ألامين العام

السيد نصرالله يطور معادلات الردع عبر رسالة “الدم مقابل الدم”

الرد المتناسب بالنار، وتطوير حدود معادلات الردع، هي التي تحكم آلية سلوك حزب الله العسكري من 7 تشرين الأول 2023. فالردود على الإعتداءات الإسرائيلية تتصاعد في شكل دقيق مع حجم الأذى المادي، والبشري، ومن هنا، سارع الأمين العام لحزب الله إلى رفع معادلة جديدة بعد مجزرة النبطية، وهي “الدم مقابل الدم”، فيما يعني الخسائر في صفوف المدنيين. فالسيد حسن نصرالله وفي خطابه اليوم الجمعة، أكد أنه “لا نتحمل موضوع المس بالمدنيين”، موجهاً رسالة تحذير جديدة بأنه على العدو أن يفهم أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً”. وقد حذر نصرالله قادة العدو الإسرائيلي من توسيع الحرب، مشيراً إلى أنه “للتذكير فإن المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات، واصفاً وزير الحرب الإسرائيلي بأنه “ثلاث ارباع مجنون”.

وفي الملفات الداخلية، لم يفت نصرالله أن يوجه رسالة أخرى، محورها التأكيد أن سلاح حزب الله لن يستخدم لتغيير معادلات سياسية داخلية، وخاصة لجهة ما يروج في لبنان، وفي أحيان كثيرة من قواعد بيئة الثنائي الشيعي نفسها، لجهة استثمار ما يحصل في الحدود وبالتالي السلاح، لجهة “تقريش” الإنتصارات مواقع في الحكم والسلطة. وشدد نصرالله على أن “سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان”.

وفيما كان نصرالله يخطُب، كانت المقاومة العسكرية تصعّد من هجماتها على المواقع والثكنات الإسرائيلية، والتي بلغت ثلاثة في خلال الخطاب نفسه. وقد لوحظ أنَّ وسائل الإعلام الإسرائلية تابعت باهتمام كلمة نصرالله، ورسائله إلى الداخل الإسرائيلي، ولا سيما لصقور حكومة الحرب.

وعلى المستوى الداخلي، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يلتقي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن، ويعلن أن لبنان لن يرد أي نازح سوري يغادره. لكن يبقى كلام ميقاتي، أمام محك المصداقية المفقودة في سلوكياته وجرائمه بحق الميثاق والدستور، خاصةً وأن ملف النزوح يتطلب تطبيقاً لخطوات جريئة، لا يمكن أن يقدم عليها ميقاتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى