تعد الحروب والنزاعات من أكثر الظواهر البشرية الوحشية والمدمرة، وما يزيد من مرارة هذه الصراعات هو تأثيرها الوخيم على حياة الأطفال، الذين يتحولون إلى ضحايا تحمل وطأة الألم والخسارة بشقِّها الأكبر. في ظل هذا الواقع المأساوي، يجب أن نلقي الضوء على معاناة الأطفال في زمن الحرب ونسعى جميعًا لحمايتهم وتأمين مستقبل آمن لهم.
يتعرض الأطفال في حالات الحروب والنزاعات لمجموعة من الآثار الوخيمة، إذ يكونوا تحت مخاطر الموت او الجراح، أو فقدان الأهل والأحباء، والتشرد والتهجير، و كل ذلك قد يساهم في تعميق حالتهم النفسية.
يشهد الأطفال في الحروب مشاهد تخلف آثارًا نفسية قد تظل تؤثر على حياتهم طوال العمر، مثل الصدمة والرعب والإكتئاب والقلق، ويمكن أن يؤدي هذا التعرض المستمر للعنف إلى تشويه طفولتهم ونموهم النفسي والاجتماعي.
بالإضافة إلى الآثار النفسية، يواجه الأطفال في حالات الحروب نقصًا في الرعاية الطبية والتعليم والغذاء، مما يُعرِّض حياتهم لصعوباتٍ قاسية ، ويُقيّدهم في تحقيق إمكانياتهم الحقيقية. كما ويواجهون خطر الإستغلال والتجنيد القسري من قبل الجماعات المسلحة، ويجدون أنفسهم يُجبرون على المشاركة في الصراعات وهم لا يزالون في سن الطفولة.
من الضروري بشكل ملح العمل على حماية حقوق الأطفال في زمن الحرب، وتقديم الدعم والرعاية اللازمة لهم ، وهنا يجب على الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني أن يكونوا على قدرٍ عالٍ من المسؤولية في حماية الأطفال والطفولة بشكل عام وأن يشاركوا في وضع حدٍّ لمعاناة الأطفال في أزمنة الحروب والعمل على توفير البيئة الآمنة التي يحتاجونها لنموهم وتطورهم الصحيح وكذلك لمحاولة التقليل من الاثار السلبية التي تواجههم في كافة مراحل حياتهم خاصة ما تعرضوا إليه من اضطرارهم رؤية مشاهد غير صحية وغير سليمة.
إن حماية حقوق الطفل في زمن الحرب ليست مسؤولية فريدة، بل هنا يجب أن ان نكون امام تحدي تشترك فيه جميع الأطراف المحلية والدولية على حدٍّ سواء.