كشفت منصة «إيكاد» المختصة بتحقيقات المصادر المفتوحة عن تحرّكات وتعزيزات حديثة شهدتها مؤخراً قاعدة الاحتلال الأميركي في منطقة «التنف» بالبادية السورية والحدودية مع العراق والأردن.
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن «تلفزيون سوريا» المعارض أنه مع انتشار أنباء عن استعدادات أميركية لتكليف قواتها المحتلة في سورية بعمل عسكري يهدف إلى «قطع الحدود العراقية- السورية» كشفت «إيكاد» عن تحرّكات وتعزيزات حديثة شهدتها مؤخراً قاعدة «التنف» من خلال تحقيق استندت فيه إلى صور الأقمار الصناعية.
وذكر التلفزيون أن «إيكاد» بدأت تحقيقها بالعودة إلى صور الأقمار الصناعية المتوافرة للقاعدة ضمن برنامج «Google Earth Pro» لتجد أن أحدثها التقط في 18 حزيران 2022، ثم قارنت تلك الصور بصورة أخرى شديدة الوضوح تم الحصول عليها من منصة «Maxar» والتقطت مطلع آب الفائت.
وتحدث فريق التحقيق بتغريدات أنه عبر مقارنة بين الصورتين لاحظنا ظهور تحصينات جديدة في القاعدة وظهور عتاد وتوسعات في البنية التحتية.
وأشار الفريق إلى أنه حصل على صور أقمار صناعية منخفضة الجودة من Sentinel Hub»» تظهر التسلسل الزمني للاستحداثات التي تم العمل عليها بالقاعدة في الفترة الممتدة بين حزيران 2022 وآب الماضي.
وفي صور «Sentinel Hub» المُلتقطة في حزيران 2022 كانت مساحة القاعدة 1.45 كم مربع ومحيطها 5.15 كم على حين في صور««Maxar الحديثة كانت المساحة 1.86 كم مربع والمحيط 5.91 كم ما يعني أن مساحتها زادت بمقدار 0.41 كم مربع ومحيطها زاد 0.76 كم تقريباً وفق الفريق.
وأوضح أن التغييرات بالقاعدة ركزت على زيادة السواتر الترابية المحيطة بها والمتاريس وهو ما يشير إلى رغبة الاحتلال بمضاعفة الحماية في حين أظهرت المقارنة بين الصور أن الاحتلال زاد من استخدام شِبَاك للتمويه والحماية فوق مباني ومرافق بالقاعدة.
وذكر الفريق أن الصور الجديدة تظهر أن واشنطن أمدت القاعدة بعتاد جديد منها منظومة المراقبة المتطورة (Persistent Threat Detection System) وهي منطاد أبيض كبير قادر على جمع المعلومات الاستخبارية لمدى يصل إلى 100 ميل بجميع الاتجاهات.
وأشار إلى أنه رصد خلال مقارنة الصور إنشاء مدخل جديد للقاعدة في الشمال الغربي ليصبح لها مدخلان بعد أن كان هناك مدخل واحد فقط في جنوبها، كما تم تشييد 4 مبان كبيرة بمساحة بلغت 2،400 متر مربع وسط القاعدة، نرجح أنها مخازن للمعدات أو مساكن للجنود ما قد يُشير إلى وجود تعزيزات عسكرية جديدة بالقاعدة.
وفي الشمال ظهرت 3 مبان أخرى تقدر مساحتها بـ250 متراً مربعاً، و200 متر مربع، و150 متراً مربعاً، على التوالي، على ما ذكر الفريق.
صور«Maxar» الحديثة كشفت حسب الفريق عن تحركات عسكرية داخل القاعدة أبرزها دخول سرب عسكري كبير مكون عدة مدرعات وشاحنات ومركبات قد تكون إمدادات عتاد وجنود أو مركبات كانت بالأساس وقامت بمناورات أو عمليات لوجستية عسكرية روتينية بالقاعدة.
أما أحدث التحركات داخل القاعدة وكشفتها صور أقمار صناعية من Sentinel Hub في 4 أيلول الجاري، كانت وجود مقاتلة في المحيط المباشر للقاعدة وهو ما يعكس النشاط العسكري بأجوائها وفق الفريق.
وقال: إن تحليلات إيكاد «تؤكد أن واشنطن عززت بالفعل وجودها العسكري داخل قاعدة التنف عبر تشييد مبان جديدة وتعزيز الدفاعات وإضافة منظومات جديدة إلا أن سبب هذه التعزيزات سيبقى مجهولا حتى ساعة كتابة التحقيق».
وأضاف: «تحليلنا للتوسع الأميركي في التنف لا ينفي أو يؤكد العملية الأميركية المزعومة إنما يرصد الإضافات المهمة التي شهدتها القاعدة خلال عام وشهرين تقريباً».