“اقتحم المقاتلون القاعة وشرع ثلاثة منهم في إطلاق النار على الحشد، وانهمك المقاتل الرابع بإضرام النيران بواسطة قنابل حارقة.. ويأتي الهجوم في السياق الطبيعي للحرب المشتعلة بين الدولة الإسلامية والدول المحاربة للإسلام”، هذا بعض ما جاء في البيان الذي نشرته “داعش” على التلغرام، وتبنت فيه الهجوم الارهابي على مركز “كروكوس” التجاري بضواحي موسكو مساء امس الجمعة، واسفر عن مقتل مالا يقل عن 145 شخصا، واصابة اكثر من 150 اخرين.
-بيان تبني “داعش ” للهجوم، لم يقنع القيادة الروسية على ما يبدو، حتى بعد ان بثت مجموعة “روسيا سيغودنيا” الإعلامية، مقطع فيديو لاستجواب أحد المشتبه بتنفيذهم الهجوم الإرهابي على المركز، والذي عرف نفسه باسم فريدون شمس الدين، و إنه وصل من تركيا في 4 مارس الحالي، وتم تجنيده عبر “تلغرام” قبل شهر تقريبا، بعد ان استمع إلى محاضرات أحد الدعاة.
–مارغريتا سيمونيان رئيسة مجموعة “روسيا سيغودنيا” الإعلامية، التي نشرت مقطع الفيديو، اكدت ان العقل المدبر لهجوم كروكوس هو النظام الأوكراني وليس تنظيم “داعش”، كما يدعي الإعلام الأمريكي والغربي. ووجهة نظرها هذه تتفق مع الرواية الروسية التي مازالت غير رسمية، من ان اوكرانيا هي التي تقف وراء الهجوم، فموسكو مازالت تتكتم على المعلومات التي في حوزتها، بشأن الجهة التي تقف وراء الهجوم، فالى الان لم تعلن رسميا تورط اوكرانيا، رغم ما جاء في رسالة نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، الى أسر الضحايا عبر قناته على التلغرام، حيث كتب ما نصه إذا ثبت أن الارهابيين يتبعون لنظام كييف فسنقضي عليهم وعلى مسؤوليهم”.
-يبدو ان تصريحات بوتين عن الهجوم، وضعت بعض النقاط على الموقف الروسي الرسمي الذي قد يعلن لاحقا، وذلك بعد ان قال انه:”تم العثور على جميع الجناة الأربعة المنفذين المباشرين للهجوم الإرهابي، أولئك الذين أطلقوا النار وقتلوا الناس.. انهم حاولوا الاختباء متجهين نحو أوكرانيا، حيث تشير المعطيات الأولية إلى أنه تم إعداد منفذ لهم من الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة”.
-لم تكن محاولة هروب الارهابيين الى اوكرانيا، السبب الوحيد في تجاهل موسكو لرواية “داعش”، بل ان اعلان امريكا انها كانت تتوقع الهجوم، الذي سينفذه متطرفون ضد مراكز ترفيهية في روسيا، وحذرت رعاياها هناك قبل اسبوعين، وليس هذا فقط، بل ان نفيها القاطع لاي دور لاوكرانيا في الهجوم، منذ اللحظات الاولى له، رات فيه موسكو على ما يبدو، محاولة لذر الرماد في العيون، وخلط الاوراق.
-اما المراقبون فشككوا ايضا برواية “داعش”، فالهجوم جاء بعد فوز الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات، وكذلك جاء على خلفية التقدم الذي احرزته روسيا في الحرب في اوكرانيا، والتصريحات اليائسة لجنرالات كييف بشأن مستقبل الحرب، كما ان الهجوم جاء في اليوم الذي اسقطت فيه روسيا مشروع القرار الامريكي ضد غزة.
-عندما ترفض روسيا رواية “داعش”، فهي ترفض بالاساس قدرة هذه العصابة، على القيام بمثل هذا الارهاب المنظم، دون امريكا والغرب، فروسيا تدرك جيدا ان “داعش” ، أداة امريكية قذرة، لا تمت بإي صلة لا للاسلام ولا للمسلمين، ومن السهل جدا على اجهزة الاستخبارات الغربية، ان تجند حفنة من المعتوهين المحسوبين على الاسلام، كما هم اغلب عناصر “داعش”، عبر “مشايخ” متخلفين، لتنفيذ هجمات تستهدف الدول، التي تعارض سياسة الهيمنة الامريكية، والجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وترفض التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
-المضحك المبكي هو تبرير “داعش” للمجزرة التي ارتكبتها في موسكو، وانها جاءت “في السياق الطبيعي للحرب المشتعلة بين الدولة الإسلامية والدول المحاربة للإسلام”!!، بينما لم يسمع المسلمون حسيسا لـ”داعش”، ازاء ما يجري من ابادة جماعية في غزة، منذ 6 اشهر، على يد مغتصبي القدس ومقدسات المسلمين، بدعم من امريكا، الدولة الاكثر عداء في العالم ، للعرب والمسلمين.