قال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي “طوفان الأحرار”، إنّ هذا اليوم “نعبر فيه عن التزامنا وموقفنا ومقاومتنا وآمالنا العظام”.
ورأى السيد نصر الله أنّ الحرب على غزة هي حرب “من فقد عقله وحرب جزّارين ومجرمين”، موضحاً أنّ بعد 6 أشهر من الحرب، ما زال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير “الأمن”، يؤاف غالانت، وآخرون في الكيان “فاقدين لعقولهم”.
كما اعتبر أنّ ما يمارسه العدو من قتل وتجويع في غزة، هو من أجل “الضغط والترهيب لأنه لا أفق أمامه لا في الميدان ولا في المفاوضات”، مضيفاً أنّ بعد 6 أشهر ما زال نتنياهو عاجزاً عن القضاء على حماس والمقاومة في غزة وعن استرجاع الأسرى.
ولفت إلى أنّ استطلاعات الرأي في مستعمرات الشمال، تقول إنّ 80% لا يريدون العودة، مؤكداً أنّ “هذا سيوجّه ضربة كبيرة لفكرة الاستيطان”.
كذلك، أشار السيد نصر الله إلى أنّ لا أفق لدى نتنياهو في حل مشاكله الداخلية، “وخسارة الوضع الدولي هي من نتائج طوفان الأقصى”، مضيفاً أنّ بايدن دعا نتنياهو إلى “وقف الحرب فوراً لأنه يخسر الموقف الدولي”.
وأكد أنّ العجز عن إغلاق الجبهات الأخرى ومنها لبنان واليمن والعراق هو “إنجاز محقق”، مشيراً إلى أنّ “الاحتلال لديه مشاكل في الشمال والاقتصاد وفي إيلات وعندما تقف الحرب عندها ستكون المحاسبة”.
وشدّد على أنّ “لا خيار أمام نتنياهو وائتلافه إلا وقف الحرب”، موضحاً أنّ “هذا بحد ذاته خسارة لهم”.
وتابع بالقول: “نحن نقاتل برؤية نصر على الرغم من التضحيات”، مضيفاً: “المهم أن نصمد وأن نثبت في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وهذه معركة ذاهبون فيها إلى النصر”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ “هذه معركة محور المقاومة ذاهب فيها إلى نصر كبير”.
المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً
ووجّه السيد نصر الله التحية للمقاومين على الجبهة اللبنانية، مؤكداً أنهم على “أتم الجاهزية والمعنويات عالية والاندفاع كبير”.
وأوضح أنّ إنجازات هذه المعركة التي تشكّل جبهة جنوب لبنان جزءاً منها، “سيعود نفعها على كلّ لبنان”، مشيراً إلى أنّ “إنجازات النصر برياً وبحرياً وسيادياً ستكون بركاته على كل لبنان”.
وشدّد على أنّ لبنان في موقع القوة، “ومن يهول بالحرب ويضع مواعيد لها، نأسف أن يكون موجوداً”.
كذلك، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ المقاومة في لبنان “لا تخشى حرباً، وهي على أتم الجاهزية لأي حرب”، مشيراً إلى أنّ “السلاح الاساسي لم نستخدمه بعد”.
وتابع بالقول: “إذا أرادوا الحرب.. يا هلا ويا مرحبا”، مؤكداً أنّ “العدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان”.
وأضاف: “نحن في المعركة في جنوب لبنان التي نقدم فيها خيرة شبابنا، هي معركة منطلقها أخلاق جهادي إخلاصي ولن نتردد فيها”.
وأكد السيد نصر الله قائلاً: “سنكمل المعركة حتى تنتصر المقاومة وغزة”.
الرد الإيراني على استهداف القنصلية آتٍ
كذلك، تطرق السيد نصر الله إلى العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، ولفت إلى أنّ هذه القضية هي مفصل في الأحداث التي حصلت منذ 7 تشرين الأول إلى اليوم، مشدداً: “كونوا متأكدين أنّ الرد الإيراني على موضوع القنصلية الإيرانية آتٍ لا محالة”.
واعتبر أنّ الإسرائيلي متأهّب وخائف من الرد الإيراني، “وهذا جزء من المعركة باستنزاف العدوّ معنوياً ومادياً”.
ولفت إلى أنّ “الكل يجب أن يحضّر نفسه وأن يرتّب أموره وأن يحتاط كيف يمكن أن تذهب الأمور، وأن نكون جاهزين لكل احتمال”، مؤكداً أنّ “الحماقة التي ارتكبها نتنياهو في القنصلية، ستفتح باباً للفرج ولحسم المعركة”.
كما أكد أنّ “لشهداء العدوان الاسرائيلي الأخير على دمشق قيمة تاريخية بالنسبة إلينا”.
وأشار إلى أنّ “شهادة هؤلاء الأعزاء أمر كبير بالنسبة إلينا، وخصوصاً اللواء زاهدي لفضله الكبير على المقاومة في لبنان ولسنوات طويلة”، مضيفاً أنّ “هذه الحادثة هي مفصل لها ما قبلها ولها ما بعدها”.
إيران ترفض التفاوض المباشر
وفي سياقٍ آخر، قال السيد نصر الله إنّ الإجازة التي أعطاها المراجع بصرف جزء من الحقوق الشرعية للمقاومة الفلسطينية “يؤكد العمق الديني والاخلاقي لموقفهم”، مشيراً إلى أنّ “إعلان الإمام الخميني الحاسم بوقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية كان أحد أهم أسباب الحروب التي تعرضت لها إيران”.
ولفت إلى أنّ “الأميركيين يرغبون بشدة بالتفاوض المباشر مع الإيرانيين، لكن إيران حتى الآن ترفض التفاوض المباشر”، مؤكداً أنّ “إيران لا تفاوض على الملفات الإقليمية مع الأميركيين”.
وأضاف: “نسمع عن سخافة أن كلّ ما يجري في المنطقة هو مسرحية أميركية إيرانية وتوزيع أدوار”، مردفاً أنّ “هناك من هو غير قادر على تقبّل أن إسرائيل تهزم في المنطقة، وهو غير قادر على استيعاب ذلك”.
وتابع السيد نصر الله بأنّ إيران تقدّم خيرة قادتها شهداء، وطهران موقفها “حاسم وتعمده بدماء شهدائها”، مشيراً إلى أنّ إيران في موقفها كانت سنداً منذ عام 1979 “لكل من يقاوم هذا الكيان، وهي بدعمها غيرت الكثير من المعادلات”.
وأوضح أنّه لو كانت إيران “تريد أن تبدّل في موقفها لكانت فعلت ذلك منذ عشرات السنوات”، مضيفاً: “لكل المقاومين الذين يسندون ظهرهم إلى إيران يجب أن يكونوا مطمئنين لأنّ إيران لا تتخلى عن المظلومين والأصدقاء”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ “بالنسبة إلى كل مقاوم شريف، فإنّ الصداقة مع إيران هي عنوان الكرامة الإنسانية والشرف، ومن يجب أن يخجل هو من يطبع”.
وتابع بالقول: “اخجلوا من الصداقة مع الولايات المتحدة المسؤولة عن الجرائم والحروب في المنطقة”، مشدداً على أنّ “العلاقة مع إيران التي تمدّ يد العون لاستعادة الأرض والسيادة تكون عبر أبسط المبادئ وهي علاقة الوفاء”.
وأردف قائلاً: “مما لا شك فيه أنّ طوفان الأقصى هو مفصل تاريخي في منطقتنا، وما بعده ليس كما قبله بالنسبة للعدو والصديق والمنطقة”، مضيفاً: “نحن أمام ما حدث جعل بقاء إسرائيل في دائرة الخطر وكشف هشاشتها”.