في اليوم الـ132 من العدوان على قطاع غزة، ظلّت الاشتباكات محتدمة في كل محاور القتال في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، وفي شمال وادي غزة، على السواء.
وتحدّثت وسائل إعلام محلية عن اشتباكات ضارية خاضها المقاومون ضد قوات العدو المتوغّلة على محاور منطقة السطر وعبسان الكبيرة والقرارة في خانيونس، فيما أعلنت «سرايا القدس» تنفيذ «استحكام مدفعي وصاروخي» على خط إمداد وتموضع لجنود الاحتلال شرق المدينة وشمال شرقها، حيث خاض مقاومو «السرايا»، وفق بيان عسكري، «اشتباكات ضارية وملحمية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع في مناطق التقدم».
وبدورها، استهدفت «كتائب المجاهدين» بصاروخ «سعير» قوة من جيش الاحتلال كانت تعتلي برجاً غرب معسكر القطاطوة غرب خانيونس، وأوقعت أفراد القوة بين قتيل وجريح.
وفي شمال القطاع، أعلنت «سرايا القدس» أنها قصفت، بالاشتراك مع «كتائب الأنصار»، تجمّعات لجنود وآليات جيش الاحتلال، بوابل من قذائف «الهاون»، ونشرت مقاطع مصوّرة للقصف.في هذا الوقت، أفادت إذاعة جيش الاحتلال بـ«تقليص قوات الاحتياط في غزة وسحب لواء المظليين 646» من خانيونس، وذلك بعد الإعلان عن مقتل جندي وإصابة ضابط وجنديين – وصفَت جروحهم بالخطيرة – من اللواء المذكور، إضافة إلى إصابة عدد من الجنود بجروح متفاوتة، لترتفع حصيلة قتلى العدو، حسبما أقرّ، إلى 571 عسكرياً، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال إصابة 11 عسكرياً في معارك غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وتعليقاً على سير القتال، زعم وزير الحرب، يوآف غالانت، أن قواته تسيطر على شمال القطاع وعلى خانيونس، معلناً أنها ستواصل عملياتها العسكرية في رفح.
على خطّ مواز، تواصل قوات الاحتلال حربها ضد المستشفيات، التي لم تعُد قادرة على تقديم خدماتها الطبية.
وفيما تُطبِق دبابات العدو حصارها على «مستشفى ناصر» غرب مدينة خانيونس، منذ أسابيع، وتواصل قصف محيطه ومبانيه، نفّذت أمس إطلاق نار كثيفاً وقصفاً مدفعياً في محيط المجمع الطبي، قبل أن تقتحمه وترغم من فيه من طواقم طبية ونازحين ومرضى على مغادرته في اتجاه مدينة رفح.
وأفاد عدد من المحاصرين بأنه «عند الخروج، هاجمتنا آليات الاحتلال، واضطررنا للعودة والاحتماء داخل المستشفى»، فيما قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال «دمّرت سيارتَي إسعاف»، و«اقتحمت مبنى الولادة» و«قامت بعمليات تفتيش» داخل المجمع.
ومن جهته، قال مدير الجراحة في المستشفى: «نعاني ظروفاً كارثية، ومياه الصرف الصحي غمرت قسم الطوارئ».
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال ارتكب خلال 24 ساعة 9 مجازر، راح ضحيتها 87 شهيداً، و104 جرحى.
وبذلك، يرتفع عدد ضحايا الحرب على القطاع، منذ 7 أكتوبر، إلى 28 ألفاً و663 شهيداً، و68 ألفاً و395 جريحاً.
كما أشارت الوزارة إلى أن أعداداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، مضيفة أن الاحتلال يواصل منع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
وأفادت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا)، بدورها، بأن «70% من البنية التحتية المدنية في غزة تمّ تدميرها بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس».
شهد أول من أمس عودة غزيرة لصواريخ المقاومة، حيث أعلنت «سرايا القدس» قصف عسقلان وغلاف غزة، برشقات صاروخية، في «تاسعة البهاء»، حيث دوّت على إثر القصف صفارات الإنذار في مستوطنة «زيكيم» وفي المجمع الصناعي جنوب عسقلان.