تكبر التهديدات بتوسيع رقعة الحرب في جنوب لبنان، ومعها حجم الخسائر والدمار والتحديّات التي تفوق طاقة البلد على تحمّلها، بعد سنوات من الانهيار الاقتصادي ووباء كورونا.
والقطاع الصحي واحدٌ من القطاعات التي صمدت، لكنه غير قادر على مواجهة حرب قد تدمّر آخر مقوّمات بقائه.
“الوضع لا يحتمل المكابرة والبطولات الوهمية”، يقول رئيس لجنة الصحة النيابية بلال عبدالله، مطلقاً عبر موقع mtv صرخة تحذيرية، قائلاً “غير صحيح أننا جاهزون لسيناريو الحرب، ولا نريد الحرب، وأنا كرئيس لجنة صحة نيابية أعرف جيداً مدى قدرتنا على الصمود في القطاع الصحي في البلد بشكل عام وخصوصاً في الجنوب”.
وبينما أوضح أن غالبية الإصابات خلال الحروب هي عبارة عن كسور وجروح، كشف عبدالله “أننا ليس لدينا إلا مستشفى واحداً متخصّصاً للحروق وهو مستشفى الجعيتاوي، وآخر أصغر في طرابلس.
في حين أن عمليات العضم والإصابات البالغة تحتاج إلى مراكز كبيرة لمعالجتها”.
واعتبر عبدالله أن “المستشفيات في الجنوب قادرة على مواكبة حالة طوارئ عادية، أما في حالة حرب واسعة وشاملة مع إسرائيل فإن لبنان بأسره غير جاهز لها وليس فقط المستشفيات، التي تحتاج إلى إمكانيات هائلة”، سائلاً: “كيف سنحصل حينها على إمدادات ومستلزمات طبية وغيرها في حال أُقفل المطار أو المرفأ؟”.
وتوقف عبدالله عند بعض التفاصيل، لافتاً إلى أن مستشفيات الجنوب صغيرة ولا تتعدّى طاقتها الاستيعابية عشرات الجرحى، وهي مجهزة لمواكبة أولية للإصابات وأما العمليات الكبيرة فتستوجب نقلها إلى المستشفيات الجامعية، سائلاً: “كم عدد بنوك الدم، وهل هي كافية لتلبية الحاجة؟”.
هذا واستمرار الحرب وتطوّرها سيؤدي بطبيعة الحال الى نزوح للأطباء والممرضين من الجنوب.
وإذ نوّه عبدالله بالجهد الذي تقوم به وزارة الصحة، التي تقوم بتغطية كامل نفقات إصابات الحرب، وقد أنشأت مركز طوارئ يواكب التطورات الميدانية لحظة بلحظة مع كل المستشفيات.
وشدّد في المقابل على أن “ما نقوله هو بمثابة إشارة إلى حقيقة واقعنا الصحي، ودعوة لعدم المبالغة بتقييم قدرتنا على الصمود”.
“يكفي أن نراقب المشهد في غزة وفلسطين لمعرفة حجم الخطر المحدق”، يختم عبدالله، فهل ينجح لبنان بتجنّب هذا المصير؟