قال سفير الصين لدى الأمم المتحدة يانغ جين، يوم الاثنين، إن بلاده لن تعارض عودة الولايات المتحدة إلى اليونسكو على الرغم من العلاقات الصعبة بين بكين وواشنطن.
وأوضح يانغ جين أن “اليونسكو بحاجة إلى تكاتف جميع الدول الأعضاء للوفاء بمهامها”، مشددا على أن “الصين مستعدة للعمل مع جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وقال إن واشنطن انسحبت مرتين من اليونسكو، الأمر الذي كان له “تأثير سلبي” على هذه المنظمة.
وفي وقت سابق، أعلنت “منظمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة”، أن الولايات المتحدة تنوي الانضمام مجددا إليها بدءا من يوليو، لتطوي صفحة نزاع استمر عقدا مع الهيئة التي انسحبت منها واشنطن في 2018.
وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي “إنها خطوة قوية تعكس الثقة في اليونسكو والتعددية”، بينما أبلغت ممثلي الدول الأعضاء في الهيئة في باريس عن قرار واشنطن العودة.
وتعد الولايات المتحدة عضوا مؤسسا لليونسكو، وكانت من أهم المساهمين في ميزانية الهيئة حتى عام 2011، عندما منحت المنظمة الأممية فلسطين عضوية كاملة. وأدى ذلك إلى وقف المساهمات بموجب قانون الولايات المتحدة.
وذهب الرئيس الأمريكي حينذاك، دونالد ترامب، أبعد من ذلك عبر الإعلان في 2017 بأن الولايات المتحدة ستنسحب من اليونسكو إلى جانب إسرائيل، متهما الهيئة بالتحيز ضد الأخيرة.
ودخل قرار الانسحاب حيز التنفيذ عام 2018. وجعلت أزولاي، وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة التي تولت إدارة اليونسكو منذ عام 2017، مسألة إعادة الولايات المتحدة على رأس أولوياتها.
وفي رسالة إلى أزولاي، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكية للإدارة والموارد ريتشارد فيرما إن واشنطن تشعر “بالامتنان” لتحقيق أزولاي تقدما في “قضايا مهمة”، بينها “تخفيف التركيز على النقاشات المسيّسة”.
وقبل تعليق مساهماتها في 2011، كانت الولايات المتحدة تدفع حوالى 22 في المئة من ميزانية اليونسكو أي ما يعادل 75 مليون دولار.
لكن الكونغرس مهد الطريق في ديسمبر للولايات المتحدة لإعادة تقديم التمويل، مخصصا مبلغا في الموازنة قدره 150 مليون دولار.
وفي مارس، قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، إن غياب الولايات المتحدة عن اليونسكو يترك المجال للصين لصياغة القواعد المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وأفاد لجنة في مجلس الشيوخ لدى عرضه الموازنة “أعتقد بشدة أن علينا العودة إلى اليونسكو، لا كهدية لليونسكو، بل لأن ما يحدث فيها مهم فعلا”. وتابع “يعملون على قواعد ومبادئ ومعايير للذكاء الاصطناعي. نريد أن نكون طرفا”.