تستمرّ الجريمة بحقّ مرضى السّرطان والأمراض المستعصية في لبنان، فما يعانونه أشبه بـ”جهنّم” على الأرض، وهُم العالمون بأنّ الموت ينتظرهم بين لحظة وأخرى، بسبب فقدان عدد كبير من الأدوية، فيلجأون إلى السّوق السّوداء لتأمينها، إذا وُجدت. المشكلة ليست جديدة، فالمسؤولون نائمون “على حرير” لا يتحرّكون لإيجاد حلّ لأزمة تُهدّد حياة أشخاص يُكافحون للبقاء بين أحبّائهم.
يعتبر نقيب الصّيادلة جو سلّوم أنّه “بمجرّد فقدان أي دواء من أدوية السّرطان ولجوء المريض إلى السّوق السّوداء وتغيير بروتوكوله الأساسيّ في العلاج ببروتوكول آخر، نكون قد تخطّينا الخطّ الأحمر”.
ويقول، في حديث لموقع mtv: “لا مريض في لبنان يملك القدرة الشّرائيّة للحصول على دواء السّرطان بسعره”، مشيراً إلى أنّ “الأدوية الموجودة في السّوق السّوداء جودتها ونوعيّتها وطريقة حفظها غير مضمونة، وهي تهدّد صحّة المريض وقد توصله إلى الموت”.
ويُضيف: “تخصيص 25 مليون دولار فقط لأدوية السّرطان والأمراض المستعصية في حين أنّنا كنّا بحاجة إلى حوالى 50 مليون دولار هو جريمة بحقّ أكثر من نصف المرضى، فكلّ مريض سرطان يتوقّف عن العلاج ستسوء حالته مباشرةً، وسيعود إلى نقطة الصّفر”.
ويكشف سلّوم عن “فقدان عدد كبير من الأدوية”، موجّهاً نداءً عاجلاً إلى “المتحاورين في أيلول لمناقشة السّياسة الدّوائيّة”، داعياً إلى “أن تكون على رأس أولويّاتهم، قبل انتخاب رئيس للجمهوريّة، لأنّ تأمين الدّواء للمريض أهمّ من الاستحقاق الرّئاسيّ”.
ويدعو المسؤولين إلى تحمّل مسؤوليّاتهم لمرّة واحدة، مشدّداً على “ضرورة وضع سياسة مُستدامة لهذا الملفّ، وعلى الدّعوة إلى مؤتمر للمانحين لتأمين الأدوية لمرضى السّرطان والأمراض المستعصية”.
ويرى سلّوم أنّ “رفع الدّعم عن الأدوية خطّ أحمر لأنّ مريض السّرطان في لبنان، نسبةً إلى الدّخل، لا يستطيع الاستحصال على الدّواء”.
نأمل أن تُشكّل هذه السّطور دافعاً للمسؤولين كي يتحرّكوا قبل فوات الأوان، فلا يجوز في هذا القرن، فيما العالم كلّه يتقدّم، أن نعود إلى الوراء، و”أن يشحد” المواطن أبسط حقوقه. لكن هل من يسمع؟