أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن ثمن صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزّة هو اعتراف الحكومة و”الجيش” الإسرائيلي بفشلهما.
يأتي ذلك بعد أكثر من 100 يوم من الحرب على القطاع، دون تحقيق الأهداف التي وضعها المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي، ما يعمّق الخلافات الداخلية بين المسؤولين الإسرائيليين.
“هآرتس” برّزت هذا الخلاف الداخلي، ونقلت أن التنافض في المواقف بشأن صفقة تبادل أسرى وقع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وعضو “الكابينيت” يوآف غالانت، مقابل عضوي “الكابينت” بيني غانتس و غادي آيزنكوت.
وفي التفاصيل أوضحت الصحيفة أن نتنياهو وغالانت يعتقدون أن “الضغط العسكري على حماس في غزة” هو الذي سيؤدي إلى الصفقة. بينما يعارضهم غانتس في هذا النهج، ودعا إلى “دراسة صيغ جديدة يمكن أن تشجع حماس على الخطوة”.
بدورها، أظهرت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية هذه الخلافات بين أعضاء “كابينيت” الحرب الحالي. وذكرت أن غالانت وغانتس وآيزنكوت، ومعهم المستويين الأمني والعسكري الإسرائيليين يعتقدون أنه على نتنياهو تقديم مخطط سياسي للمساعدة في تحقيق أهداف الحرب.
وقال آيزنكوت، إنه “يجب وقف الكذب على أنفسنا وقيادة صفقة كبيرة لإعادة الأسرى”. وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر أمني كبير قوله إنه من دون وجهة نظر واضحة وفي ظل عدم وجود خطة سياسية، فإنّ ذلك سيلحق الضرر بالقتال.
بينما، يمتنع نتنياهو، حتى الآن، عن اتخاذ هذا القرار مبرراً ذلك بحجج مختلفة. وفي “الدائرة المحيطة به” يقولون إنه تجري مداولات وتخطيط ويرفضون تهم التسويف، وفق الصحيفة.
وعلّق عضو “كنيست” الاحتلال، متان كهانا، وهو من حزب “معسكر الدولة” (الحزب بزعامة غانتس) في حديث مع إذاعة إسرائيلية على الخلاف بشأن صفقة الأسرى بالقول إنّ “الأصح هو السير بالصفقة حتى ولو كانت الأثمان مؤلمة، لأن الأسرى ليس لديهم الوقت والحرب مع حماس طويلة وقاسية”.
الخلافات في “الكابينت” وقعت أيضاً بشأن طبيعة “الحكم” في غزّة ما بعد الحرب. وأشارت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى أن غالانت قدم مؤخراً خطة المؤسسة الأمنية والعسكرية لـ “اليوم التالي”، مؤكدةً أنه يصرّ عليها على الرغم من الانتقادات وعدم موافقة الكابينت السياسي – الأمني.
في المقابل، لا يربط غانتس الأمور بـ “اليوم التالي”، بل يعتقد أنه “ينبغي على الأقل وضع ترتيبات تقنية – موضعية فيما يتعلق بالإدارة المدنية لقطاع غزة في المستقبل القريب”، وفق الصحيفة.
الخلافات في كيان الإسرائيلي انسحبت كذلك إلى المواقف من الطلبات الأميركية. وفي هذا السياق، أشارت “إسرائيل هيوم” إلى أنه بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن إلى “تل أبيب”، والتي طلب خلالها إنهاء القتال الإسرائيلي في شمالي قطاع غزة، رفض جميع أعضاء “كابينيت” ذلك، وقالوا إن “وقف القتال في المنطقة غير وارد”.
وأمس، ذكرت القناة “الـ12” الإسرائيلية أنّه بعد 100 يوم قتال في قطاع غزّة، لا يزال 136 أسيراً إسرائيلياً في القطاع، مشيرةً إلى أنّ إسرائيل تتواجب أمام فخ ثُلاثي
حيث يتعلق الأمر بالأسرى والاقتصاد والتطورات على الجبهة الشمالية.
كذلك، رأى مدير “معهد أبحاث الأمن القومي” في كيان الاحتلال ورئيس جهاز “أمان” السابق اللواء احتياط تامير هايمان أنه بعد فشلها العسكري في غزة، وبعد 100 يوم من دون “القضاء على حماس”، فإنّ على “إسرائيل”دفع أثمان سياسة.
وأوضح أن أحد الخيارات أمام المسؤولين الإسرائيلين يقضي بترك تلك الأهداف ورائها والذهاب إلى صفقة تبادل – بوساطة قطرية – تؤدّي إلى نهاية الحرب، مشدداً على أن “ثمن هذا الخيار هو أن تكون لحماس فرصة بمواصلة الحكم في غزة”.