شيّع “حزب الله” شهيده “على طريق القدس” مصطفى محمود جابر الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه الجهادي، أمام مستشفى الشهيد صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، بمشاركة جمهور المقاومة، يتقدمهم عضوا كتلة “الوفاء للمقاومة” النائبان حسن فضل الله وحسين جشي، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء، حيث أقيم للشهيد المراسم التكريمية على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي، وبعدها كان القسم والبيعة بمتابعة الطريق، وصلاة على جثمانه أمّها إمام مدينة بنت جبيل الشيخ أمين سعد.
ومن ثم تحدث فضل الله فقال: “مصطفى قمر جديد ينضم إلى قافلة النور التي تشع في سماء لبنان وفلسطين والأمة، نودعه من هنا إلى ثرى محيبيب التي أحبها حتى الشهادة، ونحن نودعه، نقيم أعراس الشهادة على امتداد قرانا وبلداتنا، ما بين تشييع وتأبين في هذه الحرب التي تخوضها المقاومة دفاعاً عن بلدها وشعبها وانتصاراً للدم المظلوم في غزة”.
وأضاف: “عندما ننتصر لدماء الأطفال في غزة، فإننا أيضاً نحمي مستقبل أطفالنا في لبنان، لأن هذا العدو كما يقتل اليوم في غزة، يريد أن يقتل هنا في لبنان، ولكن من هنا من بنت جبيل وعيناثا وعيتا الشعب ومن راميا ويارون ومارون وعيترون ومحيبيب، ومن كل القرى من الناقورة إلى شبعا، نقول لهذا العدو، لا القصف ولا الغارات ولا الحمم ولا التهديد والتهويل ولا كل الرسائل يمكن أن تفرض معادلة جديدة هنا، أو تغيّر حرفاً واحداً في خيارات المقاومة ومن قرارها في هذه المواجهة، لأننا عندما نقاتل هذا العدو، فإننا نمنع عن بلدنا المآسي والمصائب”.
وأكد أنه “مهما حاول العدو الإسرائيلي أن يمس بمدنيينا كما بالأمس بالغارات الصهيونية أو كما في القصف المتواصل، فإنه لن يستطيع أن يقيم توازن التهجير ما بين الشمال والجنوب، لأن شعبنا هنا ثابت على موقفه، ولن يخضع للضغوط ولا لكل هذا التهويل والمحاولات من أجل ثنيه عن موقفه، إلى جانب هذه المقاومة التي يقدم في طريقها أغلى الرجال كما هذا الشهيد مصطفى ورفاقه بقية الشهداء”.
وتابع: “نقول لهذا العدو ما سمعه منا كل الموفدين والساعين وكل الذين حملوا الرسائل واستبطنوا التهويل والوعيد، نقول له كما قلنا لهم جميعاً، لا كلام ولا حديث هنا قبل وقف العدوان على غزة، ولن يطمئن المستوطنون مهما فعل العدو ومهما قصف وهدد، لأنه لا خيار له إلاّ أن يوقف هذا العدوان، لأن كل هذه الجبهات سببها واحد، هو هذا القتل الذي يمارسه هذا العدو ضد شعبنا في فلسطين وضد قرانا وبلداتنا”.
بعدها، انطلق موكب تشييع الشهيد مصطفى نحو مسقط رأسه بلدة محيبيب، حيث سيوارى في الثرى إلى جانب من سبقه من الشهداء.