لم يعد الكلام عن الاستحقاق الرئاسي النقطة الجوهرية في نقاشات الداخل اللبناني بهدف الحسم ، وكأنه اصبح ملفا مغيبا عن سابق تصور وتصميم ، فصحيح أنه يتصدر نداءات الأفرقاء السياسيين من منطلق القراءات أو التوجهات ، إلا انه لا جديد بشأنه على واقع الارض.
ولعل ذلك يعني أن الحماسة لوضعه على نار حامية متراجعة. والسبب في ذلك يتصل بمجموعة عوامل اضعفت إلاهتمام بهذا الملف وابرزها ” الستاتيكو النيابي” وعدم حصول اي تبدل في خيارات الكتل في مجلس النواب، فضلا عن عدم سلوك أي مسعى سبيل النجاح، أما الدول التي تولي أهمية للوضع اللبناني فعلقت اي تحرك لها . ونتيجة لذلك، تراجع الملف بشكل كبير ،ومن يريد الإجابة على سؤال مفاده: اين اصبح يجد نفسه محاطا بخيار واحد وهو : لا يزال في المربع نفسه.
قبل عطلة الأعياد، نقل عن النواب أن هناك سلسلة اتصالات تشق طريقها بشأن الرئاسة من دون ضرب أي موعد لذلك ، والآن يجري الحديث مجددا عن بداية ربيعية للملف يمهد لها شهر شباط المقبل لاسيما أن اللجنة الخماسية قد تطلق اشارات معينة.
بالنسبة إلى المراقبين، هناك فصل بين حرب غزة والجنوب والملف الرئاسي ومن رغب في تنشيط هذا الملف عليه بأعادة النظر في بعض الشروط والسعي إلى مقاربة مختلفة تصل به إلى النتيجة المطلوبة.
وفي اعتبارات القوى المختلفة، لا تزال عملية دعم وتأييد قواعد الترشيح على حالها ، وليس لدى البعض منها نية حالية في الانفتاح على خيارات رئاسية جديدة .
وفي هذا المجال ، ترى مصادر نيابية معارضة ل ” لبنان ٢٤” أن قوى المعارضة هي الوحيدة التي تواكب الملف وتجري الاتصالات وتطلق الدعوات من أجل عدم إقفال البحث به حتى أنها تجاوبت مع الخيار الثالث عندما أقترح الموفد القطري الأمر ، أما قوى الممانعة فلا تزال على خيارها السابق ولم تطرح مبادرات، مكتفية بتشغيل أدوات التعطيل وبادرت إلى رفض مسبق لأي مرشح وسطي وغيره وليس مقدرا أن تسعى إلى تبديل ما اختارته كثابتة في هذا المجال ،مشيرة إلى أن ما من تحضيرات استثنائية للمعارضة من أجل إعادة الملف الرئاسي إلى مساره، لأن الخطوة الأولى هي المبادرة إلى عقد جلسات انتخاب مفتوحة وحتى الآن لم تحصل المعارضة على وعد وشيك بأن المجلس سيفتح أبوابه من أجل هذه الغاية ، وحاليا،كما سابقا، يهمها أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية كما ينص عليه الدستور.
وردا على سؤال عن اتصالات خارجية تتم كي يستأنف المعنيون بالملف لقاءاتهم،فإن المصادر نفسها تشير إلى أن المسألة لم تتضح بعد، وأن أي مسعى مرحب به إنما لا بد من أن تكون الكلمة الفصل للداخل.
وفي هذا الإطار تقول إن ما من تواصل جديد بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقوى المعارضة وأن أي لقاء معه يحمل عنوانا يتصل بعمل المجلس النيابي ،حتى أن الحديث عن مبادرة جديدة له لم تتظهر، مكررة التأكيد أن تحميل القوى المسيحية مسؤولية تعطيل الأنتخاب أظهر عدم صوابيته ، وهكذا قد يبقى الملف لأشهر من دون أن يتحرك ، وربما يستجد ما يضعه في سلم الأولويات لكن هذا الامر يلفه الغموض التام .
وبالنسبة إلى الخطوة الجديدة لهذا الملف ، فإن المصادر تستبعد أي خطوة نوعية تجاه الاستحقاق الرئاسي مع العلم أن التطورات وعدة قضايا تستدعي إنجاز الأنتخاب فورا وتؤكد أهمية المحاولة في أحداث خرق ما كي لا يتحول الشغور إلى عادة يتم التأقلم معها وهذا أمر أكثر من خطير سبق وحذرت منه المعارضة .
وترى المصادر أن موضوع تأييد قائد الجيش العماد حوزف عون للرئاسة في المرحلة المقبلة أمر يبحث بين هذه القوى عندما يحين الوقت مع العلم أن العماد عون شخصية يكن لها الجميع الاحترام والتقدير وليس منطقيا حرق ترشيحه في كل مرة يطرح اسمه .
من المرجع إلا تفتح صفحة الاستحقاق الرئاسي قريبا بعدما تبين أن هذا الملف عالق بين فيتوات متبادلة يخشى أن تبقى قائمة لفترة مفتوحة.