اخبار اقليمية

مختصون: الاحتلال يهدف من وراء “الخطة الخمسية” لدمج شرقي القدس بغربيها

صادقت حكومة الاحتلال المتطرفة على ما تسمى “الخطة الخمسية لتطوير شرقي القدس”، خطة جديدة تقرها الحكومة بهدف تعميق سيطرتها المطلقة على المدينة المقدسة، وتغيير وجهها العربي والإسلامي كاملًا وتهويدها، لتنفيذ المخططات التي تسعى لها.

وأعلن رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو” تخصيص ميزانية بقيمة 3.2 مليار شيكل لخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشرقي المدينة، مدتها خمس سنوات من 2024-2028.

ومن خلال خطتها الخمسية، تهدف الحكومة اليمينية المتطرفة إلى تشديد قبضتها على مدينة القدس المحتلة، وخاصة في مجالات التعليم والاستيطان.

خطة خطيرة الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، قال إن الخطة الخمسية التي أقرتها حكومة الاحتلال خطيرة جدًا، وتأتي كـ”ذر للرماد في العيون”، فهي تحمل في ظاهرها “تطوير وتحسين وخدمة المقدسيين”، وفي باطنها تهدف لخدمة المستوطنين.

وأكد أبو دياب أن إقرار هذه الخطة يأتي بهدف التسويق والترويج أمام العالم بأن الاحتلال يحاول المساواة ما بين غربي المدينة وشرقها، وأنه لا يتعامل بعنصرية مع المقدسيين الذين يعيشون في شرقي المدينة.

وأوضح أن الاحتلال يريد دمج الجزء الشرقي ضمن منظومته التعليمية والاقتصادية والصحية، بهدف تغيير الثقافة والعقلية لدى الأجيال المقدسية، وصرفهم عن مقاومته ومواجهة مشاريعه ومخططاته في المدينة المقدسة.

وأشار أبو دياب إلى أنه خلال الخطة سيتم استثمار مبالغ طائلة لصالح تطوير البنية التحتية في القدس، ولا سيما لخدمة المستوطنين، لتمكين وصولهم إلى المدينة.

نتائج غير متوقعة ومن جانبه قال الكاتب المقدسي فراس ياغي، إنه بالرغم من الأموال الطائلة وسياسات التضييق على المقدسيين، إلا أن النتائج ليس كما توقع واضعو الخطة. وبين ياغي أنه لا يزال هناك فقط ما نسبته 15% من طلبة القدس يدرسون المنهاج الإسرائيلي من مجموع ما يقارب 99 ألف طالب في مدارس القدس.

وأضاف أنه “يجب لإيجاد خطة بديلة لمواجهة السياسات الإسرائيلية في شرق القدس، خشية نجاح خطط الاحتلال على المدى المتوسط والبعيد في خطته التهويدية، وفرضها أمرًا واقعًا في القدس التي ستصبح كما المدن المختلطة في الداخل الفلسطيني”.

وأشار إلى أن العقبة الأساسية أمام السياسات الإسرائيلية هي الصراع على البلدة القديمة والمسجد الأقصى بما يؤدي إلى زيادة الوعي الوطني لدى المقدسيين الذين يعتبرون خط الدفاع الأول عن الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.

ولفت ياغي إلى أن وجود سكان مقدسيين خارج سور القدس، في مناطق كفر عقب وعناتا وشعفاط، البالغ عددهم 160 ألف مقدسي، يشكل معضلة كبيرة أمام هذه الخطط والسياسات، حيث الشعور الوطني الفلسطيني ضمن هذه التجمعات كبير ويزداد، تبعًا لضيفنا.

وأضاف أن سياسة الاحتواء والأسرلة للمقدسيين فشلت وفي طريقها للفشل، وذلك يبدو واضحًا في مقاومتهم الباسلة في باب العامود والشيخ جراح والعيسوية وسلوان، وفي تمسكهم بالمقدسات والدفاع عنها بشكل يومي”.

وأقرت الحكومة الإسرائيلية 20/8/2023 على خطة خمسية للسنوات 2024 – 2028 في القدس المحتلة، وجاءت المصادقة بالإجماع بعد إصرار وزير المالية، “بتسلئيل سموتريتش”، المعروف بمواقفه الفاشية والعنصرية، على إخراج البند المتعلق بتعزيز التعليم الأعلى للشبان المقدسيين، بمبلغ 200 مليون شيكل، من الخطة.

المصدر : شهاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى