أخبار لبنان
المرتضى : انها مناديل ادب تمسح التعب عن القلوب واللبنانيون لن يرفعوها إعلاناً لاستسلامٍ أو إذعان

استقبلت المكتبة الوطنية في بعقلين، حفل توقيع لرواية ” عشق المناديل” للكاتب حكمت بشنق، في حضور حشد من الشخصيات الثقافية وعشاق الأدب، وكان للوزير السابق للثقافة القاضي محمد وسام المرتضى كلمةٌ في المناسبة أثنى فيها على الرواية وكاتبها حكمت بشنق، واعتبرها “ثمرة جديدة صادقة رصينة، تشبه كاتبها وتمشي على خطٍّ يليق بالجبل وأهله من أجل أن تبقى الكلمة عالية المقام، ويبقى الأدبُ في وطننا جسرًا يعبر عليه الضوء…حين يطول الليل”.
وأشاد بالمكتبة الوطنية في بعقلين وبمديرها غازي صعب، وقال ” ليس غريبًا أن تحتضن المكتبة الوطنية هذا الحدث؛ فهي المكان الذي تعرف الكتبُ أنّها إذا دخلته، دخلت سجلّ الخلود الثقافي، وإذا وُضعت على رفوفه، أُضيفت إلى ما يحرسه غازي من ميراثٍ يليق بلبنان”.
وإعتبر المرتضى أنّ “الليل اللبناني” مرشح لمزيد من الظلمة والوحشة والوحشية الا اذا دخل اللبنانيون في حالة تغييرٍ تخرج بهم الى فجرٍ جديد يليق بتضحياتهم وتطلّعاتهم”.
ثم إنطلق من عنوان الرواية ومضمونها ليقول بأنَّ “المناديل” سيستعملها اللبنانيون لكفكفة دموع الحزن على الشهداء ودموع الفرح بإنبلاج فجر الخلاص، لكنها لن تكون، على الإطلاق لن تكون للتلويح باستسلامٍ أواذعان”.
وقال مرتضى في كلمته :””سلامٌ على هذا المقام المعمور بالمعرفة، سلامٌ عليها المكتبة الوطنية في بعقلين وعلى حارسها الطيّب الأمين، ههنا ترتقي الكلمة الى مراتبها العلى، تخلعُ عن الورق عاديّته، وتجعله جزءاً من ذاكرة البلاد وروحها.
ليس غريبًا أن تحتضن المكتبة الوطنية هذا الحدث؛ فهي المكان الذي تعرف الكتبُ أنّها إذا دخلته، دخلت سجلّ الخلود الثقافي، وإذا وُضعت على رفوفه،أُضيفت إلى ما يحرسه الأستاذ غازي من ميراثٍ يليق بلبنان”.
أضاف :”نلتقي اليوم ههنا في حضرة الأدب، ولا مساغ للخوض في الأدب، لا سيما في بعقلين، من غير “بسملةٍ” نستهلّ بها الكلام هي: “سلامٌ عليك شوقي حمادة في علياك”، وسلامٌ على طيفك الحاضر بيننا حضوراً لن يوهنه زمنٌ أو تلاشيه سنون.
نلتقي اليوم ههنا في حضرة الأدب، والأدب – كما تعلمون – ليس حِبْرًا على صفحات، بل هو ذلك الومْضُ الذي يوقظ فينا ما نظنُّه خفت، ويعيد ترتيب ما تناثر من أحاسيسنا على دروب الأيام.
وها هو الكاتب العزيز حكمت بشنق، ابن “مرستي” العابقة برائحة التراب والندى، يقدّم لنا روايته “عشقُ المناديل”، عملاً يخرجُ من بساطة الأشياء ليبلغَ سماكة المعنى، ومن رهافةِ الشعور ليبلغَ صلابة الحكاية، كأنّه أراد أن يقول: إنّ الإنسان يُروى مرّة واحدة…لكنّ الرواية تُنقذه من الفناء مرّات، فيلجأ الى ابتداعها توقاً منه للبقاء.
إنّنا اليوم لا نحتفي بكتابٍ فقط، بل نحتفي بكاتبٍ جعل من اللغة مسكنًا، ومن الذاكرة بستانًا، ومن التفاصيل الصغيرة مناديلَ تمسح التعبَ عن القلوب”.
وتابع :”تحيّة لمرستي التي أنجبت صاحب هذا القلم، وتحيّة للكاتب العزيز، وقد أهدى للأدب اللبناني ثمرةً جديدة صادقةً رصينةً، تشبهه، تمشي على خطٍّ يليق بالجبل وأهله من أجل أن تبقى الكلمة عالية المقام، ويبقى الأدبُ في وطننا جسرًا يعبر عليه الضوء…حين يطول الليل، وليلنا قد طال أيّها الأحبّة، وأخشى ما أخشاه أن يزداد ظلمةً ووحشةً ووحشيةً ، الاّ اذا قضى ربكم مفعولا، وأنزل رحمته بنا وأخرجنا مما نحن فيه الى فجر يليق باللبنانيين وتضحياتهم وتطلّعاتهم، لكن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم، أعاننا الله أن نعمل جميعاً ما يحبه ويرضاه.
وختم :” أودّ أن ألفت باسمك أيها الأخ العزيز حكمت أن المناديل ستكون لكفكفة دموع الحزن على الشهداء الميامين، ولكفكفة دموع الفرح بانبلاج فجرنا الموعود، ولمسح عرق جبين الكادحين العاملين من أجل خلاص الوطن ورفعة الإنسان، لكنها لن تكون، على الاطلاق لن تكون،للتلويح باستسلامٍ أواذعان”.
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.



