولك، كبير مستشاري نتنياهو، إن الصفقة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن ليست جيدة، مؤكدا في الوقت ذاته رغبة إسرائيل الشديدة في إطلاق سراح الرهائن.وأوضح فولك أن تل أبيب لم ترفض مقترحات بايدن، مشيرا إلى أن إسرائيل بحاجة لدراستها.
من جهته، تعهد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بدعم نتانياهو لإتمام صفقة للإفراج عن الاسرى، في إطار مقترح بايدن، للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.
ويأتي تعهد هرتسوغ بدعم نتانياهو بعد أن هدد وزيران إسرائيليان من اليمين المتطرف، يوم السبت، بالانسحاب من حكومة رئيس الوزراء الائتلافية إذا مضى قدما في مقترح الهدنة الذي أعلنه بايدن.
ولوح وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بأن حزبه سيحل الحكومة إذا تمت الصفقة، وانتقد المقترح، فيما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه «لن يكون جزءا من حكومة توافق على الإطار المقترح».
من جهته، اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل لن تقبل باستمرار حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في حكم غزة في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وقال انهم يدرسون بدائل للحركة.
وأضاف في بيان:»بينما ننفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الدفاع في الوقت نفسه على دراسة بديل لحماس في حكم غزة».
هجوم مضاد
اما في الداخل اللبناني، لفت ما أعلنه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان يوم أمس لجهة ان «ما يربحه لبنان على الجبهة الجنوبية لن يخسره بأية تسوية رئاسية»، وقال: «لا بدّ من حوار رئاسي عاجل يأخذ معطيات البلد السيادية بعين الإعتبار، وكل حراك داخلي مطلوب بأهمية، وسقفه سيادة القرار الوطني والتوافق الميثاقي. واليوم لبنان وبحمد الله قوي ومتمكن، وقدراته فائقة وسيادته القتالية والسياسية لا تنفصلان، وبالتالي أي تسوية رئاسية أو مساعدة دولية يجب أن تكون من منطلق القوة السيادية».
اما النائب محمد رعد، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، فقال في احتفال تأبيني في بلدة البابلية بجنوب لبنان، الأحد، «نحن نريد رئيساً لكل اللبنانيين تحت سقف الوفاق الوطني، وهم يريدون رئيساً تحت سقف الغالب والمغلوب»، لافتاً إلى أن «تعطيلهم الحوار يعطل النصاب الوفاقي».
واعتبرت مصادر معنية بالملف الرئاسي ان ما يحصل منذ ايام هو هجوم مضاد من «الثنائي الشيعي» على خصومه السياسيين، لافتة الى «تفاهم غير معلن على التصويب على كون المعارضة ترفض الوفاق الوطني وتدفع للكسر والمواجهة». واشارت المصادر الى انه «يفترض التوقف عند دخول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مباشرة على خط الرئاسة للتأكيد الا ربط بين الرئاسة والحرب وأن سبب تعطيل الاستحقاق الرئاسي هو خلافات داخلية وفيتوات خارجية، انما يؤكد ان هناك نهجا جديدا من التعاطي مع الملف من قبل «الثنائي» اكثر تشددا وتمسكا بمرشحه رئيس «المردة» سليمان فرنجية».