ودعا إلى نسيان “ذهنية العلاقة السابقة” بين البلدين وأن “نعطي فرصة للشعبين السوري واللبناني لأن يبنيا علاقة إيجابية في المراحل المقبلة، مبنية على احترام وسيادة” الدولتين، مؤكدا أن بلاده “ستقف على مسافة واحدة من الجميع هناك وسنحاول ان نعالج كل المشاكل من خلال التشاور والحوار”.
وعُرفت العلاقة بين لبنان وسوريا بأنها علاقة شائكة ومعقدة، حيث تجمع بينهما الجغرافيا والتاريخ والتداخل الثقافي، ولكنها أيضا مليئة بالصراعات السياسية والأزمات.
يتشارك البلدان حدودا بطول 330 كيلومتراً غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها.
وجعل هذا الأمر الحدود منطقة سهلة للاختراق من قبل المهربين أو الصيادين وحتى اللاجئين.
وطوال عقود من الزمن، سيطر النظام السوري على لبنان بشكل غير مباشر، خاصة بعد دخول القوات السورية إلى البلاد في عام 1976 خلال الحرب الأهلية.
وقاد ذلك إلى هيمنة سورية على السياسة اللبنانية بشكل كبير، خصوصا في ما يتعلق بالقرارات الأمنية والعسكرية.
واستمر الوجود العسكري السوري في لبنان حتى عام 2005 رغم اعتراضات واسعة النطاق من قطاع كبير من اللبنانيين.
ويعتقد بول مرقص عميد كلية العلاقات الدوليةفي الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ أن زيارة ميقاتي لسوريا ستشكل “باكورة لعلاقات جديدة تؤسس لمرحلة قائمة على الاحترام المتبادل والسيادة المتكافئة”.
ويقول مرقص لموقع “الحرة” إن هناك الكثير من التحديات التي تواجه العلاقات بين لبنان وسوريا وعلى رأسها ملف الاتفاقات الثنائية التي أبرمت تحت “الوصاية السورية”.
بالإضافة لذلك، هناك ملف الحدود اللبنانية السورية المنفلتة وملف المخفيين اللبنانيين قسراً في سوريا، وفقا لمرقص.
وفي سوريا لم يمض على تسلم الإدارة الجديدة سوى شهر واحد، وجاءت على أنقاض حرب أهلية أنهكت البلاد لنحو 13 عاماً.
أما في لبنان فالأوضاع غير مستقرة كذلك، علماً أن تنفس الصعداء بعد انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيسا للجمهورية، الخميس، بعد شغور في المنصب استمر أكثر من سنتين.
من جهته، يقول رئيس الائتلاف الوطني السوريهادي البحرة لموقع “الحرة” إن سوريا مقبلة على مرحلة انتقالية ولبنان أيضا يمكن القول إنه يمر بمرحلة انتقالية.
ويضيف: “في البداية يجب ترسيخ الأمن والاستقرار في البلدين ثم بعدها البدء ببحث القضايا
لبنان ٢٤