كشف علماء عن نجاح تجارب سريرية لحبّة دواء خفضت خطر الوفاة بأحد أنواع سرطان الرئة إلى النصف، عند تناولها مرة يومياً بعد الجراحة لإزالة الورم.
وأظهرت نتائج المرحلة الثالثة من التجارب التي عرضت خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري في شيكاغو، أن تناول عقار أوزيميرتينيب (Osimertinib) واسمه التجاري “تاغريسو” قلّل بشكل كبير من خطر وفاة المرضى في المراحل المبكرة لسرطان الرئة غير صغيرة الخلايا، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للمرض، وذلك بنسبة 51 في المئة.
ووفقاً لنتائج تجربة سريرية دامت 5 سنوات، يمكن لعقار طورته المجموعة الصيدلانية “أسترازينيكا” أن يقلّل من خطر الوفاة بسرطان الرئة بمقدار النصف، ما يمثّل خطوة كبيرة إلى الأمام في مواجهة السرطان المسؤول عما يقرب من مليوني حالة وفاة سنويًا في جميع أنحاء العالم.
وفي التفاصيل، شملت التجربة السريرية نحو 680 مشاركًا في مرحلة مبكرة من المرض (المراحل 1ب إلى 3 أ) في أكثر من 20 دولة، تعيّن بدايةً إخضاعهم لعملية جراحية ترمي إلى استئصال الورم، ثم أُعطي نصف المرضى العلاج يوميًّا وتناول النصف الآخر دواء وهميًّا.
والنتيجة؟ انخفض خطر الوفاة عند من تناولوا العلاج بنسبة 51% مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي، وبعد 5 سنوات بقي 88% من المرضى الذين تناولوا العلاج على قيد الحياة، مقارنة بـ7% ممن تناولوا دواءً وهميًّا.
وفي هذا الصدد، رأى نائب مدير مركز ييل للسرطان، المشرف الرئيسي على الدراسة الدكتور روي هيربست، وفق ما نقلته “الغارديان”: أنه “قبل 30 عاماً، لم يكن هناك شيء يمكننا فعله لهؤلاء المرضى. الآن لدينا هذا الدواء الفعال”.
وأضاف أن “نسبة 50 في المئة نسبة كبيرة في أي مرض، وبالتأكيد في سرطان الرئة، والذي عادة ما يكون شديد المقاومة للعلاجات”.
هذه البيانات مذهلة، كما أظهر الدواء أنه يمنع انتشار المرض إلى المخ والكبد والعظام.
وشدد هيربست على ضرورة فحص المرضى لمعرفة ما إذا كانوا يظهرون طفرة مستقبلات عامل النمو البشري، وإلّا من الصعب إخضاعهم لهذا العلاج الجديد”.
وأوضح أن أوسيمرتينيب الذي يستهدف مستقبل عامل النمو البشري يسبب آثاراً جانبية مثل التعب الشديد أو احمرار الجلد أو الإسهال.
من جهته، أكد ناثان بينيل من “كليفلاند كلينك فاونديشن” الذي لم يشارك في الدراسة أنه “من الصعب أن أشير إلى مدى أهمية هذه النتائج”.
مشيراً إلى أننا ” دخلنا عصر العلاجات المُشخّصة للمرضى في المراحل المبكرة، وينبغي طيّ صفحة العلاج الواحد للجميع أي العلاج الكيميائي”.
وتجدر الإشارة إلى أن دواء أوزيميرتينيب مُرخّص أساساً في عشرات البلدان، وجرى إعطاؤه لنحو 700 ألف شخص، على ما ذكر بيان لـ”أسترازينيكا”.