اخبار اقليمية

لقاء مرتقب بين نتانياهو وإردوغان.. لهذه الأسباب يحتاجانه

كشف تقرير لوكالة “بلومبرغ” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يخطط لزيارة إلى تركيا الشهر المقبل، حيث يلتقي بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ونقلت بلومبرغ عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن نتانياهو وإردوغان يخططان لعقد لقاء بينهما الشهر المقبل في العاصمة التركية أنقرة، في محاولة لتحسين العلاقات التي طالما شهدت توترات بين البلدين.

وأضافت الوكالة أن تركيا وإسرائيل بالفعل حليفان عسكريان مقربان وتربطهما أيضًا علاقات تجارية وسياحية، ومن المقرر أن يشهد الاجتماع المرتقب بحث سبل بدء إرسال شحنات الغاز من إسرائيل إلى تركيا ثم أوروبا.

وأوضحت “بلومبرغ” أن البلدين يحاولان تحسين العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة، حيث توصلت إسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب عام 2020، وتسعى لخطوة مماثلة مع السعودية.

ويعاني الزعيمان من ضغوط داخلية قوية، فهناك مظاهرات ضخمة ضد نتانياهو بسبب مشروع تعديلاته على السلطة القضائية، في حين يعاني إردوغان بسبب تراجع الاقتصاد في بلاده وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الشهر الماضي وتعهده بحل الأزمة.

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، إن نتناياهو يبحث في هذه المرحلة عن أي زيارة خارجية بارزة بعدما تأجلت زيارته إلى الإمارات، ولم يتم دعوته لزيارة الولايات المتحدة منذ توليه منصبه مجددًا، وفي ظل التوتر الداخلي بسبب مشكلة التعديلات القضائية.

وأضاف في تصريحات لـ”الحرة”، أن فكرة زيارة تركيا تأتي في ظل “تحسن العلاقات بين البلدين بعد زيارة رئيس الدولة هرتسوغ العام الماضي”، مضيفًا أن الزيارة ربما تكون من “منطلق تعزيز التعاون بين البلدين وتحسين العلاقات الشخصية بين نتانياهو وإردوغان”.

فيما يرى الباحث السياسي التركي، هشام جوناي، أن هناك تغيرا كبيرا في السياسة الخارجية التركية في الآونة الأخيرة حيث بدأ إردوغان “تحسين علاقات كان يسودها التوتر مثل السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل”.

وأضاف أن نتانياهو يرغب في إعادة العلاقات لسابق عهدها مع إسرائيل، وأن الزيارة التي يرد الحديث عنها مهمة وستشهد مناقشات سياسية مرتبطة “بإعادة النظر في المواقف التركية حيال إسرائيل، وهناك أحاديث في أنقرة عن تعاون عسكري كما في السابق وربما مناورات عسكرية محدودة النطاق”. وأكد “الزيارة تشير إلى أن تركيا تعيد حساباتها في السياسة الخارجية”.

ومن بين المسائل الأخرى التي يرغب نتانياهو وإردوغان في تسويتها، هي مسألة التعاون في مجال الطاقة والغاز وخصوصا فيما يتعلق بمد أنبوب من إسرائيل إلى تركيا ثم أوروبا.

وكان الرئيس التركي أعرب خلال استقباله هرتسوغ العام الماضي، استعداد بلاده للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة ومشاريع أمن الطاقة.

وقال بحسب فرانس برس: “لدى تركيا الخبرة والقدرة على تطبيق مشاريع كهذه. أظهرت التطورات الأخيرة في منطقتنا مجددا أهمية أمن الطاقة”.

وأوضحت الوكالة أن المشروع المقترح لأنبوب الغاز يمر عبر مياه متنازع عليها في شرق المتوسط، وهي منطقة تثير خلافات عادة بين تركيا من جهة، واليونان وقبرص من جهة أخرى.

واعتبر المحلل التركي أن الزيارة التي يشير إليها تقرير بلومبرغ “مهمة جدًا حيث سيتم بحث المسائل الاقتصادية وبينها بالطبع الطاقة وخصوصًا الغاز الطبيعي شرق المتوسط”.

فيما أوضح المحلل الإسرائيلي للحرة، أن الجانبين سيناقشان بالتأكيد زيادة التنسيق الأمني بينهما، مشيرًا إلى أن إردوغان يريد “طرح موضوع مد أنبوب الغاز من إسرائيل عبر البحر المتوسط، وتركيا تهتم بهذا الموضوع لكن إسرائيل مترددة”.

وأوضح أن السؤال هنا يتوقف على مدى تغير الموقف الإسرائيلي حيث هناك “مخاوف من أنه حال حدوث أي توتر مستقبلي بسبب القضية الفلسطينية على سبيل المثال، يمكن لإردوغان وقف مد الغاز عبر الأنبوب”.

ووفقاً لفرانس برس فإن مثل هذا لمد خط الأنابيب من الحقول الإسرائيلية إلى تركيا قد يكلّف 1,5 مليار دولار.

Lebanon 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى