منذ أكثر من 10 أيام، يعاني مرضى السرطان، لاسيما الذين هم في المراحل المتقدمة من المرض، من انقطاع أقراص المورفين، بعد أن أبلغت الشركة المصدرة توقّفها عن تسليم شحنات جديدة إلى لبنان والمنطقة.
تؤكد رئيسة دائرة المخدرات في وزارة الصحة الدكتورة ماري تيريز مطر أن الشركة المصدرة Mundipharma أبلغت الوكيل في لبنان بقرار عدم تصدير المورفين إلى دول عدة منها لبنان لأسباب وصفتها بالـ commercial global organization.
وبعد التواصل بين الوزارة والمستورد والشركة المصدرة وافقت الأخيرة على تصدير كمية من الدواء تكفي لمدة سنة على الأقل إلى حين إيجاد مصدر آخر.
يواجه لبنان أزمة في أدوية المورفين، والكمية القليلة المتبقية جعلت المرضى في مواجهة آلام تزيد من ثقل مرضهم. صحيح أن حقن المورفين متوفرة عند وكيل لبناني آخر، إلا أن المشكلة تكمن في عدم توفر حبوب المورفين بكل عياراتها والتي تُشكّل مشكلة كبيرة عند المرضى في مراحل متقدمة من المرض.
في الوقت الحاضر يعمل مستودع أدوية في لبنان على الاتفاق مع مصنع أوروبي للمورفين لتسجيله في لبنان وعلى أساسه سيستورد المورفين، وفق ما أشارت مطر في حديثها لـ”النهار”.
وفي انتظار انتهاء هذه الإجراءات، ستستورد كمية المورفين المتفق عليها مع المصنع لتلبية حاجة البلد لمدة سنة على الأقل، وقد أنجزت وزراة الصحة الجزء المتعلق بها بشأن الاستيراد.
كما تعمل الوزارة على حل بديل من خلال تصنيع محلي للمورفين سيكون متوفراً في الأسواق قريباً.
وقد علمت “النهار” أن شركة “فارمالاين” ستكون البديل المحلي الذي ستلجأ إليه الوزارة لتأمين المورفين، وتعمل الشركة بشكل حثيث ومتواصل من أجل تصنيع المورفين وفق المعايير العالمية، وتسير العملية الصناعية في سرية تامة قبل إعلانها رسمياً من قبل وزارة الصحة والشركة.
يتابع رئيس جمعية بربارة نصار هاني نصار انقطاع المورفين مع المرضى، ويرى أن صعوبة غيابه في السوق تزيد من معاناة هؤلاء المرضى خصوصاً الذين هم في المراحل المتقدمة، والذين يحتاجون إلى هذا الدواء للتخفيف من آلامهم. ويؤكد أنه “بعد التواصل مع الوزارة لمعرفة أسباب هذا الانقطاع تبيّن أن الشركة المصدرة ستتوقف عن تسليم كميات أقراص المورفين إلى لبنان، ويجري البحث عن بديل آخر”.
لكن الخوف يكمن في مسألة الوقت ومدة انتظار المرضى تأمين البديل أو توفر حل آخر.
وقد تواصلنا مع الشركة اللبنانية التي ستصنّع الدواء، التي اشارت إلى أن أحد الحلول المطروحة تصنيع مورفين شراب، لكن المشكلة أنه لا يفي بالغرض، ويحمل مخاطر في تحديد الجرعة المتوجب تناولها على خلافاً لأقراص المورفين التي يحدد فيها العيار المطلوب وفقاً لكل حالة. وبالتالي، نحن في انتظار ما ستؤول إليه الأمور وكيف سيعالج هذا النقص في أسرع وقت ممكن، لأن مرضى السرطان “بكفّيهم يلّي فيهم”.
وإلى جانب انقطاع المورفين، يواجه مرضى السرطان حقيقة صادمة أخرى تتمثل بوصول هبات إلى مرضى السرطان احتفظت بها بعض الجمعيات والمستوصفات إلى حين انتهاء صلاحيتها، ثم قدمتها إلى جمعية بربارة نصار.
علماً أن هذه الأدوية، خصوصاً أدوية الغثيان التي تؤخد بعد الخضوع للعلاجات السرطانية للتخفيف من الآثار الجانبية، مختلفة عن تلك المتوفرة في الأسواق، من حيث احتواء علبة الدواء منها على 30 قرصاً خلافاً للعلبة الموجودة في السوق والتي لا يتعدى محتوى العلبة الواحدة 10 أقراص.
من جهته، يوضح نقيب مستوردي الأدوية جوزيف غريب أن انقطاع هذا الصنف من المورفين لم يتخطَّ الأيام المعدودة، وبالتالي في الوقت الحاضر لا انقطاع مرتقباً لهذا الدواء. كذلك تعمل وزارة الصحة على خطين، الأول تأمين الدواء كحل موقت، فيما الحل الثاني مستدام ويتمثل بالاتفاق مع مصنع أوروبي آخر بالإضافة إلى تصنيعه محلياً .
ويشير غريب إلى أن وضع الدواء غير المدعوم يعتبر الأحسن منذ بداية الأزمة وعُدنا إلى إمكانية التخزين لمدة تكفي 3 إلى 4 أشهر.