قال عبد السلام هنية، نجل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية، إن “وقف العدوان على شعبنا، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، هو الرد الأفضل على جريمة الاغتيال في طهران”.
وكشف هنية في حوار مع “القدس العربي” أن منفذي عملية الاغتيال تتبّعوا هاتف والده النقال، واستهدفوا مكان إقامته في مبنى يتبع للحرس الثوري الإيراني، بدقة شديدة عبر صاروخ موجه، وليس بعبوة ناسفة زُرعت في غرفته.
وهذا نص الحوار مع عبد السلام هنية:
– كيف تلقيت خبر استشهاد والدك وأين كنت في تلك اللحظات؟
كنت في إسطنبول بتركيا، وعند الساعة 5.30 من فجر يوم الأربعاء، 31 يوليو/ تموز الماضي، وصل أحد الشباب وأبلغني أن الوالد تعرض لمحاولة اغتيال، وأنه مصاب بجروح خطيرة جدا. فقلت له إن الوالد استُشهد.
بالصدفة، وفي ليلة الاغتيال، وصلت والدتي إلى تركيا. فدخلتُ عليها، وأبلغتها أن زوجها أصيب بجروح خطيرة، ثم بعد دقائق أخبرتها أنه استُشهد.. أجهشتْ بالبكاء، لكنها تحملت وحمدت الله وشكرته على هذا المصاب الأليم.
بمجرد أن شاع الخبر في الإعلام، وصلت قيادة حركة حماس التي كانت متواجدة في تركيا برئاسة خالد مشعل إلى مكان إقامتي. ثم تلقينا اتصالا من الرئيس رجب طيب أردوغان بعد عملية الاغتيال بـ45 دقيقة يعزّينا باستشهاد الوالد. أيضا اتصلت بِنا المخابرات المصرية، ثم أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، وشخصيات عديدة أيضا.
بعد عملية الاغتيال مباشرة، لم يكن لدي تواصل مع الأخوة الذين تواجدوا مع والدي في إيران لفهم ما جرى. وصار الترتيب أن ننتقل من تركيا إلى الدوحة، التي تقرر دفن الجثمان فيها؛ لأنها مكان الإقامة المؤقتة للوالد منذ عام 2019.
بعد ذلك مباشرة، سافرتُ إلى طهران برفقة أخي همام، ووصلنا إلى الجنازة مباشرة، وشاركنا في مراسم التشييع المهيبة.
– قابلتَ “المرشد الإيراني” آية الله علي خامنئي في صلاة الجنازة.. ماذا قال لك؟
آية الله خامنئي وجميع القيادة الإيرانية كانوا متأثرين جدا بما حصل، وعزّانا بالوالد. كانت الإشارات على وجوههم تشي بأنّ ما حدث كبير جدا بحق إيران وضيفها. ولكن لم يتحدثوا في تلك اللحظات بأي تفاصيل حول عملية الاغتيال، فقد كانت التحقيقات في بدايتها.
– بحسب ما وصلك من معلومات، كيف وقعت جريمة الاغتيال، وأين وصلت التحقيقات الإيرانية؟
الإيرانيون أخبرونا أن عملية الاغتيال حدثت باستخدام صاروخ يحمل رأسا شديد الانفجار بزنة 7.5 كيلوغرام.
الأخوة الذين كانوا متواجدين مع والدي، إضافة إلى الإيرانيين، يعتقدون أن منفذي الاغتيال حددوا مكان والدي بدقة عبر تتبع هاتفه النقال، حيث كان دائما وبعد أن ينهي أعماله في النهار، يتفقد هاتفه ليلا قبل أن ينام، ويرد على الرسائل التي وصلت إليه. عدا عن أن أبي شخصية سياسية معروفة، وحضر حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وكان متواجدا في مبنى معروف للجميع يتبع للحرس الثوري الإيراني.
الصاروخ استهدف مكان والدي في الغرفة بدقة شديدة، إلى درجة أنه اخترق الجدار خلف السرير مباشرة. ونتيجة القوة التفجيرية، استشهد مرافقه وسيم أبو شعبان الذي كان في تلك اللحظة خارج الغرفة، جراء إصابته بالشظايا.
أما بالنسبة لحركة حماس، فهي تتابع ملف جريمة الاغتيال والتحقيق بالتنسيق مع الإيرانيين الذين يحاولون تحديد مكان إطلاق الصاروخ، وهل تم القصف من طائرة مسيّرة أو من طائرات مقاتلة، أو بوسيلة أخرى.
كذلك، فإن التحقيقات الإيرانية، نفت اغتيال الشهيد عبر عبوة متفجرة زُرعت في غرفته أو أسفل سريره، والشواهد في المكان أيضا لا تشير إلى ذلك.
– برأيك، هل تأخر الرد الإيراني؟ وكيف تتوقع أن يكون شكله إذا حدث؟
كعائلة الشهيد، نحن نقول إن اليد التي امتدت لقتل الشعب الفلسطيني والأطفال والنساء ووالدنا، يجب أن تُقتطع. وأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية وضع حد لحرب الإبادة التي يشنها بنيامين نتنياهو على شعبنا.
أما طبيعة الرد، فهي أمر متروك للسياسيين ولإيران. وبرأيي الشخصي، فإن وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، هو الرد الأفضل على جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية.