فقد لبنان والمقاومة وفلسطين رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص، الذي يلقب بـ “ضمير لبنان”، عن عمر ناهز (95) عاماً، وبعد صراع طويل مع المرض.
رحل ضمير لبنان، وصاحب الكلمة السواء، وعنوان المقاومة، وسند المجاهدين، ورمز المواقف الوطنية. الرئيس الراحل من مواليد 20 كانون الاول 1929، كان رئيساً للحكومة يوم تحرير الجنوب في العام 2000، وشغل منصب رئاسة الوزراء خمس مرات، مرتين في عهد الرئيس الياس سركيس ومرة في عهد الرئيس امين الجميل ومرة في عهد الرئيس الياس الهراوي ومرة في عهد الرئيس اميل لحود.
تولى الرئيس الحص خمس حقائب وزارية بين الاعوام 1976 و2000 : هي حقائب الخارجية والمغتربين، الصناعة والنفط، الاعلام والاقتصاد والتجارة، التربية الوطنية والفنون الجميلة والعمل.
انتخب عضوا في مجلس النواب لدورتين متتاليتين وقام بدور مهم في اقرار اتفاق الطائف.
كما شغل مناصب عدة أبرزها، عضو عمدة دار الايتام الاسلامية، وعضو مجلس امناء صندوق العون القانوني للفلسطينيين 2003، وامين عام منبر الوحدة الوطنية 2005، ورئيس مجلس امناء المنطقة العربية لمكافحة الفساد 2005، وعضو مجلس امناء المؤسسة العربية الديموقراطية 2007، وعضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، وعضو مجلس امناء جامعة المنار في طرابلس.
له 19 مؤلفا ابرزها: سلاح الموقف (بيروت، 2006)، تعالوا الى كلمة سواء ( بيروت ، 2005)ـ محطات وطنية وقومية (بيروت،2002)، للحقيقة والتاريخ (بيروت،2000)، لبنان على المفترق( بيروت، 1983).
الرئيس الراحل متزوج من السيدة ليلى فرعون (توفيت عام 1990)، ولديهما ابنة وحيدة هي الاستاذة الجامعية الدكتوراه وداد. خسر لبنان شخصية بمستوى الوطن، ولكنه سيبقى في وجدان كل اللبنانيين والمقاومين.
ويشيع الرئيس سليم الحص ظهر يوم غد الاثنين الى مثواه الاخير وتقام صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر بعد صلاة الظهر في مسجد الامام الاوزاعي ويوارى في الثرى في مدافن مقام الامام الاوزاعي.
وتقبل التعازي بعد الدفن في قاعة الدكتور محيي الدين برغوت- مسجد الخاشقجي وذلك من الساعة الرابعة بعد الظهر لغاية الساعة السابعة مساء.
والثاني يوم الثلاثاء 27 والثالث يوم الاربعاء 28 اب الحالي في قاعة الدكتور برغوت في مسجد الخاشقجي وذلك من الساعة الاولى بعد الظهر لغاية السابعة مساء، للرجال والنساء.
حداد 3 أيام على وفاة الرئيس الحص
وأصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مذكرة رقم 28/2024 اعلن فيها الحداد الرسمي على وفاة رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص، الذي إنتقل الى رحمته تعالى يوم الأحد الواقع فيه 25/8/2024.
وجاء في المذكرة:
“تنكس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، لمدة ثلاثة أيام إعتبارا من يوم غد الإثنين ولغاية يوم الأربعاء الواقع فيه 28/8/2024 ضمنا، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الأليمة. تغمد الله الفقيد الكبير بوافر رحمته وأسكنه فسيح جناته”.
ميقاتي نعى سليم الحص: رحل في أصعب مرحلة يحتاج فيها لبنان الى ضميره وحسه الوطني والعروبي
صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الآتي: “بكل حزن وأسى، أنعي الى اللبنانيين دولة الرئيس سليم الحص الذي رحل في أصعب وادق مرحلة يحتاج فيها لبنان الى ضميره وحسه الوطني والعروبي والى حكمته ورصانته وحسن ادارته الشأن العام.
الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته. صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية. كان اقتصاديا بارزا ومثال الخبرة والاخلاق والعلم، يضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز.
الرئيس الحص الذي وصل إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، ليكون رئيس حكومة ناجحاً في لبنان، ويستحق بعد سنوات من العطاء والتضحية لقب “ضمير لبنان” ويدخل الى الابد في وجدان اللبنانيين. رحمه الله واسكنه فسيح جنّاته”.
الرئيس بري: برحيله يفقد الوطن قيمة من قيمه الإنسانية التي تجمع النقاء والصفاء والقامات الشامخة
نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس السابق الدكتور سليم الحص قائلاً: “في الزمن الذي يفتقد فيه لبنان الى النقاء والصفاء والقامات الوطنية الشامخة، يفقد الوطن قيمة من قيمه الإنسانية التي جمعت كل تلك الخصال وأكثر، دولة الرئيس الدكتور سليم الحص، رجل الدولة والإنسان في ذمة الله .
وختم: “الى اللبنانيين عامة وأبناء العاصمة بيروت أسمى آيات العزاء وللراحل الكبير الرحمة، وإنا لله وإنا اليه راجعون”.
لحود: الحص كان نظيف الكفّ وحسن السمعة وهذا ما نخشى أن يصبح عملةً نادرة جدّاً
وتوجّه الرئيس العماد اميل لحود “بالتعزية الى عائلة رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص والى الشعب اللبناني بفقدان قامة وطنيّة كبيرة، كما فقدنا برحيله صديقاً عزيزاً وشريكاً أساسيّاً في عهدنا عبر ترؤسه الحكومة الأولى”.
وأضاف لحود، في بيان: “يسهل أن نتحدّث عمّا تميّز به الراحل من صفات، إذ كان دائم التميّز وتولّى رئاسة حكومات في مراحل دقيقة من تاريخ لبنان تتطلّب حسّاً وطنيّاً، ليحدّ من الأضرار، حرباً، وليؤدّي دوراً في النهوض سلماً. لكنّ ميزته الأساسيّة أنّه لا يشبه الطبقة السياسيّة، إذ لم يطلب شيئاً لنفسه ونبذ الطائفيّة، وما أحوجنا اليوم الى أمثاله”.
وختم لحود: “فارقنا سليم الحص، ولكن إرثه وتاريخه الوطني وقيمه الأخلاقيّة سيبقون علامةً فارقة، إذ كان مثلاً حيّاً على أنّه بإمكان السياسي أن يعمل في الشأن العام وأن يشارك في الحكم ويبقى نظيف الكفّ وحسن السمعة، وهذه، نخشى، أن تصبح عملةً نادرة جدّاً”.
المفتي قبلان: العهد للرئيس الحص أن ندافع عن لبنان وشرفه ونزاهته ودوره السيادي ووحدته الوطنية
نعى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الرئيس سليم الحص وقال في بيان:
“إننا إذ ننعي لكل اللبنانيين وشرفاء المنطقة والعالم قامة بحجم الرئيس سليم الحصّ الذي يمثل ضمير لبنان والزعامة الوطنية الكبيرة، نؤكّد أنّه كان نموذج الرئيس الأمين والعقيدة الوطنية المقاومة ومفخرة الأخلاق السياسية، وما أحوج لبنان لزعامة سياسية بحجم هذا الشرف الوطني الكبير، ومع الرئيس الحص تتجلّى قيمة لبنان المقاوم خاصة بمثل هذا اليوم الذي لقّنت فيه المقاومة اللبنانية إسرائيل درساً بالهزيمة لن تنساه أبداً، والعهد للرئيس الحص أن ندافع عن لبنان وشرفه ونزاهته ودوره السيادي ووحدته الوطنية مضافاً إلى وصيته التاريخية بخصوص القدس وفلسطين وقضايا المنطقة التاريخية والسيادية”.
الشيخ الخطيب: برحيل الحص خسر لبنان قامة وطنية وعربية كبرى اتسمت بالمناقبية والمسؤولية والحكمة والنزاهة
نعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، في بيان، الى اللبنانيين رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص “الذي خسر لبنان برحيله قامة وطنية وعربية كبرى أتسمت بالمناقبية والمسؤولية والحكمة والنزاهة في العمل السياسي على المستوى الوطني والقومي في مواجهة الفساد والإرهاب والظلم، وحفلت حياته بالمواقف الرائدة الداعمة للمقاومة في لبنان ونصرة القضية الفلسطينية، فبذل الجهود الكبيرة للدفاع عن لبنان وإصلاح النظام السياسي وخدمة الوطن وشعبه”.
وختم: “رحم الله الفقيد الكبير وتغمده برحمته الواسعة والهم أسرته ومحبيه جميل الصبر والسلوان، انا لله وانا اليه راجعون”.
العلامة فضل الله: نفتقد مسارا من مسارات الحق ورمزا للعدالة لا يعوض
ورأى العلامة السيد علي فضل الله أن الرئيس الحص كان “علامة فارقة في تاريخ لبنان بنزاهتها وشفافيتها”. وأصدر بيانا أشار فيه إلى أن “لبنان عندما يفتقد شخصية بوزن وقيمة الرئيس الحص، وفي هذه المرحلة بالذات، فتلك “خسارة كبرى”.
أضاف: “لقد مثّلت شخصية الرئيس الحص علامة فارقة في تاريخ لبنان بنزاهتها وشفافيتها ورمزيتها الكبيرة في مواجهة الفساد والظلم الداخلي واطماع العدو الصهيوني وكنا نأمل بمستقبل مشرق للبنان بحضور هذه الشخصية وأمثالها، وكنا نرى ان البلد لا يزال بخير بوجوده وبوجود من يشبهه في الكلمة والموقف والصدق والشجاعة والعمل المستمر في خط الاصلاح والنهوض الوطني والقومي والعروبي والإسلامي”.
وختم فضل الله: “أن نفتقد هذه الشخصية الرمز فنحن نفتقد مسارا من مسارات الحق وخطاً من خطوط الاصلاح ورمزا للعدالة من داخل السلطة او خارجها وانموذجاً في الاخلاص لمبادئه وحبه ووفائه للناس، وعسى ان يعوّضنا الله بشخصيات مثله تحمل الهموم الكبيرة والبعيدة عن المصالح الشخصية والحسابات الفئوية”.
الحريري: الرئيس الحص منارة جديدة تنطفئ في الزمن المظلم
وكتب الرئيس سعد الحريري عبر منصة “اكس” ناعيا الرئيس سليم الحص: “دولة الرئيس سليم الحص منارة جديدة تنطفئ في الزمن المظلم . خسره لبنان قامة وطنية وتخسره بيروت ابناً باراً وشخصية مميزة كرست حياتها لسلامة دورها. رحم الله دولة الرئيس الحص وأسكنه فسيح جناته واخلص التعازي لعائلته ولكل اللبنانيين”.
سلام: قامة وطنية كبيرة رحلت اليوم ورحل معها الصدق والنبل
ونعى الرئيس تمام سلام، الموجود خارج لبنان، الرئيس سليم الحص. وقال في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي: “قامة وطنية كبيرة من بيروت ومن لبنان رحلت اليوم ورحل معها الصدق والنبل والاستقامة وعفة النفس.
وقال “الرئيس سليم الحص خدم وطنه بأمانة واخلاص وبسلاح الموقف الذي اعتبره واعتمده في مواجهة السلاح غير الشرعي وقوى الامر الواقع”.
وأضاف “بيروت هي مدينته وعرينه وحاضنة مسيرته الزاخرة بالعلم والاخلاق مترفعاً عن الصغائر، همه الانسان وكرامته وحقوقه. رحم الله هذه النفس الابية والكريمة والسامية واسكنها فسيح جناته”.
دريان ينعى الحص: برحيله خسر لبنان والوطن العربي رمزا كبيراً وركناً سياسياً مرموقا
ونعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الرئيس سليم الحص العضو الطبيعي في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، ووصفه ب”الرمز الوطني والعربي الكبير الذي عمل بكل جهد وإخلاص وتفان لوطنه”، وقال: “برحيل الرئيس سليم الحص خسر لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي رمزا كبيراً وركناً سياسياً مرموقاً، عريقا في عروبته وفي وطنيته وإيمانه، رجلا مميزا في مواقفه الشجاعة والحكيمة، وترك إنجازات تاريخية مشرقة ومشرفة في لبنان”.
وأضاف: “ان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خسر ركنا من أركانه، وكان للرئيس المرحوم سليم الحص دور مميز في الحياة السياسية وهو رجل العلم والسياسة والاقتصاد والمال والثقافة والأدب وله العديد من المؤلفات السياسية والوطنية، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته وادخله فسيح جناته وأنزله منازل الأبرار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أُولئك رفيقاً، وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعون”.
كرامي: رحيله خسارة وطنية كبرى
نعى رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي، في بيان، الرئيس سليم الحصّ وقال في بيان “فقدنا وفقد لبنان واللبنانيون رجل دولة من طراز رفيع هو الرئيس الدكتور سليم الحصّ”. وأضاف “وبفقدانه تنطوي صفحة من التاريخ السياسي الحديث لهذا الوطن، صفحة مليئة بالأحداث والمواقف والمواجهات الكبرى التي كان محورها هذا الرجل المشرق والنزيه”.
وتابع “وفقدت انا شخصياً رجلاً احبّه، رافق الرشيد في اصعب ايامه، ثم رافق والدي في ايامٍ لا تقلّ صعوبة، وكان خير من نتوسّم به دائماً المواقف الوطنية التي نستمدّ منها صلابة وعزيمة”.
أضاف: “محزن رحيل الدكتور سليم الحصّ، لان خسارته ليست مجرّد خسارة عادية حتى على مستوى العاطفة والصداقة والمحبّة فضلاً عن الخسارة الوطنية الكبرى”.
وختم كرامي: “عزاؤنا الحارّ لابنته السيدة وداد الحصّ وعائلتها الكريمة، ولكل محبّيه واصدقائه وما اكثرهم، ولكل اللبنانيين الذين يحبّونه ويحترمون نزاهته وعلمه الغزير وصدقه وزهده في المناصب وثباته على مواقفه طوال عمره”.
دياب ينعى الحص: كان عن حق ضمير لبنان الصامد أمام المغريات السياسية والمالية
ونعى الرئيس الدكتور حسان دياب، الرئيس سليم الحص، وقال في بيان: “لا يمكن وداع الرئيس الدكتور سليم الحص من دون ذرف دمعة على الرجل الذي شكّل ظاهرة في الحكم والسياسة في لبنان، وكان عن حق وواقع ضمير لبنان الذي بقي صامداً أمام المغريات السياسية والشعبوية والمالية، ولم يستسلم للأمر الواقع ولم يسلّم به، ودفع ثمن ما يؤمن به، وانكفأ عندما وجد نفسه عاجزاً عن مواجهة منظومة الفساد التي تسلّحت بقدرات جعلتها أقوى من الدولة، بل جعلتها الدولة، بحماية مظلّة فساد تتشعب أسقفها داخل لبنان وتتمدّد خارجه، والتي ما تزال تمسك بمفاصل البلد، وتتحكم بمصيره، وتسببت بانهيار مالي لطالما حّذر منه الرئيس الحص وحاول مواجهته بما يمتلك من منطق علمي وبسلوك رجل الدولة الذي لا يقيم وزناً لأي مصلحة طائفية أو مذهبية أو حزبية أو شخصية”.
أضاف: “لقد كان الرئيس الحص نبراساً، وقد شكّل بالنسبة الي، كما للكثير من اللبنانيين، نموذجاً يحتذى في السلوك السياسي وممارسة الحكم، من أي موقع، سواء في الشأن الخاص أو العام، لكن المفاهيم التي أرساها شكّلت خريطة طريق لمنطق الدولة العادلة القادرة التي ترعى شؤون اللبنانيين بمعيار الانتماء إلى الوطن ومن دون منطق المحسوبيات. لكن، صحيح أن الرئيس الحص اختار طوعاً الانكفاء السياسي، قبل أن توافيه المنية، لكن القيم التي أرساها، والمفاهيم التي كرسها، والسلوكيات التي اعتمدها، والأخلاق التي تمتع بها، ونظافة الكف التي حافظ عليها، ومنطق الدولة الذي وضعه، ستبقى منارة للبنانيين الطامحين لقيام الدولة العادلة ومواجهة الفساد الممسك بمفاصل الدولة، وستبقى لي شخصياً، ولكل من يريد أن يعمل في الحقل العام بمفاهيم سليم الحص، مبادئ لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها”.
وختم دياب: “رحم الله رجل الدولة، وضمير لبنان الرئيس الدكتور سليم الحص”.