فور نجاح أحمد الشرع في السيطرة على بعض سوريا وعاصمتها، سارعت ” إسرائيل” إلى تدمير كل الأسلحة والقواعد والموانئ العسكرية ومراكز البحوث العلمية السورية، وإلى احتلال عدة مدن وقرى ومواقع استراتيجية في سوريا حتى وصلت” إلى مشارف العاصمة دمشق وإلى قمم جبل الشيخ.
وسارعت تركيا إلى احتلال حلب وحماه وبعض الأرياف، وسرقت المصانع والمتاحف والثروات، وثبتت أميركا احتلالها لآبار النفط.
ظننا حينذاك أن أحمد الشرع ورهطه سيسارعون إلى إعلان التعبئة العامة وإعلان الجهاد لتحرير بلدهم، وظننا أن المظاهرات الشعبية ستعم أنحاء سوريا للتنديد بهذه الاحتلالات.
ولكن للأسف، ما حصل هو التالي بدأ المسؤولون الجدد بإعلان عزمهم على عقد اتفاقيات سلام مع “إسرائيل” بلا شروط.
استمر الناس بالرقص في الساحات احتفالاً بإسقاط الأسد ولم يكترثوا بسقوط سوريا.
بدأت جبهة النصرة في دمشق تنظم مظاهرات لأنصارها تطالب فيها بإطلاق سراح مشايخ التكفير والفتنة في لبنان، لا لشيء سوى لأنها كانت تدعو إلى مقاتلة الشيعة.
استمر مسلحو أحمد الشرع بالاعتداء على الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية حتى سقط عدة شهداء.
وتابعوا مهمتهم بتوجيه التهديدات للشيعة والمسيحيين بالذبح، وبتوزيع فيديوهات لنشر الهلع بين الناس، واستمروا بإذلال السوريين من غير الطائفة السنية، وراحوا يذبحون بعضهم ويجبرونهم على النباح كالكلاب، ثم يرمونهم بالرصاص أو يقطعون رؤوسهم بالسكاكين.
هل هكذا تكون ثورات الشعوب؟ تنسى بلدانها محتلة ومنهوبة ومسروقة ومخترقة من كل العساكر وأجهزة مخابرات الغرب ودول العربدة، وتقتل أتباع الطوئف الأخرى، ثم تتوجه لشتم الآخرين والاعتداء عليهم واتهامهم بتهم باطلة وكاذبة لإشعال الفتن والحروب ضدهم؟
نعتقد أن حبيب الغرب أحمد الشرع وجنوده لا يجيدون الكذب فحسب، بل أيضاً يسيئون تقدير بأس اللبنانيين عندما يبرزون للدفاع عن وجودهم وشرفهم وكرامتهم وبلادهم.