اقتصاد

بين الشائعات والواقع.. هل من تعديل مرتقب في سعر الخبز؟

سوق القمح العالمي يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أسعاره، بحسب ما يُتداول، اذ ارتفعت بنسبة 4.17% هذا الأسبوع، لتصل إلى أعلى مستوى لها في شهر، وقفز السعر من 545 دولاراً للطن الواحد إلى 568 دولاراً قبل أن يتراجع قليلاً إلى 565 دولاراً.

هذا الارتفاع أثار تساؤلات حول انعكاسه المحتمل على أسعار الخبز في لبنان، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف به وتجعل أي تغيير في الأسعار موضع اهتمام كبير للمواطنين. فهل هذا صحيح؟

لا تعديل مرتقب في سعر ربطة الخبز
صاحب أحد الأفران المتوسطة في بيروت، أكد في حديث لموقع “لبنان الكبير”، أن سعر ربطة الخبز الكبيرة لا يزال ثابتاً عند 65 ألف ليرة لبنانية، ولا مؤشرات حتى الآن على تغييره في المستقبل القريب.

وقال: “كما يعلم الجميع، نحن في قطاع الأفران نتابع بصورة دقيقة أسعار الطحين وتكاليف الإنتاج.

حتى الآن، لا تعديل مرتقب في سعر ربطة الخبز، لأن الارتفاع الحالي في أسعار القمح عالمياً لم ينعكس بعد على كلفة الإنتاج لدينا.

ولكن، في حال استمر هذا الاتجاه التصاعدي لفترة طويلة، فقد تكون هناك إعادة تقييم للأسعار”.

وأشار إلى أن العوامل المؤثرة على سعر الخبز لا تقتصر على سعر القمح وحسب، بل تشمل أيضاً أسعار المحروقات، وكلفة الكهرباء واليد العاملة، فضلاً عن تكاليف النقل والاستيراد.

وأضاف: “العمل في الأفران أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى. ارتفاع أسعار الغاز المستخدم في الأفران، وزيادة تكاليف النقل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، كلها عوامل تضغط علينا.

نحن نحاول المحافظة على الأسعار، لكن التحديات مستمرة، ونعتمد بصورة كبيرة على استقرار السوق وعدم حدوث أزمات استيراد تؤثر على الطحين.”

هل يكفي مخزون القمح في لبنان؟
بحسب مصادر في قطاع الطحين، فإن لبنان يمتلك حالياً مخزوناً من القمح يكفي لفترة تتراوح بين 3 و4 أشهر، وهو ما يخفف من تأثير أي ارتفاع مفاجئ في الأسعار العالمية على السوق المحلي.

ويعتمد لبنان بصورة أساسية على استيراد القمح الطري من دول أوروبا، وتحديداً من رومانيا، لاستخدامه في صناعة الخبز، فيما يقتصر الانتاج المحلي من القمح، الذي يقدَّر سنوياً بين 20 و30 ألف طن، على الأنواع القاسية المخصصة لصناعة المعكرونة والسميد.

استقرار الأسعار راهناً.. ولكن ماذا بعد؟
على الرغم من التطمينات حول عدم تعديل سعر ربطة الخبز حالياً، تبقى الأوضاع الاقتصادية والمالية غير مستقرة، ما يجعل أي تغيير محتمل مرتبطاً بعوامل عدة، أبرزها استمرار الدعم الحكومي للقمح، وتوافر العملات الأجنبية اللازمة للاستيراد، وتطورات أسعار الطاقة والنقل.

وفي هذا السياق، قال صاحب الفرن لموقع “لبنان الكبير”: “نحن نعمل ضمن هامش ربح ضيّق للغاية، وإذا ارتفعت التكاليف بصورة كبيرة، فستكون هناك ضرورة لإعادة النظر في التسعير.

لكن حتى اللحظة، لا نزال نبيع بالسعر نفسه، وهدفنا الأساسي هو الاستمرار في تلبية حاجة المواطنين من دون تحميلهم أعباء إضافية.”

وأكد أن “المشكلة الأكبر التي نواجهها اليوم هي القدرة الشرائية للمواطن. حتى لو بقي سعر ربطة الخبز ثابتاً، فإن الأوضاع الاقتصادية تجعل الناس عاجزين عن شراء كميات كافية من الطعام. نحن نرى ذلك يومياً، بحيث بات البعض يطلب ربطة واحدة فقط بعدما كان يشتري ثلاثاً أو أربعاً.

هذا أمر مؤلم، لأن الخبز هو الأساس في كل بيت، ولا نريد أن نصل إلى مرحلة يصبح فيها الحصول عليه صعباً على المواطن العادي.”

سيف: سعر ربطة الخبز مستقر
رئيس نقابة صناعة الخبز في لبنان طوني سيف، أكد لموقع “لبنان الكبير”، أن ما يُشاع عن ارتفاع سعر القمح عالمياً غير صحيح بتاتاً، وبالتالي لا تأثير على سعر ربطة الخبز محلياً.

وقال: “في الواقع، سعر القمح لم يشهد أي ارتفاع، بل يتراوح حالياً بين 260 و270 دولاراً للطن، ولا صعود في الأسعار. كما أن موسم القمح لم يتحدد سعره بعد، لأنه عادة ما يشهد تغيرات في أوائل شهر حزيران، خصوصاً في أوروبا وروسيا وأوروبا الشرقية.

”وشدد على أن المخزون الحالي من القمح في لبنان يكفي لفترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر، ما يضمن استقرار سعر ربطة الخبز في الوقت الراهن، مشيراً الى أن “لا مستجدات تستدعي القلق بشأن الخبز أو تسعيرته.

لبنان يعتمد على الاستيراد مع إنتاج محلي محدود أما عن إنتاج لبنان من القمح، فأوضح سيف أن الكميات المحلية تبقى محدودة، بحيث يُقدَّر الانتاج السنوي بين 20 و30 ألف طن، وهو من النوع القاسي المستخدم في صناعة المعكرونة والسميد وطحين الفرخة، وليس في إنتاج الخبز، لافتاً إلى أن لبنان يعتمد بصورة أساسية على استيراد القمح الطري من أوروبا، لا سيما من رومانيا، لتلبية احتياجات السوق المحلية.

ورأى سيف ضرورة استقرار الإمدادات وتأمين المخزون الكافي لضمان استمرار استقرار الأسعار، مؤكداً أن القطاع يواجه تحديات عدة، لكن ليس هناك أي تغيير مرتقب في سعر الخبز في الوقت الحالي.

الانباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى