ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الاحتفال التكريمي للشهداء الابرار الرئيس السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين امير عبداللهيان ورفاقهما في مجمع سيد الشهداء(ع) – الضاحية الجنوبية لبيروت. وبدء كلمته:” نحن في ايام عيد المقاومة والتحرير وبعد حادثة تحطم المروحية الاليمة دخلنا في اجواء الحزن وقررنا ان لا نقيم الاحتفالات لان طابعها الفرح والبهجة ونحن في ايام حزن لذلك سأكتفي بان ابارك اليوم للشعب اللبناني وللمقاومين هذه المناسبة الجليلة، و نحن في أيام عيد المقاومة والتحرير وحصلت هذه الحادثة الأليمة وبالتالي دخلنا في أجواء الحزن والفقد”.
وعن وفاة الرئيس الإيراني أشار نصرالله: “حادثة سقوط مروحية الرئيس السيد ابراهيم رئيسي وانتهت الى استشهاد مجموعة من القادة كانت حادثة مؤلمة ومحزنة جدا في ايران وخارج ايران، وفقدنا في هذه الحادثة قادة كبار ومحبين ومجاهدين في مرحلة حساسة جدا في الصراع القائم مع العدو الصهيوني ومشروعه في المنطقة ونحن اليوم نعبر لايران ولقائدها وقائدنا ولشعبها وحكومتها ومسؤوليها وللعائلات الشريفة عن مشاركتنا مشاعر الفقد والحزن”.
وتابع نصرالله: “كان للشيخ علي كوراني دور في بدايات تأسيس حزب الله وفي الأسبوع المقبل سنقيم حفلًا تأبينيًا تكريميًا لسماحته وسنتحدث به، ومجدّدًا نتقدّم بالعزاء بهؤلاء الأعزاء الكرام الذين استشهدوا في حادثة الطائرة في إيران ونتيجة المعرفة الشخصية والدور الأساس في ما يتعلق بالمنطقة سيتركز بعض الحديث عن الشهيد السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان”.
وأضاف نصرالله: “كلمتي ستكون مقسّمة لعدّة مقاطع كلمة حول الرئيس الشهيد ووزير الخارجية الشهيد وكلمة حول إيران في الحادثة وبعدها وكلمة حول طوفان الأقصى والمستجدات والخاتمة التي تتصل بجبهتنا اللبنانية، وعندما نتحدث عن القادة الشهداء كنا نؤكد اننا بحاجة الى ان نعرّفهم الى شبابنا لاننا نحتاج الى القدوة والاسوة والنموذج لانه بدون القدوة يبقى ما نؤمن به مجرد افكار وحبر على ورق فالشخصية القدوة تتجلى فيه كل القيم والمفاهيم والتعاليم. الرئيس السيد ابراهيم رئيسي يجب ان ننظر اليه على انه قدوة في كل المراحل التي مر بها خلال سنوات عمره، حيث كان مسؤولا للعتبة الرضوية عند الامام الرضا(ع) حيث احدث تحولا كبيرا في الادارة وتطوير هذه العتبة والاهم الخدمات الجليلة”.
وأكدّ نصرالله: “تحمل الرئيس السيد رئيسي مسؤولية السلطة القضائية في ايران واحدث تحولا كذلك في هذه المسؤولية اما في الموقع الثالث حيث تولى مسؤولية رئاسة الجمهورية الايرانية قدم تجربة راقية ومهمة جدا خلال السنوات الثلاث من توليه الرئاسة والشهيد السيد رئيسي هو الفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدًا في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمن بالمقاومة وبمشروعها”.
وأشار نصرالله إلى أنه من اهم التحديات التي قد يواجهها الرئيس في ايران هي في ما يخص الوضع الاقتصادي والوضع السياسي والسياسة الخارجية وكلا التحديين يعودا الى ان ايران منذ انتصار الثورة عام 79 تواجه الكثير من الاخطار والتحديات حيث عانت من الحصار الاقتصادي والعقوبات والحرب المفروضة. ومنذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 تعرّضت إيران للحصار الاقتصادي والعقوبات والتي تتزايد يومًا بعد يوم والحرب المفروضة الكونية والاغتيالات الداخلية.
وقال نصرالله: “في حكومة الشهيد السيد رئيسي تم تقديم مليون و785 ألف قطعة أرض لبناء منازل للعائلات المحتاجة وازداد انتاج النفط فوصل إلى 3 مليون برميل و500 ألف. وفي السياسة الخارجية كان هناك تطور كبير في خلال رئاسة السيد رئيسي في الدبلوماسية الايرانية والسياسة الخارجية لها حيث تم اعطاء الاولوية لدول الجوار وللشرق دون قطع العلاقة مع الدول الغربية وكان لديه ايمان كبير بالقضية الفلسطينية وعداء كبير للعدو الصهيوني ولديه ايمان كبير بالمقاومة وانها السبيل الوحيد لتحرير الارض وللتخلص من الظلم. والسيد رئيسي عمل على دعم القضية الفلسطينية ومساندتها سياسيا وماليا ومعنويا وعلى كل المستويات وساعده في ذلك الوزير حسين امير عبداللهيان الذي كان عاشقا لحركات المقاومة.ونحن لم نر من السيد رئيسي والسيد عبداللهيان سوى كل الاحتضان والحب والسند ومن اهم صفاتهما التواضع الشديد”.
وعن حادثة إيران، أعلن نصرالله: “النقطة الأولى: قبل الحادثة في السنوات الماضية كان هناك حملة كبيرة على الرئيس رئيسي والجمهورية الإسلامية،تعرصت لهجوم إلكتروني والتي قالوا بها أن الجمهورية الإيرانية تدنت شعبيتها. ومشهد تشييع الشهداء الابرار بدءا من تبريز الى قم وصولا الى طهران ومشهد، الى جانب التشييع الفردي للشهداء شكلت مشاهد ضخمة ومليونية، وهذه الجنازة كانت ثالث اكبر جنازة في تاريخ البشرية بعد تشييع الامام الخميني والشهيد قاسم سليماني. وهذه الرسالة يجب ان تطمئن كل المحبين خارج ايران الذين يقلقون بسرعة، كمان رسالة للعدو الذي فرض الحروب على ايران والعقوبات والحصار ومع ذلك بقيت ايران قوة وصامدة وتكبروتتطور ويعلو شأنها في العالم على كل الاصعدةوالسياسة ألأميركية منفصلة عن المواقع”.
وتابع نصرالله: ” ولم يتم تعطيل البلد في ايران رغم الحادثة المحزنة لانها دولة دستور ومؤسسات وقانون وعلى راسها قائد كبير وعظيم الى جانب الثقة والحاضنة الشعبية هذا جزء من رؤية الجمهورية الإسلامية وجزء أصيل من دينها ولا يتغيّر أو يتبدّل مع رحيل المسؤولين فهذا أمر ثابت ولكل الاعداء الذين ينتظرون ان تضعف ايران وتتخلى عن فلسطين والمقاومة نقول لهم انتم تعيشون اوهاما فايران ستبقى السند الاقوى في هذا العالم الى جانب فلسطين وحركات المقاومة”.
وأضاف نصرالله :”اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة “الإسرائيليون” أنفسهم في السلطة والمعارضة كلّهم يجمعون على أن ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل و العدو يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل ولم يستطع العدو تحقيق أي هدف من أهدافه واعترف بذلك رئيس المجلس الأمن القومي في الكيان. ومن أهم ما يعاني منه المسؤولين في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين. و الدولة الفلسطينية التي يرفضها المسؤولون في كيان العدو يرون فيها تهديدًا وجوديًا لهذا الكيان”.
وقال نصرالله: “من نتائج طوفان الاقصى وثبات المقاومة وصمودها “اسرائيل” اليوم امام المحكمة الجنائية بعد طلبها اصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت.من كان يصدّق أنّه سيأتي الوقت بأن تطلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين صهاينة وهذا من نتائج طوفان الأقصى و”إسرائيل” لم تحترم يومًا قرارًا دوليًا فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية، و المظاهرات في جامعات العالم وأمس أمام الكونغرس الأميركي تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم”.
وتابع نصرالله: ” في الاسابيع القليلة الماضية كان هناك توثيقات مهمة جدا على مختلف الجبهات وهذا سيزيد الضغط على نتنياهو وحكومته وهو ذاهب الى الكارثة الحائط المسدود ونتنياهو واضح أنه تبرّأ من الأجهزة الأمنية في الكيان وذلك خلال الحرب وقال إنه لم يقدموا له تقييمات صحيحة حول التهديدات من غزة.و نحن نتمنى ان تتوقف الحرب ولكن لو اصر نتنياهو على الحرب فهو يأخد هذا الكيان الى الكارثة والمقاومة الى النصر المؤزر، يجب ان تنتظر يا نتنياهو من مقاومتنا المفاجآت.
وفي رسالة إلى نتنياهو وحكومته، قال نصرالله:فاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 تشرين واليمن ونحن من يحق له أن يتحدث عن مفاجآت.