بعد 30 عاما على اتفاق أوسلو، ما زال الفلسطينيون يعانون من تبعات وانتكاسات اقتصادية وسياسية وأمنية جراء اتفاق وصفه الكثيرون بالكارثة، وتواترت اتهامات معارضيه بأنه الاتفاق الذي تمت هندسته حسب رغبة الكيان الاسرائيلي.
وقال منسق شبكة قادرون معا وليد محمد علي ان اتفاقية اوسلو نكبة على الشعب الفلسطيني لا تقل خطرا عن نكبة عام 48 .موضحا ان نكبة تأسيس مشروع كيان الاحتلال الصهيوني ونكبة أوسلو نكبتان اساسيتان اصابت الشعب الفلسطيني والسبب الرئيسي ان التفكير الصهيوني هو تفكير مركب فهو يدرك بعمق طبيعة الصراع كصراع حضاري شامل يشمل كل الابعاد العقيدية والسياسية والعسكرية والاجتماعية وهو ليس له بعد واحد، بينما نأخذ الامور بالتجزئه فوقعنا في مطب خدمة المشروع الصهيوني وان كنا نقصد العكس.
واضاف انه اذا كان المشروع الصهيوني هو العدو الاساسي والصراع معه صفري فالعدو الامريكي هو العدو رئيسي الذي بدونه لا يبقى هذا العدو. لافتا ان خسارة اساسية من اتفاق اوسلو مكنت العدو من الوصول لمرحلة متقدمة في تهويد الضفة الغربية والتي تبلغ مساحتها حوالي 21 % من ارض فلسطين .
وحول اشارة البعض ان كل بنود الاتفاقية لم ينفذ منها شيء وتم تفريغ الاتفاقية من مضمونها ولم يبقى سوى التنسيق الامني قال منسق شبكة قادرون معا ان كلمة التنسيق الامني هي كلمة مهذبة وهي في الحقيقة تعاون امني بين المحتل والمحتل له حيث يتعاون من يمثل الشعب المحتل ومع محلتلنا ويقدم له خدمات. واضاف ان هذا الاتفاق مكن السلطة التي قامت وهي سلطة حكم اداري ذاتي للضفة الغربية ويفترض لقطاع غزة ايضا وان السلطة ابتلعت منظمة التحرير ما يعني ان مشروع السلطة ابتلع حركة تحرر فلسطينية.
من جانبه قال الخبير بالشؤون الاسرائيلية جمعة التايه ان اتفاق اوسلو يعتبر نكبة ثانية للشعب الفلسطيني وهو محاولة لتقزيم القضية الفلسطينية واخراجها من بعدها الاسلامي والعربي وحتى الفلسطيني ، فعندما تم تحييد منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح تقريبا قبذلك يتم تحييد كثير من الشعب الفلسطيني ومن راى في اتفاق اوسلو انه منقذ للقضية الفلسطينية وان السلام والمفاوضات يمكن ان تنفع مع الاعداء والكيان الاسرائيلي فلم يحسبوا حسابا انها قامت على التوسع والاحلال والاستيطان، مشيرا الى ان سياسة الاستيطان في الضفة الغربية بدأت منذ استلم حزب الليكود عام 77 وهي من قبل اتفاق اوسلو فهي خطة استراتيجية وابان اوسلو كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية 150 الف والان وصل الى قرابه المليون مستوطن بالاضافة الى المستوطنات الضخمة المليئة بالسكان والمصانع والجامعات وهو ما وصفه بالكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني.
واوضح ان التنسيق الامني لم يجلب للشعب الفلسطيني سوى الدمار وملاحقة المقاومين والقبض عليهم وكذلك النشطاء السياسيين ارضاء للاحتلال ،مشيرا الى ان محاولة السلطة الفلسطينية السيطرة الان على الضفة الغربية هو من اجل ان تبين للاحتلال انها تسيطر . وتابع ان عبر هذه السنوات اتفاق اوسلو لم يجلب سوى الكارثة للشعب الفلسطيني كما لم يلتزم الاحتلال بالوقائع ولم يحقق اي من الالتزامات .