وسّع العدو الاسرائيلي من دائرة استهدافاته لتطال مناطقاً جديدة للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب عند الجبهة الجنوبية، وكأن هيستيريا أصابته بفعل العمليات الدقيقة التي نفّذها الحزب داخل الشمال الإسرائيلي. فهل تتدحرج الأمور إلى حرب مفتوحة يسعى إليها العدو؟
في هذا السياق, رأى العميد المتقاعد أمين حطيط, أن “العدو الإسرائيلي كثّف من استهدافاته في الجنوب منذ 4 أيام, وخرج عن ضوابط المواجهة التي تحكم الجبهة, فاستهدف المنازل, وقرى, وسيارات على بعد 65 كلم من الحدود”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, اعتبر حطيط, أن “الإسرائيلي حاول استعراض القوة لكسر معادلات الردع القائمة, ويفهم من ذلك أنه اتجّه للتصعيد ليبتغي منه أمرين, إظهار قوّته وسيطرته في الميدان, والثاني كسر معادلات الردع”.
وأشار إلى أن “العدو بذلك, وضع المقاومة أمام خيارين, إمّا القبول بعملية الإستعراض التي يقوم فيها, وهذا يؤدي إلى فوز العدو وتخطي معادلات وضوابط الحرب, أو الرد لتثبيت معادلة الردع ولجم التصعيد الإسرائيلي”.
وأكّد أن “مصلحة المقاومة هو الرد, ولذلك اختارت المقاومة اليوم الرد على ثلاثة أهداف بالغة الخصوصية والأهمية, الأول مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد, وقاعدة المراقبة في ميرون, ومركز الشرطة في كريات شمونة, فهذه الأهداف لها طابع استراتيجي بالنسبة للعدو الإسرائيلي, وهذا الرد يعتبر ردّ تأديبي”.
وشدّد على أنه “لا يمكن للمقاومة أن تتراجع وتترك العدو يسجّل نقاط عليها”, مشيراً إلى أن “الضربة التي وجهت للعدو في المناطق الثلاثة, وكانت مسبوقة لضربة في مزراع شبعا, أفقدته صوابه, حيث أظهرت فشل القبة الفولاذية, وأن المراكز العسكرية الإسرائيلية ضمن 12 كلم من الحدود غير محمية, إضافة إلى أن المقاومة تستطيع أن تصل إلى أي هدف مهما كانت طبيعته, وهذا يمس مفهوم الامن الإسرائيلي”.
وتابع, “لذلك أقدم العدو الإسرائيلي على الرد اليوم بهذا الشكل الهمجي, لإظهار قوة أنه يرد وقت ما يريد, وانه يستطيع ان يتعامل مع أكثر من هدف في الطيران, والثاني هو أن العدو اختار مناطق ليس ذات أهمية استراتيجية في لبنان, وهذا يعني ان العدو شعر بأنه مردوع, وهذا أمر مهم”.
وخلُص حطيط, إلى أن “الامور حتى اللحظة ستبقى تحت السيطرة وتحت سقف الفعل والفعل المضاد, دون أن تتدحرج الأمور إلى مواجهة وحرب مفتوحة, إلا أن الإحتمال قائم طالما أننا نتعامل مع عدو, إلا أن إحتماله لا يزال منخفضاً, فإمكانية إنفجار الوضع الى حرب شاملة, شبه مستبعدة”.