أخبار لبنان

العيد في القرى الحدودية: عودة لإثبات الحضور وزيارة الأضرحة

يمضي أبناء البلدات والقرى الحدودية عيد الفطر عند أضرحة شهدائهم وموتاهم، ثم يعودون إلى مناطق نزوحهم القسري. لا بيوت تأويهم بعدما استخدم العدو الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة مدمراً الحجر والبشر هناك. لكن سيحرم الكثير من أبناء تلك القرى من قراءة الفاتحة على أحبتهم، بعدما أقتلعت صواريخ الطائرات الإسرائيلية قبورهم وشواهدها.

لطالما كان أغلب أبناء تلك القرى، الموزعين سكنياً في مختلف المناطق ولا سيما بيروت، يقصدون قراهم وبيوتهم لتمضية فترة الأعياد فيها. أما اليوم فسيكتفون بوضع الورود على القبور والأضرحة، ويشعلون البخور ويحولون رخام القبور إلى نهر من الدموع، ثم يعودون إلى بقاع نزوحهم القسري، علهم في الأعياد القادمة يرجعون إلى قراهم وبيوتهم بعد إعمارها.

على أبواب عيد الفطر، بدأ الأهالي في البلدات والقرى الممتدة من الناقورة وطيرحرفا وصولاً إلى الخيام وكفرحمام يتحضرون للزيارات الجماعية والفردية إلى مقابر الشهداء صبيحة العيد وإقامة الصلاة بعد التنسيق مع الجيش اللبناني. غالبية بلدات القطاع الغربي لم تشهد عودة العائلات إلى اليوم( طيرحرفا، الجبين، شيحين، يارين، البستان، الزلوطية، مروحين، شمع وغيرها) بينما تشهد معظم قرى بنت جبيل ومرجعيون، بإستثناء مارون الراس وكفركلا، حتى اليوم عودة إضافية، على أن يرتفع منسوبها بعد إنقضاء شهر رمضان وعيد الفطر. وذلك ربطاً بالأوضاع الأمنية وعدم توفر الخدمات وعلى رأسها الكهرباء والمياه.

في بلدة الناقورة فيهتم علي مهدي بأضرحة الشهداء في بلدته المدمرة، ومن بينها ضريح شقيقه الذي سقط في العدوان الإسرائيلي الأخير. ويقول مهدي: “سنزور الناقورة المزروعة بقلوبنا للتبرك بالشهداء الذين أعطوا لهذه الأرض القيمة الحقيقية. لكن للأسف سنعود إلى منزل نزوحنا في صور لتمضية العيد، بعدما أصبح منزل الضيعة ركاماً ينتظر الإعمار، ونأمل أن يتحقق ذلك قريباً حتى نستقر في بلدتنا”.

بخلاف القرى السابقة، سجّلت بلدة عيترون أكبر عودة للأهالي من بين قرى الحافة الأمامية. وتحولت مقبرة الشهداء فيها إلى مزار دائم، ستكون محجة لأهالي الشهداء وأبناء البلدة مع أيام العيد الأولى.

وكان قد قطع جندو العدو الشارع العام الرئيسي في منطقة الفاصلة بين حولا وهونين – مركبا.

من حولا في القطاع الأوسط وصولاً إلى الخيام في القطاع الشرقي، نالت العديد من القرى نصيبها من الدمار، ولا سيما قرى العديسة وكفركلا والطيبة. فلا بيوت يعود إليها أبناء تلك القرى لتمضية فترة الأعياد. أما في مدينة الخيام فقد بدأت البلدة تشهد عودة ملحوظة للسكان للإقامة الدائمة. ويؤكد إبن الخيام محمد خريس هذا الأمر مشيراً إلى أنه بعد انتهاء الأعياد سيعود المزيد من الأهالي، وذلك بالتزامن مع إنطلاق عملية دفع التعويضات. إذ يعتزم أصحاب المنازل المتضررة مباشرة أعمال الترميم، في ضوء تحسن الخدمات تدريجياً في المدينة.

وفي بلدة كفرحمام في قضاء حاصبيا، تطوع عدد من أهالي البلدة، بالتنسيق مع البلدية، لتأهيل المقبرة وتنظيفها من الأعشاب وآثار العدوان الإسرائيلي، كي يتسنى للأهالي المقيمين والنازحين زيارة شهداءهم. ويوضح أمين صندوق البلدية حسيب عبد الحميد أن 85 عائلة من أصل 140 كانت تقيم بشكل دائم، عادت مؤخراً. وسيكتفي أبناء البلدة بزيارة المقبرة خلال العيد، والعودة مجدداً إلى مناطق نزوحهم. لكن بعد انتهاء العام الدراسي وترميم المنازل ستشهد البلدة مزيداً من العائدين.

المدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى