في الذكرى الـ53 لنكسة حزيران، رسب العرب في الاختبار الثاني امام الاحتلال الاسرائيلي، وبدلا من ان يستعيدوا ويستروا العرض، فقدوا الضفة الغربية ووصل الاحتلال الى ضفة النيل.
والاذاعات التي تعهدت الاحتلال الاسرائيلي والاسرائيليين بالقائهم في البحر، عادت لتعزف موسيقى حزينة عنوانها كيف ضاعف الجولان وسيناء والضفة الغربية خلال ساعات.
كما ان من اسباب النكسة غياب التنسيق العربي وشعور العرب بالدونية اتجاه الاخر واختراق الاحتلال للمجتمعات العربية دون ان تستطيع الانظمة ان تخرق الطرف الاخر التي يعاني الفلسطينيون حتى اللحظة من آثارها.
لكن مشهد التسيد الذي ساد خلال الاعوام التالية للنكسة انتهى في العقدين الاخيرين بعدما استطاعت المقاومة الفلسطينية واللبنانية ان تثبت للاحتلال انه ليس صاحب اليد العليا وانه لا يملك قوة الردع التي تفقوق فيها دوملاً على الانظمة العربية.
والاهم ان ما انجزته المقاومة في العقدين واسباب انتصارها هو قرائتها الطرف الاخر بشكل جيد والاعتماد على تفوق العنصر البشري على الارض، والاهم الايمان بالفكرة والانتماء لها وبان الطرف الاخر ليس متفوقاً كما يدّعي.
وبات كان الاحتلال الاسرائيلي الذي هزم ثلاث دول عربية في ساعات، غير قادر على هزيمة حركة مقاومة والتي غيرت المعادلة لتجعل الاحتلال الاسرائيلي يعترف علناً بانه فقد قوة الردع امام هذه الفصائل التي استطاعت ان تصنع ما لم تصنعه الانظمة العربية على مدار العقود الاربعة.