أخبار عربية

البحر الأحمر تحوّل إلى ساحة مركزية في توازنات الصراع

كشفت مجلة Seatrade Maritime البريطانية في تقرير حديث أن القوات اليمنية — وتحديداً البحرية التابعة لـأنصار الله — باتت خلال العامين الماضيين تُعتبر “مدرسة عسكرية عالمية” في الحرب البحرية غير المتكافئة.

ووفق التقرير، تعتمد هذه القوات على مزيج من طائرات مُسيّرة، زوارق مفخخة، وصواريخ بحرية بعيدة المدى لاستهداف خطوط الملاحة المرتبطة بالكيان.

وأشار التقرير إلى أن هذه التكتيكات تُعد “رخيصة التكلفة، عالية الأثر، وصعبة الإحباط” — ما يسمح لقوة غير تقليدية وبموارد محدودة بأن تشكل تهديدًا حقيقيًا للسفن في ممرات دولية مهمة مثل البحر الأحمر وباب المندب.

كما لفت التقرير إلى أن هذا الأسلوب لم يعد محصورًا في اليمن فقط — بل بدأ ينتقل إلى ساحات نزاع أخرى: ذكر التقرير أن جهات في أوروبا، كردة فعل على أساليب صنعاء، تبنت تكتيكات مشابهة خلال هجمات على ناقلات في البحر.

خلف هذه المعادلة، بحسب Seatrade Maritime، تحول جذري في مفهوم الحرب البحرية: من الاعتماد على الأساطيل الضخمة إلى أساليب “غير متكافئة” تستخدم التكنولوجيا الحديثة منخفضة التكلفة لتحقيق تأثير كبير.

إنّ الهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر لم تبقَ حدثًا محليًا، بل تحوّلت إلى عنصر مؤثر في حرب غزة ومسار التوترات الدولية. فاستهداف السفن المرتبطة بالكيان أدّى إلى تعطيل جزء من سلسلة الإمداد العالمية ورفع كلفة التأمين والشحن، ما دفع شركات بحرية كبرى إلى تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، في خطوة رفعت زمن الرحلات وتكاليفها بشكل كبير.

ووفق تقارير دولية، فإن هذا التحوّل فرض ضغوطًا اقتصادية على العدو الصهيوني وحلفائه، كما أعاد رسم خريطة المخاطر في التجارة البحرية العالمية، ليصبح البحر الأحمر ساحة مركزية في توازنات الصراع الإقليمي والدولي.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى