فاز 3 طلاب بعلوم الكومبيوتر، أحدهم مصري اسمه يوسف نادر وعمره 22 عاما، بأكبر جائزة نقدية في علم الآثار، لاستخدامهم “الذكاء الاصطناعي” في الكشف عن محتوى لفافة من زمن روما القديمة بعد أن ثار بركان “فيزوف” الإيطالي عام 79 بعد الميلاد، وجعل من المستحيل فتحها لقراءتها، لأنها تفحمت وأصبح محتواها لغزا استمر أكثر من 2000 عام.
والمعروف أن ثورة Vesuvius البركانية الكارثية، أدت الى دفن معظم مدينة “بومبي” بالغبار والرماد، وتحويل مئات من لفائف ورق البردي كانت محفوظة في مكتبة كبيرة تضم أكثر من 1800 مخطوطة ولفافة ببلدةHerculaneum المجاورة، وتحولت بفعل الطين البركاني الناري إلى كتل هشة من الفحم، يستحيل على أي كان قراءتها، ومنها اللفافة الشبيهة بقطعة من خشب محروق، والتي كان من الصعب فتحها بدون أن تتفتت إلى قطع صغيرة.
إلا أن الطالب المصري المقيم في برلين، ونظيره الأميركي Luke Farritor البالغ 21 عاما، إضافة إلى السويسري Julian Schilliger المولود قبل 22 سنة، سبروا أغوار اللفافة وأحدثوا اختراقا تمكنوا به من حل ما كان مستحيلا، وفازوا أمس الاثنين بجائزة “تحدي فيزوف” ومقدارها 700 ألف دولار، تقاسموها بينهم، وفقا لما ألمت به “العربية.نت” من تقرير نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية اليوم، وذكرت فيه كشفهم عن محتوى اللفافة التي سبق لملك صقلية ونابولي، فرديناند الأول، أن أهداها في 1802 إلى نابليون بونابارت، فأحالها الامبراطور الفرنسي الى “معهد فرنسا” الذي احتفظ بها منذ ذلك العام في باريس.
وملخص الاختراق الذي قام به الطلاب الثلاثة، هو إنشاء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد، جعل طبقات اللفافة المكونة من ورق البردي مرئية، ما أدى الى تصنيفها يدويا باستخدام برامج كمبيوتر خاصة “لتسطيحها” ومدها رقميا، وهي تقنية رائدها البروفسور Brent Seales عالم الكومبيوتر في جامعة University of Kentucky الأميركية، وباستخدامها تمكن الطلاب من تحديد الكلمات الموجودة داخل الورق الملفوف عبر تدريب “الذكاء الاصطناعي” على التعرف الى نمط “الطقطقة” المميز، والذي يتكون من الحبر المستخدم منذ حوالي 20 قرناً.
معنى أول كلمة تم اكتشافها
وكان عليهم للفوز بالجائزة الكشف عن 3 مقاطع من النصوص، طول كل منها 140 حرفا، بحيث يكون 85% من المقطع على الأقل مقروءا، وبهذه الطريقة تم ترميم 5% من اللفافة حتى الآن، مع امكانية ترميم المزيد في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وكان كل من الطلاب الثلاثة فاز في أكتوبر الماضي بجائزة مبلغها 50 ألف دولار، بعد كشفهم الكلمة الأولى من اللفافة، وهي اليونانية πορφύραc المخبأة بجوفها، وتعني صبغة أرجوانية أو ملابس أرجوانية، عبر التقنية التي استخدمها البروفسور سيلز في مسرّع للجسيمات، حيث تم إجراء مسح عالي الدقة للجزء الداخلي من اللفافة، وهي واحدة من لفائف بالمئات تم اكتشافها في خمسينيات القرن الثامن عشر عندما قام علماء الآثار بالتنقيب عن فيلا مدفونة في هيركولانيوم كانت ملكا للوسيوس كالبورنيوس بيزو كيسونينوس، والد زوجة يوليوس قيصر.
أما أول من فك شفرة كلمة مقروءة من داخل اللفافة، فكان الطالب الأميركي لوك فاريتور، على حد ما قرأت “العربية.نت” خبره مما بثته الوكالات قبل 3 أشهر، وعن الكشف فاز بجائزة مقدارها 40 ألفا من الدولارات، ثم تبعه الطالب المصري يوسف نادر بعد فترة وجيزة بصورة أكثر وضوحا وفاز بمبلغ 10000 دولار. (العربية)