الديار: إستشهاد عسكري وجرح ثلاثة بالقصف «الاسرائيلي» على مركز للجيش في العديسة المقاومة تضرب جنوباً أبعد من كريات شمونة وتحقق اصابات مؤكدة في صفوف جيش الاحتلال
كتبت صحيفة “الديار”: لا شيء يوحي بأنّ الوضع الميداني والعسكري في غزة والمناطق الجنوبية الحدودية، قابل لأي حلحلة او هدنة جديدة، وسط ما يجري من اعتداءات يومية «اسرائيلية» تستهدف البشر اكثر بكثير من الحجر، تتبعها بيانات المسؤولين «الاسرائيليين» التي تتوالى، حاملة معها التهديدات بالقتل ومحو غزة من الوجود، ومن تحويل لبنان الى غزة ثانية،
فيما الردود من الجانب اللبناني تأتي على قدر التهديدات وأكثر، من خلال رد المقاومة على اي إعتداء يطال المناطق الحدودية.
وفي هذا الاطار سجّل إعتداء كبير بعد ظهر امس على مركز للجيش اللبناني في تلة العويضة في العديسة، ادى الى إستشهاد عريف وجرح ثلاثة عسكريين.
وقد اعلنت قيادة الجيش في بيان « انه بتاريخ 5/12/2023 تعرّض مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة – العديسة لقصف من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين، نقلوا الى أحد المستشفيات للمعالجة».
الشهيد العريف : عبد الكريم مقداد، والجرحى: الرقيب يوسف ابراهيم، الجندي الاول احمد البظر، والعريف محمد موسى.
وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم اعتبر» بأنّ قصف العدو الاسرائيلي لـموقع للجيش اللبناني على الحدود الجنوبية ، واستشهاد أحد عناصره وجرح آخرين، انتهاك فاضح لقرار مجلس الامن الرقم 1701، ما يستوجب ادانة عملية من المجتمع الدولي الذي ينادي ليل نهار بتطبيق هذا القرار، فحريٌّ بالدول التي تنشط هذه الايام للمطالبة باحترام القرار 1701، أن تُوجّه طلباتها ليس الى لبنان الذي يلتزم احترام القرار، بل إلى إسرائيل الّتي ترفض منذ العام 2006 تطبيق هذا القرار بكلّ مندرجاته وتواصل اعتداءاتها على لبنان برّاً وجواً، وتُسقط شهداء مدنيين وإعلاميين، كما تنتهك الأجواء اللبنانيّة للاعتداء على سوريا، متجاوزة مرّة جديدة الاتفاقيات والقرارات الدولية التي تحرّم انتهاك سيادة الدول براً وبحراً وجواً».
إعتداءات «اسرائيلية» على قرى الحدود
الى ذلك ادت الاعتداءات « الاسرائيلية» يوم امس، الى اندلاع حريق كبير بين بلدتي الضهيرة ويارين جرّاء القصف العنيف ، الذي طاول ايضاً أطراف الناقورة واللبونة وكفركلا بالقنابل الفوسفورية. كذلك منطقة حامول وطير حرفا والجبين واطراف بليدا وبلدة الوزاني، كما شنّ الطيران الحربي «الاسرائيلي» غارات على اطراف عيتا الشعب.
واطلق رصاص» اسرائيلي» كثيف على الأحياء والمنازل في كفركلا، مع قصف على أطراف بلدتي بيت ليف والقوزح.
ومساءً قصفت المدفعية « الاسرائيلية « أطراف بلدة ارنون مقابل دير ميماس، ومنطقة رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل.
رد عنيف من المقاومة طال ما بعد كريات شمونة
وعلى الأثر كان رد عنيف من المقاومة، اذ اعلن حزب الله في بيان : « دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على إستهداف العدو الاسرائيلي موقعا للجيش اللبناني، وإستشهاد العريف عبد الكريم مقداد، إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:40 من بعد ظهر الثلاثاء 5-12-2023، تجمعاً لجنود الإحتلال في مستوطنة المنارة بالصواريخ الموجهة، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح».
وكانت المقاومة قد نفذت سلسلة هجمات، اشارت اليها في بيانات، عن إستهدافها موقع الكوبرا (جنوب علما الشعب) بالصواريخ الموجهة وأصابته اصابة مباشرة، كما إستهدفت موقعي جل العلام والضهيرة بالأسلحة المناسبة، مع إطلاق عشرة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى. وقصفت ثكنة برانيت « الإسرائيلية « ومستوطنة المنارة على الحدود الجنوبية، بالصواريخ المضادة للدروع، وأطلقت صافرات الإنذار في كريات شمونة والمستوطنات المحيطة، ووصل القصف من جنوب لبنان الى ما بعد كريات شمونة بخمسة كيلومترات.
وسبق ذلك قصف من جنوب لبنان صباحاً لموقع رويسة العاصي- مقابل ميس الجبل، مثلث الطيحات- موقع بياض- بليدا – مزرعة زبدين ومزارع شبعا.
تجدّد التحذيرات الغربية من إتساع رقعة الحرب
وعلى خط التحذيرات الخارجية التي تتجدّد كل فترة، وتطالب المسؤولين اللبنانيين بتجنيب لبنان إتساع الحرب من حدوده الجنوبية نحو كل لبنان، وصلت دفعة من هذه التحذيرات قبل يومين وفق معلومات « الديار» عبر دبلوماسيين غربيين، وصفت التهديدات «الاسرائيلية» بالجديّة، بسبب وجود نوايا لدى « الاسرائيليين» بتوسيع دائرة الصراع، والسعي لإبعاد المقاومة الى منطقة شمال الليطاني، بهدف تأمين الاستقرار لمستوطنات الشمال كما اشارت التحذيرات الغربية.
وافيد بأنّ ما نقل الى المسؤولين اللبنانيين، حمل الكثير من الهواجس والمخاوف، لانّ ما حصل على الحدود الجنوبية بعد الهدنة الاخيرة في غزة، لا يبشّر بالخير بل بالمزيد من الاشتباكات والمعارك الضارية المرتقبة.
هل يُحل ملف التمديد قبل الرئاسة؟
سياسياً بقي ملفا الرئاسة والتمديد في طليعة الاهتمام الداخلي، لكن من دون التوصل لغاية اليوم الى حل جذري، فيما الانتظار يبقى سيّد الساحة وسط العقد الكثيرة التي تطوّق هذين الملفين، من قبل افرقاء الداخل المتناحرين، في ظل ترقب شديد من بعض الكتل النيابية على الخيارات التي ستتخذ، اذ لا يزال بعضها يعوّل على حل داخل أروقة مجلس الوزراء، الذي بدوره يعمل على إبعاد هذا الكأس عنه وتقديمه الى مجلس النواب، وفي الامس كان الملفان مدار بحث بين الرئيسين بري وميقاتي، خلال زيارة الاخير الى عين التينة، حيث وضع ميقاتي برّي في أجواء الاتصالات التي قام بها في الخارج، وفي المواضيع الداخلية وانتظام العمل في القطاع العام، والنظر في الزيادات المطلوبة، التي وعد بتمريرها كما قال.
بيان هام لمجلس المطارنة الموارنة اليوم
بالتزامن مع اول اربعاء من الشهر الذي يصادف اليوم ، ينعقد مجلس المطارنة الموارنة في بكركي برئاسة البطريرك بشارة الراعي، وسوف يصدر بيان يشدّد على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وفق ما علمت « الديار» من مصادر الصرح البطريركي. وإنطلاقاً من هنا يتواصل البطريرك الماروني باستمرار، مع الرئيسين بري وميقاتي بهدف التوصل الى حل لهذه المعضلة، من خلال تأجيل تسريح العماد عون لمدة 6 أشهر بقرار يصدر عن مجلس الوزراء.
وفي السياق كشف عدد من زوّار الراعي في اليومين الأخيرين، أنه باقٍ على موقفه المؤيد للتمديد في قيادة الجيش، ويرفض الفراغ في هذا الموقع بالتزامن مع الشغور الرئاسي.
الموفد القطري قريباً في بيروت
وعلى خط المساهمة في فك عقد الاستحقاقات الهامة، يعود الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني هذا الأسبوع الى بيروت، لنقل توجهات اللجنة الخماسية ضمن رسالة، تدعو بإصرار شديد الى التمديد لقائد الجيش ، او إنتخاب رئيس جديد للجمهورية توافقي ومقبول من اغلبية الافرقاء السياسيين، الامر الذي سيشكل تفاقماً في الخلافات والتناحرات لانّ الملفين غير جاهزين.
وافيد بأنّ الزيارة المرتقبة للموفد القطري، جرى بحثها سريعاً على أثر فشل مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي غادر بيروت مستاءً، بعد الاجتماع الشهير مع احد افرفاء هذا الفريق، الذي لم يدم سوى 7 دقائق ساد خلالها التوتر الشديد، فغادر الموفد الفرنسي غاضباً.
ميقاتي: نحن في عين العاصفة
في المواقف، أكد الرئيس ميقاتي خلال لقائه اعضاء السلك القنصلي في لبنان برئاسة جوزيف حبيس، بأنّ الهدف الاساسي من الاتصالات التي يجريها مع الجانب الأميركي والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، تجنيب لبنان أي حرب كبيرة قد تحصل. وشدد على أنّه في خلال الاشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الامم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاَ باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولًا الى الاتفاق، عبر الامم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الاسرائيلي.
ولفت الى أننا في عين العاصفة وفي وضع لا نحسد عليه، وهناك اضطراب قوي في المنطقة ككل، خصوصا على صعيد ما يحدث في غزة وعلى الحدود الجنوبية، وقال:» كل همّي في هذه المرحلة أن أجنّب لبنان قدر المستطاع الدخول في آتون الحرب.
وما يحصل في غزة مدان وغير مقبول بتاتاً، ونحن لا نزال نناصر الفلسطينيين وندعم قضيتهم، وتبقى المسألة الاساسية وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لإعادة الانتظام العام، وفور عقد طاولة للسلام في المنطقة، اذا لم يكن هناك رئيس الجمهورية، سنصبح خارج التاريخ والجغرافيا»