تعدّت الجبهة الشمالية وأداء حزب الله فيها، بالنسبة إلى الإسرائيليين، كونها جبهة مؤثّرة في مسار الحرب القائمة من جنوب فلسطين (غزة) إلى شمالها مع لبنان فحسب، بل صارت محل تقييم أثرها على المستوى الاستراتيجي المتعلق بمستقبل الحرب ومستقبل إسرائيل على السواء.
فصارت «القيادة الإسرائيلية تخاف من حزب الله، وخوفها هذا ينتقل إلى الجمهور بأكمله ويمنع أي قدرة على التفكير بشكل منطقي وحكيم وخارج الصندوق»، بحسب صحيفة «إسرائيل اليوم».
فيما رأى الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوسي كوبرفاسر، أن حزب الله «سجّل العديد من الإنجازات في هذه المعركة، حيث أظهر تضامناً مع غزة، وألحق أضراراً كبيرة بالجليل، ودفع إسرائيل إلى إفراغ المنطقة القريبة من الحدود من سكانها، وأظهر قوته الرادعة، وساهم في الضغط الأميركي على إسرائيل لوقف القتال في غزة من دون أن يتسبب في حرب واسعة في لبنان».
كما حقّق حزب الله هدفه وهو لا يحتاج إلى تصعيد، إذ «يظهر على أنه المدافع عن غزة، وعلى أنه الجهة التي نجحت في طرد عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم، وأخيراً على أنه الجهة التي تهاجم باستمرار أهدافاً إسرائيلية على طول خط الحدود»، بحسب إيال زيسر في «إسرائيل اليوم».
في الأثناء، واصل حزب الله عمليات الرد على الاعتداءات الإسرائيلية وإسناد المقاومة في غزة، وقصف أمس مرابض مدفعية العدو في الزاعورة في الجولان السوري المحتل وانتشار الجنود في محيطها براجمة صواريخ كاتيوشا، وشنّ هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة المدفعية في أودم، استهدفت أماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقة».
وفي إطار «الردع الجوي»، واصل حزب الله مطاردة طائرات العدو في سماء لبنان، فتصدّت وحدات الدفاع الجوي أمس بصواريخ أرض – جو لطائرة حربية إسرائيلية معادية انتهكت الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب وأجبرتها على التراجع خلف الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
واستهدف حزب الله أيضاً موقعَي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وموقع بركة ريشا وحاميته وتجهيزاته التجسسية بقذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة، والتجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.
ونعى الحزب الشهيد علي خليل حمد من بلدة عيترون في جنوب لبنان. الاخبار