نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن إخلاء مستوطنات شمال إسرائيل المُحاذية للبنان، لم يتم بسبب الإطلاق المُكثف للصواريخ والطائرات من دون طيار باتجاه المستوطنات الإسرائيليّة، بل حصل بسبب آلاف المقاتلين التابعة لـ”حزب الله”، والذين يتمركزون على بُعد عشرات إلى مئات الأمتار من الحدود.
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ هؤلاء المقاتلين يحملون في جعبتهم الأسلحة المختلفة كما أن بحوزتهم مئات الدراجات النارية، وأضاف: “في إسرائيل، ليس هناك أي استعداد لرؤية صور هجوم 7 تشرين الأول الذي نفذته حماس ضدّ إسرائيل،يتكرر على في الساحة الشمالية، كما أنه ما من إستعداد لرؤية حزب الله يتجوّل في صفد وكريات شمونة وشلومي أو في نهاريا.
وأكمل: “لذلك، تمّ إنشاءُ خط دفاعٍ آخر. منذ 8 تشرين الأول الماضي، أصبحَت منطقة شمال إسرائيل خاليةً من السُّكان الإسرائيليين لكي يتسنى للجيش الإسرائيلي منع أيّ هجومٍ بري لحزب الله، وهذه هي النقطة الأساس على وجه التحديد، ويجب على إسرائيل أن تتعامل مع هذا التهديد”.
وقال التقرير إنه داخل إسرائيل، يوجدُ إدراك أنه “لا رادع لحزب الله”، وأضاف: “في إسرائيل يدركون أنه حتى في حال الوصول إلى إتفاق جيد مع لبنان، فإنه لن يكون هناك جواب حقيقي وكامل عن مستقبل الوضع. بحسب التقديرات، فإنّ هذا الإتفاق سيُؤجل المواجهة لأسابيع أو أشهر أو ربما سنة أو سنتين، لكنُه سيُعرض إسرائيل لتحدٍّ أمني خطير”.
وتابع: “الأمورُ تتحرك بهدوء في شمال إسرائيل، ونحن على بُعد أيام من اتخاذ القرار بشأن الجبهة مع لبنان. وخلال الأيام الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنَّ الاستعدادات لإحدى الفرق التي من المفترض أن تدخل إلى لبنان قد اكتملت، كما أجرى سلسلة من التدريبات على مستوى الألوية والفرق المناورة”.
وتحدّث التقرير عن إمكانية حصول “غزو للبنان”، مشيراً إلى أن هناك احتمالات تفيد بأن القتال ضدّ “حزب الله” قد يمتدّ إلى صراع إقليمي حيث يتعيّن على إسرائيل التعامل مع النيران الهائلة الآتية من سوريا والعراق وربما مرة أخرى من إيران، وأردف: “لقد علمنا العام الماضي أن أي سيناريو خيالي في الشرق الأوسط يمكن أن يصبح حقيقة. ولمن يبحث عن المزيد من الدلائل على أن الأمور تتحرك في الشمال، فإليك الإحصائية التالية: خلال أسبوع، جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الشمال مرتين. في المرة الأولى، وصل إلى قيادة المنطقة الشمالية في صفد، واطلع على الخطة العملياتية للهجوم، وجلس مع كل من قادة الفرق، وبالطبع مع قائد القيادة، اللواء غوردين. أما المرة الثانية، فقد حضر خلالها نتنياهو إلى الشمال، وزار قاعدة استخباراتية والتقى مسؤولين ومقاتلين من الجيش الإسرائيلي”.
وأردف: “هذه الزيارات لها معنى كبير، والحرب على الحدود الشمالية ستكون مختلفة عن حرب غزة. شدة النار أكبر بعشرات المرات من النار في غزة، كما أنّ العمق الإسرائيلي سيمتصّ قدراً كبيراً جداً من الضرر”.
وختم: “كذلك، فإن الجمهور على الجبهة الداخلية سيكون له دورٌ لإنجاز القتال في الشمال. إن السلوك الصحيح والانضباط والدفاع وتقييمات السلطات المحلية ستسمح للجيش الإسرائيلي في حالة القتال هذه في الساحة الشمالية بتحديد درجة النصر”، كما زعم التقرير.