رأى العميد مارون خريش أن “أهداف الحرب النهائية هي القضاء على القضية الفلسطينية، والإسرائيليون يريدون دولة يهودية دون أي مكون آخر، وهم بذلك يستكملون مشروعهم الذي بدأ في العام 1948 بقضم الأرض، وبناء المستعمرات، وتهجير الفلسطينيين إلى النقب وسيناء”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال خريش: “كيف لهم أن يدمروا حماس، كيف سينتقونهم؟ إنهم لم يحققوا أي هدف من أهدافهم، بعد العملية البطولية لحماس التي قامت بعملية إغارة على غلاف غزة بأهداف محددة حققتها وخرجت”.
وتابع، “لم يكن للعملية أي متابعة من قبل فريق الممانعة، وهذا يعني أن لديها إستقلالية، ولكن الإستقلالية في مفهوم وحدة الساحات، لا تجوز بعد بدء المعركة”.
وأوضح أن “الهدف من الهدنة في المبدأ إنساني، بحيث يسمح بمرور المواد الطبية والغذائية لمساعدة السكان، في الواقع لها أهداف أخرى، كالجلوس على الطاولة وبدء المحادثات، ولكنه لم يحصل، فالفلسطينيون غير موحدين ولا يعلمون ماذا يريدون، في ظل التنازع بين السنوار ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس”.
ولفت إلى أنه “عسكرياً، هناك حسابات للمعركة، وأنا لا أرى أن ميزان القوى مائل لمصلحة الفلسطينيين خاصة وأن حلفاءهم لا يساعدونهم إلاّ ببعض المناوشات التي لا تغير في جوهر المعركة، في المقابل يقوم الإسرائيليون بهجماتهم بالتدرج لأنهم يخافون المناطق المأهولة، وفي كل مرحلة يسيطرون على قطعة، وهم يعملون على إنهاء الشمال إضافة ألى تواجدهم أيضاً في الوسط وفي بعض الجنوب”.
وألمح إلى أن “هذا الدفع نحو الجنوب سيؤدي إلى مجزرة، طالما أن مصر لم تفتح حدودها، والعرب أصحاب القضية يتفرجون، وقد تركوا الفلسطينيين لمصيرهم”.
وإستكمل، “بعد أن ينتهي الإسرائيليون من غزة، سيتوجهون إلى الشمال، وإن لم تحل القضية سياسياً، ستبقى الجبهات مشتعلة، خاصة وأن إسرائيل عينها على إنهاء هذه القوة العسكرية التي تتربص لها في الشمال، وسيكون لبنان كله مهدد، ونحن لا نملك قدرات دفاعية، أما حزب الله فقد يملك”.
وتساءل، “لماذا الدول الكبرى تطالب لبنان بمنطقة عازلة منزوعة السلاح؟ لماذا لا تطلب ذلك من إسرائيل أيضاً؟ لماذا نحن دائماً المطالبون بالتنازلات؟ وتنفيذ القرار 1701 تحت البند السابع يعتبر إحتلال، وهو ورقة ضغط على لبنان حتى لا يستعمل القوة”.
وأردف بالقول: “أنا لا أتوقع إجتياحاً للبنان، فالإسرائيليون لن يتمكنوا من الدخول، وإن فعلوا سيتكبدون خسائر كبيرة، ولن يتمكنوا من البقاء، والمغامرة الماضية ألمت إسرائيل، وكبدتها الخسائر، فعادت وإنسحبت بغض النظر عن القرارات الأممية”.
وأضاف، “المصلحة الكبرى للعرب هي عدم إنتصار إيران وقد يكون ترك الفلسطينيين لمصيرهم هو كي لا تنتصر إيران، والعرب حتى الآن لا يحسنون التصرف”.
وختم العميد خريش بالقول، “إن عدم ملئ الشواغر داخل مؤسسة الجيش هدفه تنفيذ مؤامرة لتفتيت المؤسسة العسكرية، وتعزيز الإنقسام، وما يقومون به يصب في المصلحة الصهيونية”.