رفع العدو الاسرائيلي من منسوب العدوان على لبنان خلال الاسبوع الماضي مستهدفا بيئة المقاومة وشبابها واحد ابرز قياداتها الشهيد القائد الجهادي الكبير الحاج ابراهيم عقيل(الحاج عبد القادر) مع ثلة من المجاهدين، وتخطى العدو بذلك كثيرا من قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء التي لا تهدف فقط الى استهداف الجسم العسكري انطلاقا من الحرب الدائرة بين غزة وجبهة الاسناد اللبنانية، بل اعتدى العدو على المدنيين وعرضهم بشكل واضح للخطر وقتلهم لا فرق في ذلك بين الرجال والنساء والاطفال.
“محاولات للمس بالثقة بين المقاومة وبيئتها”، هذا ما قد جرى مؤخرا التداول به في وسائل الاعلام المختلفة لا سيما تلك التي تحاول ضخ الشائعات والاخبار التي تهدف للمس بالامن الاجتماعي لبيئة المقاومة في سياق الحرب النفسية والاعلامية التي تخاض من قبل العدو ضد لبنان وشعبه وبالتحديد ضد المقاومة وأهلها، في محاولة لإظهار ان السيطرة والتحكم قد فقدت وإثارة القلاقل لتخويف الناس ودفعهم للامتعاض مما يجري ورفع الصوت للتعبير عن مخاوف، وقد أشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الاخيرة الى ذلك حيث قال “العدو هدف كذلك من خلال مجزرتي الثلاثاء والاربعاء الى ضرب البنية وضرب نظام القيادة والسيطرة وتشيع حالة الوهن والارتباك في قيادة حزب الله وهذا لم يحصل لحظة واحدة على الاطلاق…”.
وبالحقيقة انه بهذا السياق كل الوقائع تكذب العدو وتظهر نفاقه ووسائل الاعلام المروجة لغايات ومخططات الصهاينة، فكل ما جرى ويجري منذ بدء جبهة الإسناد اللبنانية لعزة يظهر ان بيئة المقاومة(وكثير من شرائح الشعب اللبناني) كلها بدون استثناء تقف الى جانب قياداتها وشبابها، والأدلة على ذلك اكثر من ان تعد او تحصى، بدءا من اهالي القرى الجنوبية الذين نزوحوا من قراهم بسبب العدوان الصهيوني وصولا الى عوائل الشهداء والجرحى وليس اخرهم عوائل شهداء وجرحى “تفجيرات البايجر”، والجرحى أنفسهم بكل ما عبروا عنه من ثبات وعزيمة وقوة وصلابة منقطعة النظير، حيث أكدوا الوقوف رهن إشارة ما تقرره المقاومة وسيدها السيد حسن نصر الله، وهناك شواهد حية عن أمهات وزوجات الجرحى عندما سُئلوا كيف هي أحوالهن وجرهاحن في غرف العمليات فجاء الرد على نهج السيدة زينب بنت الامام علي(ع) في كربلاء من العام 61 للهجرة وما بعدها بأن “ما رأينا إلا جميلا…”، وبنفس الإطار جاءت ردود أمهات وزوجات وبنات الشهداء في هذه الحرب وعلى مدى كل السنوات الماضية.
وهنا المسألة ليست شعارات او كلمات تكتب لرفع المعنويات، بل إن هذه البيئة طالما أثبتت منذ ما قبل العام 1982 وصولا الى عامي 1993 و1996 ومن ثم ما تلا تحرير الجنوب والبقاع الغربي وصولا الى عدوان تموز 2006 وما بعده من حرب صهيونية اميركية بلبوس الجماعات التكفيرية الارهابية وما لحقها من حصار وحرب اقتصادية على لبنان، الى ما نشهده اليوم بمواجهة العدوان الصهيوني من ترجمة عملية لكل مبادئ الانتصار في مدرسة عاشوراء الامام الحسين(ع)، فهذه البيئة أثبت بالتجارب العملية وما تزال أنها بيئة مضحية صابرة صاحبة بصيرة محتسبة تمتلك كل معاني الفخر والعزة والقوة، تقف بثقة وثبات خلف قيادتها وتنتظر ما يطلبه سيد المقاومة منها، وكلنا يشهد كيف ان الناس طالما قدمت الغالي والنفيس وعند السؤال تقول “فدا المقاومة وفدا السيد”، باختصار هي بيئة ينطبق عليه قول: “يا جبل ما يهزك ريح”.
وهذا الشعب الذي طالما خاطبه السيد نصر الله في اكثر من مناسبة بأشرف الناس واكرم الناس.. وهي كلمات لم يستخدمها سيد المقاومة من فراغ بل جاءت نتيجة تجارب طويلة أظهرت المعدن الحقيقي المميز والشريف لهذه البيئة التي طالما سعت للتضحية في سبيل الله ونصرة الارض والوطن.