غير مصنف

“عليه أن يرحل… نتنياهو انتهى”!

رصد تقرير لصحيفة The Financial Times البريطانية حالة الغضب الداخلية حيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى من قبل أولئك المنتمين إلى تيار اليمين وحزب الليكود الحاكم، رغم وجود دعم واسع النطاق للغزو البري لغزة وهدف نتنياهو الحربي المتمثل في “تدمير حماس”.

يتضح الغضب في الأزقة الضيقة بسوق محانيه يهودا، وسط مدينة القدس، والذي كان منذ فترة طويلة معقلاً لـ”الليكود” ومقراً لمتجر ليفين.

كان يعقوب ليفين مؤيداً طوال حياته لحزب الليكود، حزب يمين الوسط الذي يتزعمه نتنياهو، لكن بعد هجوم حماس بجنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، قال إنه لن يصوت لصالحه مرة أخرى، وفق ما نقلته فايننشال تايمز.

وأوضح ليفين: “يروج نتنياهو لنفسه على أنه المحترف في الشؤون الأمنية، ثم يحدث هذا, عليه أن يرحل”.

وأضاف, “بنيامين انتهى, يستحيل بقاؤه في السلطة بعد ما حدث”.

وتفوّق نتنياهو، الذي تولى رئاسة الوزراء ست مرات، على منافسيه بالبقاء على قمة السياسة الإسرائيلية طوال معظم السنوات الـ14 الماضية.

وقد حقق ذلك من خلال تصوير نفسه على أنه “المحترف الأمني” و”المحترف الاقتصادي”، الرجل الذي يمكن للإسرائيليين الاعتماد عليه للحفاظ على القوة العسكرية للبلاد والتوصل إلى تسوية مع الدول العربية مع تعزيز النمو والإشراف على قطاع التكنولوجيا المزدهر.

لكن هذه الصورة اهتزت بشدة بسبب هجوم 7 تشرين الأول، الذي كشف أنَّ إسرائيل غير مستعدة على الإطلاق لهجوم على أراضيها وما تلا ذلك من صراع ألحق أضراراً بالغة بآفاقها الاقتصادية.

ويتركز قدرٌ كبير من إحباط الرأي العام تجاه نتنياهو على رفضه القاطع للاعتذار عن فشل إسرائيل في توقع هجوم 7 تشرين الأول أو منعه.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “معاريف” العبرية أواخر الشهر الماضي، أنَّ 80% من الإسرائيليين يريدون منه الاعتراف بمسؤوليته عن الإخفاقات الاستخباراتية والأمنية التي سبقت الهجوم.

بدورها، قالت تامار هيرمان، زميلة الأبحاث البارزة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية: “لم تصل شعبية نتنياهو لمثل هذه النقطة المتدنية من قبل”.

بينما لدى أفيف بوشينسكي، مستشار نتنياهو الذي تحول إلى محلل سياسي، نظريته الخاصة حول سبب رفض رئيس الوزراء تحمّل أي لوم، وقال: “إنه قلِق من اجتزاء كلامه من سياقه، وتكراره بلا ملل مما قد يضر بفرص بقائه في السلطة”.

وإذا كان هذا هو تكتيك نتنياهو، فيبدو أنه يأتي “بنتائج عكسية”، إذ أوضح بوشينسكي: “يقول الناس إنَّ جنودنا يخاطرون بحياتهم في غزة، والآلاف فقدوا منازلهم، وقد تخفض وكالات موديز وفيتش وستاندرد آند بورز تصنيفنا الائتماني. بينما كل ما يمكن لنتنياهو التفكير فيه هو السياسة”.

كانت مظاهر الغضب الجماهيرية تجاه “الليكود” مثيرة، ففي أواخر تشرين الأول الماضي، شُوِّه مقر الحزب في تل أبيب بدم مزيف، كما لُطِّخَت صور وجه نتنياهو ببصمات الدم.

وكان نتنياهو قد بدأ بالفعل يخسر شعبيته بين بعض أنصار “الليكود” قبل فترة طويلة من هذا الحادث الأخير، إذ شعرت مجموعة كبيرة من الناخبين بالغضب من قراره في أواخر العام الماضي، تشكيل ائتلاف مع معظم الأحزاب اليمينية في إسرائيل.

واشتد الشعور بالنفور منه بعدما أطلق حملة أثارت انقسامات عميقة للحد من صلاحيات القضاء، وهي الخطوة التي أججت شهوراً من الاحتجاجات الجماهيرية.

من جانبه، قال إفرايم بودوكسيك، أستاذ العلوم السياسية المقيم في القدس، إنه دائماً ما كان يصوّت لحزب الليكود لكنه غيَّر رأيه بعدما مال نتنياهو نحو الأحزاب القومية المتطرفة. ولم تتعمق مخاوفه بشأن حكومة نتنياهو إلا بعد استجابتها لكارثة 7 تشرين الأول.

وأوضح: “تبين أنَّ الحكومة تعاني من خلل وظيفي. كثير من أفرادها مجرد مُنَظّرين يفتقرون إلى الكفاءة”.

(ليبانون ديبايت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى