يعاني معظم الأطفال في الفترة الأولى من حياتهم من العدوى الفيروسية بسبب تطور ونمو جهاز المناعة لديهم، الاتصال الوثيق مع الأطفال الآخرين، المناعة المحدودة، نقص ممارسات النظافة، والتعرض لبيئات جديدة.
ويعتبر النكاف أحدى العدوى الفيروسية المعدية التي تُسبِّب تضخّمًا مؤلمًا في الغدد اللُّعابيّة.
بحسب الأخصائي في طب الأطفال الدكتور نيكولا عطية، عندما يصاب الطفل بالنكاف، فقد يعاني من أعراض مختلفة، لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو تورّم الخدين والفك. كما يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى التهاب الحلق والصداع والحمى والتعب وآلام العضلات وصعوبة المضغ أو البلع. قد لا تظهر أي أعراض على بعض الأطفال على الإطلاق، لكن لا يزال بإمكانهم نشر الفيروس للآخرين. ويؤدي حدوث هذه الأَعراض خلال 12 – 24 ساعة الى ظهورَ تورُّمٍ في الغدد اللُّعابيَّة، والذي يبرزُ بشكلٍ أكبر في اليوم الثاني ويستمرُّ من 5 إلى 7 أيَّام.
الوقاية والعلاج
واشار عطية الى ان أفضل طريقة للوقاية من النكاف، هي الحصول على اللقاح الذي يدرب جهاز المناعة على محاربة هذه الفيروسات. فمن خلال تلقّي اللقاح، يمكنك حماية نفسك والآخرين من الإصابة بالنكاف. وفي حال الإصابة بالنكاف، فلا يوجد علاج محدد له، ولكن يمكن اتباع هذه الخطوات للشعور بالتحسن: الحصول على قسط كبير من الراحة، وشرب الكثير من السوائل، وتناول الأطعمة الطرية، وتناول مسكنات الألم.
اضاف: “في معظم الحالات، لا يكون النكاف خطيراً ويتحسن من تلقاء نفسه بعد أسبوع أو أسبوعين، ولفت الى ان الجرعة الأولى من لقاح النكُّاف، والذي هو أحد اللُّقاحات الروتينيَّة خلال مرحلة الطفولة، تُعطى عندما يتراوح عمر الطِّفل بين 12 و 15 شَهرًا.وتعطى الجرعة الثانية عندما يتراوح عمر الطفل بين 4 و 6 سنوات.يحتوي اللقاح المُستَعمل على توليفةٍ من اللُّقاحات.تحتوي هذه التَّوليفة على لقاح الحَصبَة والنُّكاف والحَصبَة الألمانية (MMR)، كما تحتوي في بعض الأحيان على لقاح الجدري (جدري الماء).”
ماذا عن المضاعفات؟
بحسب عطية، تزداد احتمال حدوث مضاعفات النكاف بين الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم، وقد تحدث أيضًا حتى في حال لم تتورم الغدد اللعابية لدى المريض. وتحدث المضاعفات عندما يصيب الفيروس الأنسجة الأخرى في الجسم، ويمكن أن تشمل الآتي:
تورم الخصية: تسبب هذه الحالة المعروفة بالتهاب الخصية ألمًا شديدًا وتكون شائعة في حالات الإصابة بالعَدوى بعد سن البلوغ، وقد يؤدي تورم الخصية إلى صغر حجمها وضعف الخصوبة.
تورم المبيضين: تسبب هذه الحالة المعروفة أيضًا بالتهاب المبيض الألم واضطرابات المعدة والقيء والحمى. وتكون شائعة في حالات الإصابة بالعَدوى بعد سن البلوغ، فيما أنها أنها لا تؤثر على الخصوبة.
التهاب الدماغ: هو تورم أو التهاب في الدماغ يسبب تلف الأنسجة. وقد تسبب هذه الحالة تغيرات في الوعي ونوبات وفقدان السيطرة على العضلات.
التهاب السحايا: هو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي أو تورمها. ويمكن أن تسبب هذه الحالة الصداع والحمى وتيبّس عضلات الرقبة، ونادرًا ما يسبب التهاب السحايا المرتبط بالنكاف أي مشكلات طويلة المدى.
فقدان السمع: يمكن أن يحدث فقدان السمع فجأة أو بالتدريج بمرور الوقت، ويتحسن السمع عادةً بعد الشفاء من المرض.
(صحيفة الديار)
